Page 167 - Pp
P. 167

‫‪165‬‬               ‫الملف الثقـافي‬

‫عواطف عبد الكريم‬  ‫على مصطفى مشرفة‬  ‫عبد الوهاب البياتي‬                                   ‫القراء‪.‬‬
                                                                      ‫رغم أن جمال عبد الرحيم‬
    ‫الآلات الإيقاعية في العمل‬             ‫المصرية‪ ،‬فهي سهلة‬
  ‫دور كبير وبارز‪ ،‬والحكاية‬        ‫وبسيطة‪ ،‬وقد اهتم كثي ًرا بأن‬            ‫درس علوم الموسيقى‬
 ‫تقع في ثلاثة مشاهد‪ ،‬المشهد‬                                            ‫الأوروبية‪ ،‬وبنى مؤلفاته‬
 ‫الأول منها عبارة عن رقصة‬           ‫يعطي دو ًرا كبي ًرا لمجموعة‬         ‫في الصياغات الموسيقية‬
                                       ‫الآلات الإيقاعية‪ ،‬خاصة‬
     ‫حسن ونعيمة التي تعبر‬             ‫الآلات الشعبية المصرية‪،‬‬             ‫الأوروبية‪ ،‬إلا أنه كان‬
  ‫عن فرحتهما بقرب الزواج‪،‬‬                                          ‫منغم ًسا في الموسيقى الشعبية‬
  ‫ثم مقتل حسن‪ .‬وفي المشهد‬            ‫إلى جانب الآلات الإيقاعية‬     ‫المصرية ومتشب ًعا بها‪ ،‬ويظهر‬
                                    ‫الغربية‪ ،‬ونجد ذلك واض ًحا‬
    ‫الثاني تندب نعيمة حسن‬          ‫وجليًّا في أعماله للباليه‪ ،‬مثل‬     ‫هذا جليًّا في عدد كبير من‬
    ‫في جو عام مليء بالحزن‬                                              ‫أعماله في مختلف أشكال‬
‫والأسى والندابات‪ .‬أما المشهد‬         ‫باليه “أوزوريس” وباليه‬          ‫التأليف الموسيقي‪ ،‬وهذا ما‬
    ‫الثالث فهو يعبر عن حلم‬                  ‫“حسن ونعيمة”‪.‬‬          ‫يحاول هذا المقال إلقاء الضوء‬
 ‫نعيمة بالزفاف‪ ،‬وهو مشهد‬                                            ‫عليه‪ ،‬بعي ًدا عن تناول حرفية‬
     ‫مشحون بأجواء نفسية‬              ‫والباليه الذي يحتوي على‬           ‫تقنيات التأليف الموسيقي‬
      ‫متباينة بين التصورات‬              ‫الألحان الشعبية منهما‬
     ‫السعيدة والواقع المحزن‬            ‫هو باليه حسن ونعيمة‪،‬‬                ‫أو التعرض للجوانب‬
   ‫المرير‪ ،‬ويشتمل على ثلاثة‬                                             ‫التخصصية‪ ،‬حتى ُنعين‬
                                    ‫وهي قصة شعبية مصرية‬             ‫القاريء غير المتخصص على‬
      ‫الحان‪ ،‬الأول من إبداع‬          ‫واقعية وشهيرة ج ًّدا‪ ،‬نجد‬       ‫الإلمام بما تحويه أعمال عبد‬
    ‫المؤلف‪ ،‬والثاني قائم على‬       ‫أن جمال عبد الرحيم وضع‬            ‫الرحيم من الغناء والألحان‬
     ‫اللحن الشعبي المعروف‬                                             ‫الشعبية المصرية‪ .‬فأعمال‬
 ‫“إدلع يا عريس يا أبو لاسة‬              ‫موسيقاها عام ‪،1980‬‬            ‫جمال عبد الرحيم هي من‬
   ‫نايلون”‪ .‬أما اللحن الثالث‬            ‫لأوركسترا حجرة (أي‬          ‫إبداعه الخالص‪ ،‬إلا أن هناك‬
                                      ‫أوركسترا صغير) وعدد‬                ‫أعمال قائمة على ألحان‬
                                      ‫كبير من الآلات الإيقاعية‬      ‫شعبية مصرية خالصة‪ ،‬مثل‬
                                      ‫الشرقية والغربية‪ ،‬فدور‬       ‫“تنويعات على لحن مصري”‬
                                                                      ‫لآلة البيانو‪ ،‬وتنويعات على‬
                                                                   ‫لحن شعبي شهير هو “الواد‬
                                                                         ‫ده ماله” لآلة الفيولينة‬
                                                                        ‫(الكمان)‪ ،‬وهناك عملين‬
                                                                        ‫آخرين‪ :‬الأول هو ثنائية‬
                                                                    ‫للفيولينة والتشيللو استعان‬
                                                                    ‫جمال عبد الرحيم في الحركة‬
                                                                   ‫الأولى والثالثة منها أي الجزء‬
                                                                   ‫الأول والثالث بألحان شعبية‬
                                                                   ‫في بنائها‪ ،‬وكذلك نفس الحال‬
                                                                     ‫في العمل الثاني “ارتجالات‬
                                                                        ‫على لحن بائع متجول”‪.‬‬
                                                                      ‫وألحان عبد الرحيم تحمل‬
                                                                       ‫ملامح الموسيقى الشعبية‬
   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172