Page 206 - m
P. 206

‫العـدد ‪55‬‬                             ‫‪204‬‬

                              ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬                           ‫المرشح الأول‪ :‬الملكية‬
                                                               ‫‪ ،Ownership‬حيث تمتلك‬
    ‫وجهات نظرها الخاصة‪،‬‬           ‫الاتهامات الشخصية إلى‬
 ‫لذلك ينتهي بها الحال داخل‬       ‫الصحفيين والمع ِّدين‪ ،‬فإذا‬       ‫وسائل الإعلام شركات‬
‫فقاعات وغرف صدى خاصة‬             ‫أردت الخروج عن القطيع‬       ‫عملاقة هدفها النهائي تحقيق‬

   ‫بها‪ ،‬هذه الفقاعات لا تقدم‬         ‫فسوف يتم تهميشك‪،‬‬              ‫الربح‪ ،‬ولذلك فإنه من‬
    ‫طي ًفا واس ًعا من وجهات‬        ‫واستبعاد اسمك‪ ،‬وتفقد‬       ‫مصلحتها العمل بما يضمن‬
    ‫النظر‪ ،‬وبالكاد يوجد بها‬       ‫مصادر معلوماتك وتفقد‬
                                                                ‫تحقيق هذه الأرباح‪ ،‬وهي‬
 ‫أصوات نقدية هنا أو هناك‪.‬‬                        ‫أخبارك‪.‬‬       ‫تسمح فقط بنفاذ المنتجات‬
                                  ‫المرشح الخامس‪ :‬العدو‬
     ‫تحييد عقل‬                 ‫المشترك‪ ،‬تحتاج إلى صناعة‬           ‫التي تع ِّظم من أرباحها‪.‬‬
‫«المستخدم»‪ ..‬ما الذي‬           ‫عدو مشترك مثل الشيوعية‬           ‫المرشح الثاني‪ :‬الأرباح‪،‬‬
                              ‫أو الإسلام المتطرف‪ ،‬الإرهاب‬    ‫يتعلق بالمعلنين ‪advertisers‬‬
 ‫يدفع المستخدم إلى‬                                            ‫وأموال أصحاب الإعلانات‪،‬‬
      ‫الموافقة؟‬                     ‫أو المتطرفين‪ ،‬أن يكون‬      ‫والذي يؤثر دون ش ٍّك على‬
                                  ‫هناك (خيال مآته)‪ ،‬شبح‬      ‫سياسة وطبيعة منتجات هذه‬
     ‫عندما ننظر إلى وسائل‬      ‫لتخويف وحشد الرأي العام‬          ‫المؤسسات‪ ،‬فلن يسمحوا‬
‫الإعلام (التقليدية‪ /‬الرقمية)‬                                    ‫مث ًل بتمرير برنامج يؤثر‬
                                      ‫واستقطابه بسهولة‪.‬‬       ‫سلبًا على توزيع أحد السلع‬
   ‫لكي نحاول فهمها‪ ،‬يخطر‬             ‫يرى تشاوميسكي أن‬
   ‫ببالنا عدة تساؤلات حول‬      ‫الإنترنت ووسائل التواصل‬                ‫التي ير ِّوجون لها‪.‬‬
   ‫هيكلها المؤسسي الداخلي‪،‬‬        ‫الاجتماعي لا تغير كثي ًرا‬      ‫المرشح الثالث‪ :‬مصادر‬
                                  ‫نموذج الدعاية التقليدي‪،‬‬
     ‫نريد أن نعرف تأثيرها‬      ‫فلا تزال المعلومات والأخبار‬         ‫المعلومات‪ ،‬تتمثل هذه‬
 ‫الأوسع على الجمهور‪ ،‬كيف‬             ‫على وسائل التواصل‬             ‫المصادر في المسؤولين‬
                                   ‫الاجتماعي مستمدة من‬       ‫بالحكومة وهيئات الإحصاء‪،‬‬
     ‫ترتبط بأنظمة السلطة؟‬          ‫الإعلام التقليدي‪ ،‬أي أن‬        ‫والعديد من المؤسسات‬
 ‫بالطبع لن نكون محظوظين‬           ‫سياسات وسائل الإعلام‬           ‫الاقتصادية والاجتماعية‬
                                   ‫التقليدية سائدة «بشكل‬          ‫والتي تؤثر على صياغة‬
     ‫للاطلاع على السجلات‬       ‫أساسي» كما كانت من قبل‪،‬‬        ‫الأخبار‪ ،‬فهم الذين يق ِّدمون‬
   ‫الداخلية لأصحاب القيادة‬         ‫ولا يوجد فرق جوهري‬          ‫الأخبار والسبق الصحفي‪،‬‬
    ‫داخل تلك الوسائل‪ ،‬لكن‬           ‫بينهما‪ ،‬بالطبع الإعلام‬        ‫والتصريحات الرسمية‬
‫كمتخصصين لدينا ما يكفي‬             ‫الرقمي أكثر استقلالية‪،‬‬     ‫واللقاءات مع الخبراء‪ .‬ولك ِّل‬
  ‫من المصادر لتحليل طبيعة‬         ‫ويرجع ذلك «جزئيًّا» إلى‬        ‫هذا ثمنه الذي يأتي على‬
 ‫السياسات داخلها‪ ،‬ندرسها‬       ‫طبيعة الممارسات عليه‪ ،‬التي‬         ‫حساب صدق المعلومة‪.‬‬
    ‫كما يدرس عالم الفيزياء‬     ‫فتحت معها التعبير نو ًعا ما‬       ‫المرشح الرابع‪« :‬العين‬
    ‫الجزيئات المعقدة للمادة‪،‬‬   ‫بحرية‪ ،‬لكن في الأساس هما‬         ‫الحمرة» ‪ ،Flack‬فعندما‬
   ‫ومن ثم نضع الفرضيات‬         ‫نفس السياسات‪ ،‬فالجمهور‬          ‫ترى السلطات أ َّن الخبر أو‬
                                  ‫في النهاية ‪-‬حتى لو كان‬         ‫التناول لأي موضوع لا‬
     ‫بناء على الهيكل المحتمل‬        ‫جمهو ًرا رقميًّا‪ -‬يذهب‬    ‫يرضيها‪ ،‬تبدأ ماكينة (العين‬
    ‫المنتج من هذه الوسائل‪،‬‬       ‫إلى «الفقاعة» الخاصة به‪،‬‬        ‫الحمرة) في التطبيق‪ ،‬من‬
   ‫وأخي ًرا نقوم بالتحقيق في‬    ‫الجماهير تندفع للانضمام‬       ‫خلال التشكيك في المصادر‪،‬‬
   ‫المنتج المتاح ومعرفة مدى‬       ‫إلى المجموعات التي تعزز‬    ‫وتنقية الموضوعات‪ ،‬وتوجيه‬

       ‫توافقه مع الفرضيات‬
‫السابقة‪ ،‬وهو جوهر التحليل‬

  ‫الإعلامي لدراسة الوسيلة‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211