Page 222 - m
P. 222
العـدد 55 220
يوليو ٢٠٢3 الغليان والاحتجاج الموجودة
في الشارع العربي ،بالإضافة
من التخبط ،حيث اختفى إيجابي بشكل ما ،حيث
المثقفون وأصحاب الخبرات تحققت الحرية المنشودة إلى سياسة التعتميم .لذلك
السياسية والمفكرون ،ليخرج التي كانت تناضل من أجلها كان المنفذ الوحيد أمام
الشعوب لفترات طويلة ،بينما
علينا يوميًّا شباب يتميز إذا نظرنا إلى الوضع بنظرة الناس -حينها -هو نشر
الأغلبية منهم بالضحالة في ثاقبة بعد مرور فترة إلى حد ما يحدث دون تردد أو
الفكر ،وصعوبة التعبير عن ما طويلة ،سنجد أن تداعيات
أفكارهم ،بل تعدى الأمر ذلك خوف ،وخصو ًصا أنه لا
ووصل إلى أن عدم التمتع ما حدث خطيرة. يمكن حذف أو قص ما
بآداب الحديث واللباقة هو لقد انقلبت الأوضاع رأ ًسا يتم نشره .ومن ثم كان
ما يميز هذه الفئة .وما على عقب ،حيث انتشر الخيار الوحيد أمام صانعي
أدى إلى تعقد الموقف هو المؤثرون -وبالأخص من القرار هو قطع الإنترنت عن
سطوع نجم هؤلاء في الشأن السياسيين -في المرحلة البلاد ،مما ترتب عليه انهيار
السياسي بسبب الحضور
التي تلت تنحي نظام الإعلام التقليدي ،وانعدام
الشعبي الذي يحظون مبارك على جميع المنصات ثقة الجماهير فيه خلال هذه
به ،وتفاعل المتابعين معم الإخبارية ووسائل التواصل
بشكل مباشر من خلال الأيام.
كتابة التعليقات للتعبير عن الاجتماعي ،حيث ظهر ربما يعتبر البعض أن
وجهات النظر المختلفة ،دون مصطلح جديد ألا وهو الإعلام التقليدي -من قنوات
الحاجة إلى حضور ندوات أو «اليوتيوبر» في المجتمع التليفزيون التابعة لنظام
نقاشات ،مما أدى إلى فرض المصري وقتها .كما حاول الحكم أو الصحف القومية-
حضورهم في تشكيل الرأي الإعلام التقليدي التشبث ضحايا للموقف السياسي
العام حول القضايا المشتعلة. بحبال الأمل في استعادة العصيب الذي شهدته البلاد
لقد أدى هذا التحول إلى المكانة البارزة التي كان خلال الثورات ،وربما يكون
ظهور قادة رأي افتراضيين، يتمتع بها ساب ًقا ،وذلك من أي ًضا شري ًكا صامتًا على
لديهم يد في الحراك الشعبي خلال استضافة اليوتيوبرز، الانتهاكات التي تعرضت
وإتاحة مساحات لهم. لها الشعوب لفترات طويلة،
تجاه أي قضية ،حيث سواء بالتمجيد للأنظمة
كل هذا أدى إلى حالة أو التابعين لها .لذا ،فقد
وجد الكثيرون في وسائل
التواصل الاجتماعي ملا ًذا
آمنًا يستطيعون من خلالها
الانتقاد وممارسة حرية
الرأي دون تقييد أو رقابة.
ومع عدم وضع قوانين أو
أعراف تحول المشهد إلى
حالة من العبث ،حيث أصبح
لكل فرد رأي ،كما أن هذا
الرأي صحيح لا يقبل النقد
أو النقاش .قد يعتبر البعض
أن هذا الحراك الديمقراطي