Page 21 - علم الأوبئة
P. 21
اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻌﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ
والمﺮض ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻮاﻣﻞ ﺗﱰاوح — إذا أﺧﺬﻧﺎ اﻷزﻣﺎت اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻛﻤﺜﺎل — ﻣﺎ ﺑين ﻣﺴﺘﻮى
اﻟﺠﺰيء ،وﻟﻴﻜﻦ ﻣﺜ ًﻼ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﻮﻟﻴﺴﱰول ﰲ اﻟﺪم ،إﱃ ﻣﺴﺘﻮى المﺠﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ ،وﻟﻴﻜﻦ ﻣﺜ ًﻼ
ﻓﻘﺪان اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ .ﻫﺬا المﻨﻈﻮر اﻟﻮاﺳﻊ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻮم اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي واﻟﻌﻠﻮم
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ آ ٍن واﺣﺪ .وﺗﺸﻤﻞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻛ ٍّﻼ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ ﻟﻸﺳﺎﻟﻴﺐ
اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ المﺜﺎل ﰲ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷﻣﺮاض المﻌﺪﻳﺔ أو ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻻت اﻟﺪﺧﻮل
واﻟﺨﺮوج ﻣﻦ المﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ،واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ المﺼﻤﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ لمﻌﺮﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪة
ذات ﺻﻠﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎلمﻮﺿﻮع .ﻣﻦ المﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﺪاﺧﻞ وﺗﺒﺪﻳﻞ ﺑين ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻨﻤﻄين ﻣﻦ
اﻟﺪراﺳﺎت .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻜﺘﺸﻒ ﰲ إﺣﺪى ﻋﻤﻠﻴﺎت المﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔﴚ لمﺮض ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻣﻌﺮو ًﻓﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻣﺜﻞ ﺳﺎرس ،ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺐ ذﻟﻚ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ
ﻋﲆ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺗﻜﻮن ﻣﻔﻴﺪة ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﺿين المﺤﲇ واﻟﻌﻤﲇ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ
المﺮض وﻣﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻬﺪف اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺎم ،أﻻ وﻫﻮ وﺻﻒ المﺮض اﻟﺠﺪﻳﺪ واﻟﻌﻮاﻣﻞ
المﺴﺒﺒﺔ ﻟﻪ .ﻳﺆدي ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ وﻇﺎﺋﻒ ﺗﺸﺨﻴﺼﻴﺔ ﻟﺼﺤﺔ المﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻳﺆدﻳﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ
ﻟﻠﻔﺮد.
ﰲ إﻃﺎر ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑين اﻟﺪراﺳﺎت »اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ المﻼﺣﻈﺔ«،
واﻟﺪراﺳﺎت »اﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ« أو »اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ« .إن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻫﻲ المﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﲆ ﺳﺎﺣﺔ
ﻋﻠﻮم اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي .ﻓﻌﲆ ﺳﺒﻴﻞ المﺜﺎل ،ﻳﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﰲ المﻌﺎﻣﻞ ﻃﻮال
اﻟﻮﻗﺖ ﰲ ﺣﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎرب ،واﻷﻋﻀﺎء المﺄﺧﻮذة ﻣﻦ أﺟﺴﺎم ،والمﺰارع اﻟﺨﻠﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
إﻋﻄﺎء ﻋﻘﺎﻗير أو ﻣﻮاد ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺳﺎﻣﺔ ﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺄﺛيرﻫﺎ .ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻧﺠﺪ أﻧﻪ ﰲ
ﻧﻄﺎق ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ،ﺗﻜﻮن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ المﻼﺣﻈﺔ إﱃ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻫﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮ ًﻋﺎ.
ﻓﺎلمﺘﺨﺼﺼﻮن ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ﻳﺮاﻗﺒﻮن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،وﻳﺴﺠﻠﻮن اﻷﺣﺪاث
المﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ،وﻳﻄﺮﺣﻮن اﻷﺳﺌﻠﺔ ،وﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﲆ ﻗﻴﺎﺳﺎت ﻟﻠﺠﺴﻢ أو ﻳﺤﻠﻠﻮن ﻋﻴﻨﺎت
دم ،ﻏير أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺪﺧﻠﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺎﻋﻞ ﰲ ﺣﻴﺎة أو ﺑﻴﺌﺎت اﻷﻓﺮاد اﻟﺨﺎﺿﻌين ﻟﻠﺪراﺳﺔ.
واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﺗُﺠﺮى ﻋﲆ ﻟﻘﺎﺣﺎت ﺟﺪﻳﺪة لمﺠﺘﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ،
ﻣﻬﻤﺔ ﺟ ٍّﺪا ﰲ ﻣﺠﺎل ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒيرة؛ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ُﺧﻤﺲ
إﱃ ُﻋﴩ إﺟﻤﺎﱄ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮى ﻋﲆ المﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻏير المﺮﻳﻀﺔ .إﻻ
أﻧﻪ ﰲ المﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ المﺮﻳﻀﺔ ،ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﲆ أﻧﻮاع اﻟﻌﻼج ،ﺑﺪ ًءا ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗير
وﺣﺘﻰ اﻟﺠﺮاﺣﺎت ،أﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮ ًﻋﺎ .وﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﺪراﺳﺎت ،ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ روﺗﻴﻨﻴﺔ أم ﺑﻐﺮض
اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ المﻼﺣﻈﺔ أم ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ،ﺗﻘﻒ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﺎ
21