Page 209 - m
P. 209

‫‪207‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫والتر ليبمان‬  ‫نعوم تشومسكي‬    ‫شوشانا زوبوف‬                   ‫الموافقة‪ ،‬على وسائل الإعلام‬
                                                            ‫الرقمي من أجل تحقيق دخل‬
    ‫يعلمك الامتثال والطاعة‬       ‫في محل مساءلة مستمرة‪،‬‬
    ‫لشروط التطبيق هو من‬       ‫فإن مثل هذه التصاميم تطبق‬        ‫سريع‪ ،‬واستغلال بيانات‬
  ‫«المرشحات»‪ ،‬ومرحلة من‬                                         ‫الجمهور من خلال دفعه‬
    ‫الفلترة لصنع مستخدم‬           ‫مفهوم «صناعة الموافقة»‬      ‫عبر «ممرات» محددة سل ًفا‬
                                    ‫بشكل صريح‪ ،‬كما أكد‬          ‫للقيام بذلك‪ ،‬يستطيع من‬
      ‫ُمنصاع لهيكل النظام‬          ‫(تشاوميسكي)‪ ،‬ويدرب‬         ‫خلالها مقدمو الخدمات من‬
     ‫والسلطة‪ ،‬فإذا لم تفعل‬                                     ‫«تطبيع» موافقة الجمهور‬
  ‫ستحرم من الاستخدام أو‬       ‫الناس على الوصول لسياقات‬      ‫والحفاظ على الوضع الراهن‪،‬‬
   ‫تحميل التطبيق‪ ،‬وبالتالي‬          ‫المتعة والمرح والتسوق‬   ‫كل هذا بدون مساءلة حقيقية‬
‫الحرمان من المتعة والترفيه‬           ‫في أسرع وقت ممكن‪،‬‬         ‫حول حقيقة تلك الشروط‬
                                   ‫دون التحقق الكامل مما‬
                ‫والتس ُّوق‪.‬‬                                                  ‫والأحكام‪.‬‬
 ‫حقيقة الأمر أن هذا التأثير‬      ‫سيستخدمه أو سيختاره‪.‬‬
  ‫يتجاوز حسابات سياسة‬            ‫التوجيه الرقمي لا يقتصر‬    ‫التدريب على الانصياع‬
  ‫الاستخدام والخصوصية‪،‬‬                                            ‫والرضوخ‬
 ‫إنه يتعدى هذا الأمر بكثير‪،‬‬           ‫فقط على الموافقة على‬
                                      ‫سياسات الاستخدام‬             ‫مما سبق نستطيع أن‬
   ‫إنه يحول الجمهور بعي ًدا‬       ‫والخصوصية؛ بل يتسع‬            ‫نشير إلى أن هيكل أنظمة‬
‫عن السياسات المستغلة التي‬       ‫ليشمل سياسات عدة‪ :‬مثل‬        ‫سياسات شروط الاستخدام‬
                                   ‫الاتصال بشبكات تقديم‬      ‫والخصوصية؛ التي لا يكون‬
  ‫تخدم أهدا ًفا بعيدة المدى‪،‬‬     ‫الخدمات ‪ Wi Fi‬والتسوق‬
 ‫مثل تدريبهم على الخضوع‬        ‫الإليكتروني‪ ،‬وتصفح مواقع‬           ‫للمستخدم دراية كاملة‬
                                 ‫الأخبار‪ ..‬وغيرها‪ ،‬مرورك‬       ‫بها‪ ،‬وبالتالي فتجاوزها أو‬
  ‫وقمع تفكيرهم النقدي أو‬         ‫على الهيكل التنظيمي الذي‬      ‫تجاهلها أو موافقته عليها‬
           ‫إبداء المعارضة‪.‬‬                                     ‫هي تدريب على الانصياع‬
                                                              ‫لتلك السياسات‪ ،‬من خلال‬
                                                               ‫تجاوز المشاركة في حماية‬

                                                                 ‫الخصوصية بشكل عام‬
                                                                 ‫وعمليات الموافقة بشكل‬
                                                                  ‫خاص‪ ،‬هذا التعود على‬
                                                              ‫التجاوز والموافقة يبدو أنه‬
                                                                ‫يتحول لثقافة معتادة من‬
                                                            ‫عدم التفكير في قراءة شروط‬
                                                            ‫الاستخدام بدقة‪ ،‬وله عواقب‬
                                                               ‫تجعل المستخدم ‪-‬دون أن‬
                                                             ‫يدرك‪ -‬مد َّر ًبا على الانصياع‬
                                                               ‫عند تكراره استخدام هذه‬

                                                                              ‫الوسائل‪.‬‬
                                                                 ‫فبد ًل من تفعيل التفكير‬
                                                            ‫النقدي وجعل وسائل الإعلام‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214