Page 226 - m
P. 226

‫العـدد ‪55‬‬          ‫‪224‬‬

                                                         ‫يوليو ‪٢٠٢3‬‬         ‫إن الوسائل الإعلامية‬
                                                                          ‫السائدة في عصرنا هى‬
    ‫قادة الرأي في الماضى‬      ‫من احتياج الفرد للخيال‪.‬‬                      ‫ما تشكل الوعي داخل‬
    ‫يقتصر على الخطابات‬            ‫أما الباردة فهى التي‬                    ‫المجتمعات‪ ،‬بغض النظر‬
‫والندوات والنقاشات بين‬                                                      ‫عن المحتوى الذي يتم‬
  ‫الأفراد‪ ،‬بينما اليوم فقد‬   ‫تحافظ على التوازن وتثير‬                   ‫عرضه أو تسويقه‪ .‬فلاشك‬
  ‫تعددت المنابر والمنصات‬     ‫خيال الفرد باستمرار»(‪.)5‬‬                     ‫أن الوسيلة هى المتحكم‬
    ‫الإعلامية ليتم عرض‬      ‫بمعنى إنه يصنف الوسائل‬                       ‫الرئيسي في نشاط الفرد‬
 ‫وطرح الآراء والتوجهات‬       ‫المطبوعة والراديو على أنها‬               ‫وعلاقته بالآخرين والمجتمع‬
 ‫المختلفة‪ ،‬ليس فقط داخل‬     ‫وسائل ساخنة‪ ،‬بينما يرى‬                     ‫الذي يعيش فيه‪ .‬وقد ابتكر‬
  ‫مجتمع بعينه‪ ،‬بل بشكل‬                                                      ‫ماكلوهان مصطلحات‬
‫أوسع يشمل جميع أنحاء‬           ‫أن السينما والتليفزيون‬                 ‫«الوسائل الباردة والوسائل‬
   ‫العالم من خلال فيديو‬           ‫من الوسائل الباردة‪،‬‬                ‫الساخنة»‪ ،‬وذلك لوصف بناء‬
  ‫قصير لا يتعدى بضعة‬                                                  ‫وسيلة الاتصال أو التجربة‬
   ‫دقائق‪ .‬لقد أصبح قادة‬        ‫حيث يحتاج المشاهدون‬                     ‫التى يتم نقلها‪ ،‬حيث يعتمد‬
‫الرأي اليوم أو قادة الفكر‬    ‫إلى ممارسة جهد كبير في‬                        ‫على التخيل الذي يعتبر‬
‫يحصلون على تغطية أكبر‬       ‫عملية التخ ُّيل‪ .‬وسواء كانت‬                 ‫محور فكرته عن الساخن‬
‫من غيرهم بسبب تميزهم‬          ‫الوسيلة باردة أو ساخنة‬                  ‫والبارد‪ .‬فالوسيلة الساخنة‬
   ‫في الاختصاصات التي‬       ‫فغايتها الرئيسية هى طرح‬                   ‫«هى الوسيلة التي لا تحافظ‬
 ‫يتداولونها‪ ،‬بالإضافة إلى‬   ‫قضايا بعينها أمام المجتمع‪،‬‬                   ‫على استخدام التوازن في‬
    ‫الشعبية التي يحظون‬      ‫وعلى الأفراد التفاعل معها‪.‬‬                  ‫الحواس‪ ،‬أو الوسيلة التى‬
  ‫بها بسبب عدد المتابعين‬    ‫لقد شهدت وسائل الإعلام‬                   ‫تقدم المعنى مصطن ًعا وجاه ًزا‬
‫والمشاهدات‪ ،‬مما يعزز من‬     ‫العديد من التحولات‪ ،‬حيث‬                    ‫‪ ،prefabricated‬مما يقلل‬
   ‫وضعهم داخل المجتمع‬
                                ‫انتقلت من الشفهية إلى‬
                            ‫الثقافة المكتوبة‪ ،‬ثم انطلقت‬

                               ‫نحو الثقافة الإلكترونية‬
                            ‫التى تكسر جميع الحواجز‬

                                ‫والقيود‪ .‬لقد كان تأثير‬

                                                                     ‫الهوامش‪:‬‬

 ‫‪ -1‬فؤاد بداني‪ ،‬حتمية ماكلوهان لفهم قيمية عزي عبد الرحمان‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية‪،‬‬
                                                   ‫جامعة الوادي‪ ،‬العدد ‪ ،4‬جانفي ‪ ،2014‬ص‪.117‬‬

   ‫‪ -2‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬نظريات الاتصال في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
                                                                ‫والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2010‬ص‪.296‬‬

‫‪ -3‬شريف نافع‪ ،‬استخدام المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في الحملات الإعلانية‪ ،‬المجلة العلمية‬
                             ‫لبحوث الصحافة‪ ،‬العدد الثامن عشر‪ ،‬يوليو‪ -‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص‪.137‬‬
                                             ‫‪ -4‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25 -24‬‬

‫‪ -5‬حسن مكاوى وليلي السيد‪ ،‬الاتصال ونظرياته المعاصرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1998 ،1‬‬
                                                                                      ‫ص‪.277‬‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231