Page 153 - شرور شركات الأدوية
P. 153
ﻋﺪم ﻛﻔﺎءة اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻷدوﻳﺔ
ذﻟﻚ ﺑﻘﻲ اﻟﻌ ﱠﻘﺎر ﰲ ﺳﻮق اﻟﺪواء .ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻋﻼج آﺧﺮ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ وﻛﺎن ﻓ ﱠﻌﺎ ًﻻ ﻛﻌﻼ ٍج ﻣﻦ
اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﴪﻃﺎن اﻟﺮﺋﺔ ذي اﻟﺨﻼﻳﺎ ﻏير اﻟﺼﻐيرة ،ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﺑﻘﻲ إﻳﺮﻳﺴﺎ ﰲ ﺳﻮق
اﻟﺪواء.
أرﺳﻠﺖ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺧﻄﺎﺑًﺎ ﻳﺸير إﱃ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﺪم وﺻﻒ ﻋ ﱠﻘﺎر إﻳﺮﻳﺴﺎ ﻟﻠﻤﺮﴇ
اﻟﺠﺪد ،ﻟﻜﻦ اﻷﻃﺒﺎء ﻳﻌﺘﺎدون ﻋﲆ اﺳﺘﺨﺪام اﻷدوﻳﺔ المﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﺴﻮق ،ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ
ﻋﺸﻮاﺋﻲ ،ﻣﺪﻓﻮﻋين ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻳﻖ واﻟﺘﻌ ﱡﻮد واﻟﺸﺎﺋﻌﺎت وﻧﻘﺺ المﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ؛ ﻟﺬا،
اﺳﺘﻤﺮ اﻷﻃﺒﺎء ﰲ وﺻﻒ اﻟﻌ ﱠﻘﺎر ﻟﻠﻤﺮﴇ اﻟﺠﺪد ،وﻫﻜﺬا ﺑﻘﻲ ﻣﺘﺪاو ًﻻ ﰲ اﻟﺴﻮق.
ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﱢﺴﺐ المﻮﺟﻮدة ﰲ اﻻﺳﺘﻘﺼﺎءات أن ﺗﺠﺎرب ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ
اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﺮاﻗﺒﻮ اﻷدوﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗُﺘﺠﺎﻫﻞ؛ ﻓﻜﺜيرًا ﻣﺎ ﻳﺨﱪك اﻷﻃﺒﺎء ﰲ ﺗﻬ ﱡﻜ ٍﻢ ﺑﺄن اﻟﻌﻘﺎﻗير
ﻏير اﻟﻔ ﱠﻌﺎﻟﺔ ﺗُﺴ ﱠﻮق دون ﻣﺸﻜﻠﺔ .وﻟﻜﻦ ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي أن ﻋ ﱠﻘﺎ َري المﻴﺪودرﻳﻦ وإﻳﺮﻳﺴﺎ ﺣﺎﻟﺘﺎن
ﺗُ ِﱪزان ﺑﺠﻼ ٍء ﺣﺠ َﻢ ﻫﺬه المﺸﻜﻠﺔ ،وﺗﺸيران إﱃ أن ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ اﻟﻌﺎﺟﻞ »ﻻ« ﻳُﺴﺘﺨﺪم
ﰲ إدﺧﺎل اﻟﻌﻘﺎﻗير المﻬﻤﺔ ﺑﻐﺮض اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻄﺎرئ أو اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﴪﻳﻊ .ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗُﺠﺮى
دراﺳﺎت ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎﻗير .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﻀﺢ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻫﻮ ﻣﺠﺮد وﺳﻴﻠ ٍﺔ ﻟﻠﺘﻬ ﱡﺮب
ﻣﻦ المﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎت المﴩﻓﺔ ﻋﲆ اﻷدوﻳﺔ.
) (8اﻟﺘﺄﺛير ﻋﲆ اﻻﺑﺘﻜﺎر
ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،ﻓﺈن ﻣﺮاﻗﺒﻲ اﻟﻌﻘﺎﻗير ﻻ ﻳﺸﱰﻃﻮن أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻘﺎﻗير اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺟﻴﺪ ًة ﺑﺼﻔ ٍﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ،أو أ ْن ﺗُﺤ ﱢﻘﻖ ﺗﺤ ﱡﺴﻨًﺎ أﻛﱪ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗير ،ﺑﻞ إﻧﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﱰﻃﻮن
أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻘﺎﻗير ذات ﻓﺎﻋﻠﻴ ٍﺔ أﺻ ًﻼ .وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻟﻪ ﻋﻮاﻗﺐ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﲆ ﺳﻮق اﻟﺪواء ﻋﲆ
ﻧﺤ ٍﻮ أﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮ ًﻻ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺪواﻓ َﻊ ﻻﺳﺘﺤﺪاث ﻋﻘﺎﻗير ﺟﺪﻳﺪة ﺗُﺤ ﱢﺴﻦ ﺣﺎﻻت المﺮﴇ
وﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﻘﻞ .وﻫﻨﺎك أﻣﺮ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺠﻼ ٍء ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻮاردة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وﻫﻮ
أن ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺑﻌﻘﻼﻧﻴ ٍﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪواﻓﻊ؛ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘ ﱡﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺪواﻓﻊ ،ﺗﻘﻞ دواﻓﻊ
اﻟﴩﻛﺎت ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ اﺑﺘﻜﺎر ﻋﻘﺎﻗير ﺟﺪﻳﺪة.
وﻟﻜﻲ ﻧﺴﺘﻜﺸﻒ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻘﺎﻗير اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗُﻤﺜﱢﻞ أي ﻧﻮ ٍع ﻣﻦ اﻟﺘﻘ ﱡﺪم ﻟﻸﻣﺎم ﰲ
ﻣﺠﺎ ٍل ﻣﺎ ،ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﺤﺺ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻘﺎﻗير اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ اﻟﺘﻲ ُﺻ ﱢﺪق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺪى
ﻓﱰ ٍة زﻣﻨﻴ ٍﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .وﻫﺬا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻹﻳﻄﺎﻟﻴين ﰲ ﺑﺤ ٍﺚ أَﺟ َﺮوه
ﻣﺆ ﱠﺧ ًﺮا؛ 30إذ ﻓﺤﺼﻮا ﻛﻞ اﻟﻌﻘﺎﻗير اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﲆ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ المﺮﻛﺰي ،و ُﺻﺪق ﻋﻠﻴﻬﺎ
153