Page 291 - شرور شركات الأدوية
P. 291
اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ
ﰲ ﻋﺎم ١٩٩٦ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ اﻧﺨﻔﺎض ﻧﺴﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻜﺎﺗ ٍﺐ ﺧﻔﻲ ﺑﻤﻌﺪل اﻟﺜﻠﺚ؛ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن
ذﻟﻚ اﻧﺨﻔﺎ ًﺿﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴٍّﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻳﻌﻜﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﻐي ًرا ﰲ ﺷﻌﻮر اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ اﻻﻋﱰاف
ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻜﺎﺗ ٍﺐ ﺧﻔﻲ؛ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎلمﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع المﻘﺎﻻت ﻣﺎ زاﻟﺖ
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒيرة ﺟ ٍّﺪا.
ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﺨ ﱠﻄﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻹﺑﻼغ اﻟﺬاﺗﻲ؟ ﺑﺤﺜ ْﺖ دراﺳﺔ أﺧﺮى ﺗﻌﻮد ﻟﻌﺎم ٢٠٠٧
ﻛﻞ اﻟﺘﺠﺎ ِرب اﻟﺘﻲ ﻣ ﱠﻮﻟﺘْﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،واﻟﺘﻲ واﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺠﺎن اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ
ﻣﺪﻳﻨﺘين دﻧﻤﺎرﻛﻴﺘين ،وﻗﺎرﻧﺖ اﻷﺷﺨﺎص المﻮﺛﱠﻘﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﰲ اﻟﺘﺠﺎ ِرب ﺑﺎﻷﺷﺨﺎص
المﺪ َرﺟين ﻛﻤﺆﻟﻔين ﰲ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺠﺎ ِرب .ووﺟﺪت
اﻟﺪراﺳﺔ أدﻟ ًﺔ ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑ ُﻜﺘﺎ ٍب ﺧﻔﻴين ﰲ ٧٥ﺑﺎلمﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت 76.ﺧﱪاء اﻹﺣﺼﺎء ﰲ
اﻟﴩﻛﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﰲ اﻟﴩﻛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺻﻤﻤﻮا وﻛﺘﺒﻮا ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل اﻟﺘﺠ ِﺮﺑﺔ واﻟ ُﻜﺘﺎب اﻟﻄﺒﻴﻮن
اﻟﺘﺠﺎرﻳﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮا ﻣ َﺴ ﱠﻮدة اﻟﺒﺤﺚ ﻳﺨﺘﻔﻮن ﻋﻦ اﻷﻧﻈﺎر ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻨﴩ اﻟﻮرﻗﺔ
اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،ﻟﻴُﺴﺘﺒﺪل ﺑﻬﻢ أﻛﺎدﻳﻤﻴﻮن ﻣﺴﺘﻘﻠﻮن ﻣﻌﺮوﻓﻮن.
ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟ ٍّﺪا ﺗﺘﺒﱡﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط ،ﻓﺄﻧﺎ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ المﴩوع ﺑﺒﺴﺎﻃ ٍﺔ
أن ﻧﺴﺄل اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻊ ﻣﺆﻟﻔين أﻛﺎدﻳﻤﻴين ﻋﻦ ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ .ﻗﺎل ﻣﺆﺧ ًﺮا رﺋﻴﺲ
ﺗﺤﺮﻳﺮ إﺣﺪى اﻟﺪورﻳﺎت المﺘﺨﺼﺼﺔ أﻣﺎم ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ ﻟﻠﺸﺌﻮن المﺎﻟﻴﺔ إﻧﻪ ﰲ
ﺗﻘﺪﻳﺮه ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺛﻠﺚ اﻷوراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻘ ﱠﺪم ﻟﺪورﻳﺘﻪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ُﻛﺘﺎب ﻃﺒﻴﻮن ﻣﺤﱰﻓﻮن،
ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺼﺎﻟﺢ ﴍﻛﺔ أدوﻳﺔ 77.وﻗﺪ وﺻﻒ ﻣﺤﺮر دورﻳﺔ »ذا ﻻﻧﺴﺖ« ﻫﺬه المﻤﺎرﺳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ
»إﺟﺮاء ﻋﻤﻞ ﻗﻴﺎﳼ«78.
ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ أن ﻧﺘﻤﻬﻞ ﻗﻠﻴ ًﻼ ﻟﻨﻔﻜﺮ ﰲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻠﺠﺄ إﱃ ﻛﺎﺗﺐ ﺧﻔﻲ؛
ﻓﺄﻧﺖ إذا رأﻳﺖ ورﻗ ًﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺗﺼﻒ دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺻ ﱠﻤﻤﻬﺎ وأﺟﺮاﻫﺎ وﻛﺘﺒﻬﺎ
ﻣﻮﻇﻔﻮن ﰲ ﴍﻛﺔ أدوﻳﺔ ،ﻓﺴﻮف ﺗُﻘﻠﻞ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻬﺎ.
ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺳﺘﺪق ﰲ ذﻫﻨﻚ أﺟﺮاس اﻹﻧﺬار ،وﺳﻮف ﺗﻘﻠﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ المﻌﺘﺎد ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺛَ ﱠﻤ َﺔ
ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻔﻘﻮدة ،أو إذا ﻛﺎن ﺛَ ﱠﻤ َﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺘﺤﻴﱢﺰ ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋ َﺞ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ .وإذا ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺮأ ﻣﻘﺎﻟﺔ
رأي ﺗﴩح أﺳﺒﺎب ﺗﻔﻀﻴﻞ دواءٍ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﲆ دواءٍ ﻗﺪﻳﻢ ،ورأﻳﺖ أن ﻛﺎﺗﺐ ﻫﺬه المﻘﺎﻟﺔ ﺷﺨﺺ
ﻳﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﴩﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻨﺘﺞ ﻫﺬا اﻟﺪواء اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻓﻼ ﺑﺪ أﻧﻚ ﺳﺘﺴﺨﺮ ﻣﻦ المﻘﺎﻟﺔ وﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ،
وﺗﻐﻤﻐﻢ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد ﻣﻘﺎﻟ ٍﺔ ﺗﺮوﻳﺠﻴﺔ ،وﺗﺘﺴﺎءل ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ وﺿﻌﻬﺎ داﺧﻞ
دورﻳ ٍﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ.
291