Page 214 - m
P. 214

‫العـدد ‪55‬‬                             ‫‪212‬‬

                              ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬                           ‫بدأت القصة على تويتر‬
                                                                 ‫مع أخبار اعتزام «هارت»‬
    ‫فن أمريكي خالص‪ ،‬ومن‬          ‫أن ذلك العرض كان يعني‬
      ‫الصعوبة أن نتخيل أن‬      ‫أكثر من شريحة محددة من‬               ‫تقديم عرض كوميدي‬
                                                                   ‫في مصر‪« .‬هارت» هذا‬
 ‫هؤلاء الفنانين يمكن لهم أن‬      ‫سكان مصر‪ ،‬ولكن سنجد‬              ‫كوميديان ارتجالي أو ‪a‬‬
‫يتجشموا عناء تنظيم حفل في‬     ‫أن من شارك في المساهمة في‬           ‫‪،standup comedian‬‬
‫بلد بعيد‪ ،‬يبعد عنهم أكثر من‬   ‫إلغاء ذلك الحفل هم من كافة‬         ‫(لعبت معه البلية) وظهر‬
 ‫عشرة آلاف كيلومتر‪ ،‬إلا إذا‬   ‫الأطياف من المجتمع المصري‪،‬‬         ‫في بعض أفلام هوليوود‪.‬‬
‫كانت لديهم إمكانيات ضخمة‪،‬‬                                     ‫والكوميديان الارتجالي يقدم‬
                                    ‫وذلك فقط من ملاحظة‬           ‫عادة مجموعة من النكات‬
  ‫وكانوا يعرفون ‪-‬عن طريق‬      ‫المشاركين الذين أدلوا بدلوهم‬          ‫و»الأفيهات» والصور‬
  ‫شركات الدعاية والعلاقات‬                                      ‫السمعية والأقصوصات في‬
    ‫العامة‪ -‬أن هناك جمهو ًرا‬      ‫واعترضوا على إقامة هذا‬        ‫عرض حي‪ ،‬تتناول قضايا‬
‫سيدفع ثمن التذاكر‪ ،‬وبالتالي‬       ‫الحفل وطالبوا بإلغائه(‪.)8‬‬     ‫تهم جمهور المستمعين في‬
‫سيحقق لهم الأرباح المرجوة‪.‬‬         ‫ليس من المعتاد أن يقدم‬        ‫المكان الذي يظهر فيه هذا‬
    ‫من هنا كان إعلان «كيفن‬        ‫الفنانون الأجانب حفلات‬     ‫الكوميديان‪ ،‬ويكون ذلك عاد ًة‬
   ‫هارت» عن حفله في استاد‬      ‫كوميدية ارتجالية في مصر‪.‬‬         ‫في نا ٍد ليليٍّ أو با ٍر ومطعم‪.‬‬
                                                              ‫وكبار الفنانين في هذا المجال‬
                                     ‫فهذا الفن هو بالأصل‬     ‫يمكنهم تقديم عروض ضخمة‬
                                                               ‫في نوادي الكوميديا أو على‬
                                                                 ‫أحد المسارح‪ .‬هذا السياق‬
                                                                 ‫مهم لفهم أن فن «هارت»‬
                                                               ‫هو للخاصة في مصر‪ .‬ممن‬
                                                             ‫يستسيغون الثقافة الأمريكية‬
                                                                ‫ويستهلكون موادها الفنية‬
                                                                  ‫ويعرفون اسم «هارت»‪،‬‬
                                                               ‫للدرجة التي تدفعهم لشراء‬
                                                                 ‫تذكرة والذهاب لحضور‬

                                                                         ‫عرضه مباشر ًة‪.‬‬
                                                               ‫إذن‪ ،‬الأمر لم يكن يعني كل‬
                                                                ‫المصريين‪ ،‬أو لم يكن يعني‬

                                                                 ‫السواد الأعظم منهم‪ ،‬بل‬
                                                               ‫يعني مجموعة محددة فقط‪،‬‬
                                                               ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬ربما أي ًضا‬
                                                             ‫يحضر الحفل بعض الأجانب‬

                                                                 ‫المقيمين في مصر‪ ،‬وربما‬
                                                                 ‫يأتي البعض مساف ًرا من‬
                                                              ‫البلاد المجاورة لحضور ذلك‬
                                                                 ‫الحفل‪ .‬باختصار‪ ،‬لا أظن‬
   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219