Page 207 - m
P. 207

‫‪205‬‬            ‫الملف الثقـافي‬

‫إدوارد هيرمان‬  ‫إدوارد بيرنيز‬     ‫ألان ماكلويد‬                              ‫الإعلامية بدقة‪.‬‬
                                                               ‫حسنًا ماذا سنجد بخصوص‬
   ‫ومعلومات محدودة حول‬              ‫على الانصياع للسياسات‬
‫التطبيق أو الوسيلة الإعلامية‬        ‫المهيمنة رقميًّا‪ ،‬أن تصبح‬        ‫«صناعة الموافقة» على‬
                                                                ‫وسائل التواصل الإعلامي؟‬
      ‫المراد استخدامها‪ ،‬التي‬          ‫تلك النقرات هي تهديد‬     ‫وما علاقتها بسياسة شروط‬
   ‫يمكن للجمهور مراجعتها‬              ‫للخصوصية أكثر منها‬         ‫الاستخدام والخصوصية؟‬
 ‫لمعرفة المزيد حول حقوقهم‬         ‫تسهي ًل لاستخدام التطبيق‪،‬‬
     ‫أثناء الاستخدام‪ ،‬بل هو‬      ‫أمو ًرا مقلقة مثل‪ :‬كيف يمكن‬          ‫في دراسة أجريت على‬
                                    ‫أن يتم برمجة الناس على‬              ‫مشاركين رقميين‪،‬‬
      ‫أمر مستحدث للإعلام‬          ‫قبول آليات تجعلهم عرضة‬
  ‫الرقمي‪ ،‬فبالنسبة لوسائل‬        ‫للاستغلال‪ ،‬وتقبل سياسات‬              ‫تم الكشف عن علاقة‬
‫الإعلام التقليدية لم نكن أب ًدا‬     ‫هي في جوهرها تصب في‬             ‫المستخدمين بالنقر على‬
  ‫بحاجة لتوقيع الموافقة على‬        ‫مصلحة البيانات الضخمة‬             ‫«الموافقة»‪ ،‬وأنها تجعل‬
 ‫شروط الاستخدام وسياسة‬               ‫وأصحاب المصالح؟ كما‬            ‫عمليات تصنيع الموافقة‬
  ‫الخصوصية قبل استعمال‬              ‫تطرح هذه النتائج‪ :‬كيف‬           ‫على الانترنت «سريعة»‬
                                 ‫ُيرغم المستخدم معها و ُيدفع‬          ‫«وبسيطة «ومريحة»‪،‬‬
    ‫التليفزيون أو الراديو أو‬       ‫نحو شكل آخر من «صنع‬               ‫قامت الدراسة بإنشاء‬
    ‫قراءة الصحيفة‪ ،‬لكن مع‬         ‫الموافقة» الرقمي؟ وهو أمر‬       ‫تطبيق وهمي‪ ،‬وتم إنشاء‬
  ‫ظهور الإعلام الرقمي كان‬            ‫يطرح معه مخاوف عدة‬        ‫سياسات خصوصية وهمية‪،‬‬
   ‫لا بد من سياسات أخرى‬            ‫حول سياسة الخصوصية‬             ‫واتفاقية شروط استخدام‬
     ‫للسيطرة على التفاعلات‬        ‫واستقلال تفكير الجمهور‪.‬‬      ‫من خلال خداع المستخدمين‬
                                      ‫سياسات الخصوصية‬                ‫بأنها حقيقية‪ ،‬واختبار‬
       ‫الرقمية التي تتم على‬         ‫هي في حقيقة الأمر أكثر‬          ‫ما إذا كان المستخدمون‬
  ‫المنصات الإعلامية داخلها‪،‬‬           ‫من مجرد قوانين مملة‬           ‫سيقرأون الشروط قبل‬
                                                                    ‫النقر على زر «الموافقة»‪،‬‬
      ‫تكون دائ ًما حجتهم في‬                                        ‫كان من بين الشروط أن‬
   ‫ذلك التأكد من أنك «لست‬                                            ‫يدفع المستخدم «ابنه»‬
                                                                  ‫الأول كمقابل للاستخدام‬
       ‫روبوت»‪ ،‬بجانب أنها‬                                          ‫(شرط وهمي)‪ ..‬وغيرها‬
                                                                    ‫من الشروط اللامعقولة‬
                                                                 ‫والساخرة‪ ،‬أظهرت النتيجة‬
                                                                 ‫أن (‪ )%74‬من المستخدمين‬
                                                               ‫اختاروا الموافقة على الشروط‬
                                                               ‫والأحكام دون قراءتها‪ ،‬وكان‬
                                                               ‫متوسط القراءة لها لا يتعدى‬

                                                                        ‫الدقيقة الواحدة(‪.)2‬‬
                                                                    ‫هذه النتيجة توضح أن‬
                                                                 ‫«التفكير النقدي المعارض»‬
                                                               ‫داخل سياسات تلك الوسائط‬
                                                                 ‫والبيانات الضخمة مقموع‪،‬‬
                                                                 ‫وهو ما يدرب المستخدمين‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212