Page 201 - m
P. 201
199 الملف الثقـافي
المختلفة لدي المستخدمين، ج ًّدا وسريعة الفعالية في التي تواجه العالم النامي فيما
واللغة إحدى هذه الوسائل، نشر أفكار معينة وتوجيه يتعلق باستخدامات الإنترنت
الرأي العام ،والتأثير عليه
حيث تكرار كلمة معينة تجاه قضية ما من القضايا، مثل البطء ،والفقر المعرفي،
أو عبارة ما تعكس درجة واختلاف اللغة ،والفقر المادي
اهتمام ،بموضوع ما ،وكذلك سواء في هذا الاتجاه أو
طبيعة الكلمة نفسها يوحي الاتجاه المعاكس ،بمعني أن الذي لا يسمح بامتلاك كل
بمدي الغضب أو الفرح الذي وسائل التواصل أصبحت فرد جهاز حاسوب .إلخ؛
يهيمن على الفرد أو الجماعة جز ًءا من المعركة ،كل معركة حافظ علي الفارق التنموي
والمعرفي بين الشمال
من هذا الموقف أو ذاك. وأي معركة ،سياسية أو والجنوب ،كما هو حادث
وكذلك الموقع الجغرافي له حربية أو ثقافية أو مذهبية.. منذ القرن السادس عشر
دلالات مهمة تعكس معلومات
إضافية عن المستخدمين. إلخ .لذلك سارعت أجهزة وحتى اليوم .فالتقدم العلمي
وحينما نكون بصدد أداة الاستخبارات إلى تصمم والتكنولوجي لم ُيحدث
تمتلك كل هذه المقومات ،من برامج قادرة على رصد
حيث الاختراع والتصميم الأمزجة العامة للمستخدمين، تحو ًل جوهر ًّيا في المسافة
والصناعة والتجارة ونقل والنزعة إلى العنف ،أو رصد الفاصلة بين العالمين المتقدم
المعلومات ..إلخ؛ مثل تلك مشاعرهم تجاه قضية ما، والمتخلف ،نظ ًرا للحرص على
المقومات المتوفرة للإنترنت، مثل الموقف من الاعتداء على
نصبح أمام أداة سيطرة غزة أو الموقف من تنظيم إعادة انتاج التخلف بطرق
عظمي ،ربما أعظم من كل الدولة الإسلامية «داعش».. عديدة.
ترسانات الأسلحة الموجودة
إلخ ،وذلك من خلال والتقدم الغربي لا يقتصر
بالعالم الآن .إن شبكة عمليات تحليل المضمون على البرمجة وتصنيع
الإنترنت صارت هي فاتيكان الواردة في وسائل التواصل واحتكار الشرائح
القرن العشرين ،تستمد الاجتماعي ،فتستخدم الإليكترونية فحسب ،بل
منها القوة الإيمانية بالعالم الكثير من الأساليب للكشف تجاوز ذلك بكثير ج ًّدا ،حيث
الجديد ،وتستلهم منها الطاقة
عن المضمون والاتجاهات تسيطر أي ًضا على وسائل
التأثيرية للإيديولوجيا التواصل الاجتماعي ،تلك
الناعمة ،وأصبحت بحق التي اعتبرت وزارة الدفاع
ميدان الحرب الجديدة ،بعد الامريكية أنها بيئة مناسبة
مئات القرون التي توهم
فيها الإنسان أن اكتساب
مساحات شاسعة من الأرض
دليل على القدرة والقوة.
وأحد أهم الأدلة علي كونها
ميدان حرب يسمح بتبادل
درجات التأثير على الرأي
العام ،ما قامت به مجموعة
من الطلاب في كولومبيا عام
2008في تأسيس Group