Page 223 - m
P. 223
221 الملف الثقـافي
شريف نافع بول لازارسفيلد إلياس خوري تراجعت قدرة الإعلام
التقليدي على التأثير ،فهناك
اتجاه سياسي ،الذي لولاه باسمها تستطيع من خلالها
لما ضمن وجوده على أرض بث أو تحميل الفيديوهات قطاع كبير من مختلف
الواقع ،حيث يساهم الفرد الأعمار يعتبر أن هؤلاء
التي تتمتع بملكيتها .كل هذا المؤثرين مقربون بالنسبة
في تكوين الرأي العام حدث بوتيرة سريعة منذ عام إليهم ،ويقفون على نفس
حسب قناعاته ومبادئه الأرضية .بمعنى أدق ،فهم
ورؤيته الخاصة ،مما له ،2011بينما خفتت أضواء ليسوا نجوم مجتمع أو
بالغ التأثير على القضايا الإعلام التقليدي عن اللحاق ممثلين وممثلات ليعكسوا
المطروحة .كما ساهمت بالقطار السريع ،مما جعله مشاكل الشارع وما يشعر
وسائل التواصل الاجتماعي يجلس وحي ًدا في أغوار المبنى به المواطن العادي ،بل هم
أشخاص في نفس العمر،
والإعلام التقليدية في العتيق.
تشكيل الوعي داخل المجتمع من جهة أخرى ،فقد تأثر ينتمون لنفس الطبقة
الرأي العام بشكل مباشر الاجتماعية للأغلبية ،ومن ثم
-بغض النظر عن الاتجاه بالتحولات السريعة التي
الذي يتبناه كل طرف- شهدتها الساحة المصرية، فهناك مصداقية وثقة بين
ليشعر الأفراد في نهاية المرسل والمستقبل .بالإضافة
المطاف بأنهم من اتخذوا بالإضافة إلى الموقف
القرار بأنفسهم .ترتب العصيب الذي كانت تمر إلى أن وسائل التواصل
به البلاد ،والمنعطفات التي الاجتماعي قد أصبحت منب ًرا
على ذلك -طب ًقا لما يسميه واجهتها من اعتصامات
مالكوهان -عصر «الدوائر ح ًّرا للنقاش وإبداء الرأي
واحتجاجات وتغييرات دون تقييد أو رقابة ،وبالتالي
الإلكترونية ،والتي تتمثل للرموز السياسية بشكل
في التليفزيون والسينما متلاحق .وبالتالي أصبح أصبح من الصعب غض
والعقول الإلكترونية التي الفرد محط أنظار الجميع، البصر عنها أو تحاشيها.
تشكل بدورها الحضارة وهو الكارت الرابح لأي كما شهدت الساحة الإعلامية
أي ًضا ما ُيعرف بالقنوات
الخاصة على الفيس بوك
وتويتر ،من خلالها يتم
بث لقاءات وفيديوهات
نقل مباشر للمظاهرات أو
الأحداث .أدى ذلك إلى نزوح
قطاع كبير من الناس عن
القنوات التليفزيونية ،سواء
الحكومية أو الخاصة ،حيث
أصبحت متابعة ما يقع من
أحداث متلاحقة أمر سهل
من خلال شاشة الموبايل .لم
تجد القنوات الخاصة ح ًّل
أمامها لمواجهة التيار الجديد
سوى النزول إلى الساحة
الرقمية ،وإنشاء صفحات