Page 36 - الإكسير
P. 36
اﻹﻛﺴير
ﺗﺴﻮزﻳﻨﺴﺎم ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻨﻮم ﻟﻌﻴﻮن ﻣﺮﴇ اﻟﺠﺮاﺣﺎت ،أﻣﺎ اﻷلمﺎﻧﻲ ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ ﺳيرﺗﻮﻧﺮ؛ ﻓﻘﺪ
اﺳﺘﻄﺎع اﺳﺘﺨﻼص المﻮرﻓين ﻣﻦ ﻧﺒﺎت اﻷﻓﻴﻮن وﻣﻨﺤﻪ اﺳﻢ ﻣﻮرﻓﻴﻮس إﻟﻪ اﻷﺣﻼم اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ.
ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺨﺪم ﻫﻨﺮي ﻫﻴﻞ ﻫﻴﻜﻤﺎن ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻟﺘﺨﺪﻳﺮ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت.
ﻟﻜ ﱠﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎن ﻻ ﻳَﺰال ﻋﲆ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﻗﺼﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ أﻫ ﱢﻢ ﻗﺼﺺ اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ،اﻷﺛير
،etherذ ﱠرة اﻷﻛﺴﺠين اﻟﺴﺎﺣﺮة اﻟﺘﻲ ﺗَﻘﺒﻊ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ المﺮﻛﺐ ،ﺗﻤ ﱡﺪ ذراﻋين لمﺠﻤﻮﻋﺘﻲ
أﻟﻜﻴﻞ ،ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ِﻣﺤ َﻮرﻫﺎ اﻟﻜﺮﺑﻮن ،اﻷﺛير اﻟﺬي ﺧﻠﺐ ﻟ ﱠﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺘﻰ اﻵن ،ﺗَﻨ ﱠﺸﻘﻪ
اﻷﻟﻢ ﻓﺎﺳﺘﻜﺎن ،أﻣﺎ اﻟﻮﻋﻲ ﻓﻘﺪ ﺣﻤﻠﺘﻪ رﻳﺎح اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ أو ﺳﺎﻋﺎت ﻗﺒﻞ أن ﺗﺤ ﱠﻂ ﺑﻪ ﰲ
أﻣﺎن.
اﻷﺛير ،ذرة اﻷﻛﺴﺠين ﺑﺬراﻋﻴﻬﺎ اﻻﺛﻨﺘين ،ﻣﻦ وﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮ ﱠﻗﻒ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﻼ ُﻋﺐ ﺑﺒﺎﻗﻲ
اﻟﺬرات ،ﻳَﺰﻳﺪ وﻳَﺤﺬف وﻳُﻐ ﱢير وﻳُﺒ ﱢﺪل ،ﻳُﻨﺘﺞ ﻣﺮ ﱠﻛﺒﺎت أﺧﺮى ،ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻔﻠﻮر
واﻟﻜﻠﻮر واﻟﻠﻌﺐ ﺑﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﱰﻛﻴﺐ اﻷﺻﲇ ﻟﺘﻜﻮن ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ المﺮ ﱠﻛﺒﺎت اﻷﺛيرﻳﺔ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻢ
ﻧَﻌﺮﻓﻪ إﻻ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ،أﺛﺒﺘﺖ ﺟﺪارة وﺧﻠﺒﺖ اﻷﻟﺒﺎب ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻋﲆ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳُﻄﻮر
ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮ ﱠﻛﺒًﺎ ﺟﺪﻳ ًﺪا ،وﺳﻼ ًﺣﺎ آﺧﺮ ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻷﻟﻢ.
اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻻ ﻧﻨﺴﺎه ﻛﺄﻃﺒﺎء ﺗﺨﺪﻳﺮ ١٦أﻛﺘﻮﺑﺮ ،١٨٤٦اﻟﺬي اﻋﺘُﱪت ذﻛﺮاه
ﻳﻮ ًﻣﺎ ﻋﺎلمﻴٍّﺎ ﻟﻠﺘﺨﺪﻳﺮ ،ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻗﺎم وﻟﻴﺎم ﻣﻮرﺗﻮن ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﺑﺎﻷﺛير etherأﻣﺎم
ﺣﺸ ٍﺪ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺻﺤﻴﺢ أن اﻷﺛير ﻛﺎن ﻣﻌﺮو ًﻓﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻷﺧﺮى
ﰲ اﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ المﺮة اﻷوﱃ ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻔﺎءة وﺑﻬﺬا اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ،ﻛﺎن اﻟﺠ ﱠﺮاح ﺟﻮن وارﻳﻦ
ﻳَﺴﺘﺄ ِﺻﻞ ور ًﻣﺎ ﺑﺎﻟﻔﻚ واﻟﺮﻗﺒﺔ لمﺮﻳﺾ ﻳُﺪﻋﻰ ﺟﻴﻠﱪت أﺑﻮت.
ﻛﺎن ﻣﻮرﺗﻮن ﻫﻮ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻷول ﰲ ﺳﺆال أ.د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ،وﻛﺎن أﺑﻮت ﻫﻮ
اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺜﺎﻧﻲ.
ﰲ دﻳﺴﻤﱪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺴﻪ أُﺟﺮﻳﺖ ﺟﺮاﺣﺘﺎن ،إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﰲ دﻳﻤﻔﺮﻳﺲ واﻷﺧﺮى ﰲ ﻟﻨﺪن
ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﺛير.
ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ ﻓﺤﺎﻟﺔ دﻳﻤﻔﺮﻳﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺮﺟﻞ دﻫ َﺴﺘﻪ ﺳﻴﺎرة واﺣﺘﺎج ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﱰ ﻟﺴﺎﻗﻪ،
واﻟﺜﺎﺑﺖ أﻧﻪ ﻣﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌ ُﺪ.
أﻣﺎ ﰲ ﻟﻨﺪن ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﻃﺒﻴﺐ اﻷﺳﻨﺎن ﺟﻴﻤﺲ روﺑﻨﺴﻮن اﻷﺛير ﻟﻨﺰع إﺣﺪى أﺳﻨﺎن
ﺳﻴﱢﺪة.
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻴﻮﻣين ﻗﺎم روﺑﺮت ﻟﻴﺴﺘﻮن ﺑﺒﱰ ﺳﺎق ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ ﺗﺸيرﺷﻴﻞ ُﻣﺴﺘﺨﺪ ًﻣﺎ اﻷﺛير
ﻛ ُﻤﺨ ﱢﺪر ،واﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻪ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ أﺣﺪ ﻃﻼب اﻟﻄﺐ آﻧﺬاك ﻳُﺪﻋﻰ وﻳﻠﻴﺎم ﺳﻜﻮﻳﺮﻳﺲ.
36