Page 18 - merit
P. 18

‫العـدد ‪44‬‬  ‫‪16‬‬

                                                           ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

      ‫«حورة» الأسطورية ووضعها بيضة في كل ميدان‬                  ‫الكاتب يبدأ بعد السنة الثلاثين بعد الألفين‪ ،‬أو‬
        ‫من ميادين تلك البلدان ‪-‬ميدان التحرير وساحة‬          ‫هي الفترة التي «تعافت خلالها البشرية إلى جانب‬
        ‫الاستقلال‪ ،-‬وهي أماكن ترتبط دلاليًّا ووجدانيًّا‬
                                                              ‫الكائنات الأخرى»‪ ،‬عندما شوهدت أربع بيضات‬
    ‫بالحرية والثورة من أجل إعلاء كرامة الإنسان‪ .‬كما‬        ‫عملاقة في أربع ميادين مهمة لأربع مدن مختلفة في‬
      ‫تمنح تعددية أبعاد المكان ‪-‬تنوع البلدان‪ -‬تعددية‬       ‫شمال أفريقيا‪ُ ،‬يذكر منها ميدان التحرير في القاهرة‬
      ‫في خلق فضاء القمع وغيره من الفضاءات‪ ،‬ولربما‬           ‫وساحة الاستقلال في تونس‪ .‬تنتمي تلك البيضات‬
     ‫أراد الكاتب بنعت تلك البلدان على وجه التحديد أن‬
                                                               ‫الأربع إلى (حورة)‪ ،‬نصف امرأة ونصف طائر‬
     ‫يحيل ضمنيًّا إلى البلدان التي شهدت ثورات الربيع‬         ‫في حجم طائر ال ُّرخ‪ .‬تنكسر كل من تلك البيضات‬
                     ‫العربي في مواجهة الظلم والقهر‪.‬‬
                                                                ‫في ظروف متباينة ويخرج منها كائنات غريبة‬
            ‫أما المكان المتخيَّل فهو ابن المخيلة مثل دولة‬     ‫معروفة بـ(أبناء حورة)‪ ،‬لديهم «رأس وذراعان‬
     ‫اللاجئين التي لا يمكن التع ُّرف عليها على الخارطة‪،‬‬       ‫ويدان وقدمان‪ .‬كان الطفل الواحد يتجاوز طوله‬
                                                              ‫المترين ونصف‪ ،‬ويصل وزنه إلى مائة وخمسين‬
         ‫وغابة المنى حيث ُعش «حورة»‪ ،‬والراصدة تلك‬            ‫كيلو جرا ًما‪ ..‬وهم برأس طائر عادي كبير بمنقار‬
          ‫الغواصة العجيبة التي تربض في باطن البحر‬           ‫أزرق»‪ ،‬لهم عقول تفوق قوة العقل البشري تتولى‬
                                                             ‫زمام الحكم والتح ُّكم في أفعال وعقول البشر عبر‬
    ‫وترصد كل حركة على اليابسة أو في أعماق البحار‪،‬‬            ‫وسائل غامضة‪ .‬وتتحول قشرة البيضة المنكسرة‬
    ‫ومن ث َّم كان المكان المتخيَّل هو مرتكز تلك الدراسة‪،‬‬
                                                                         ‫التي ُيشار إليها لاح ًقا باسم (المقر)‬
‫ميدان التحرير‬                                                                ‫إلى ساحة محاكمة‪ ،‬حيث يتولى‬
                                                                              ‫أبناء حورة مهمة تطهير البشر‬

                                                                           ‫من الشرور العالقة بهم أو تطهير‬
                                                                              ‫العالم منهم بالكامل‪ ،‬ثم تتط َّور‬

                                                                            ‫الأحداث حيث تتع َّقب أبناء حورة‬
                                                                          ‫وأثرهم والكنز المعرفي الذي تركوه‬
                                                                           ‫من خلفهم‪ ،‬ومن ثم ترصد أطماع‬

                                                                             ‫الكثيرين من أجل الحصول على‬
                                                                           ‫ذلك الكنز‪ ،‬في حين تنشب المعارك‬
                                                                            ‫بين الخير والشر للدفاع عن هذا‬

                                                                                      ‫الإرث المعرفي الثمين‪.‬‬
                                                                                ‫يتب َّدى في الرواية نوعان من‬
                                                                             ‫الأمكنة‪ :‬مكان موضوعي وآخر‬
                                                                               ‫متخيَّل؛ المكان الموضوعي هو‬
                                                                                ‫الذي يمكن الإشارة إليه على‬
                                                                             ‫الخارطة‪ ،‬فتظهر كل من قبرص‬
                                                                            ‫اليونانية والتركية كنقطتي ملاذ‬
                                                                             ‫لك ٍّل من إبراهيم الطبيب ور َّماح‬
                                                                                ‫الح َّكاء اللذين ظهرا في الباب‬
                                                                           ‫الثاني والثالث من الرواية‪ .‬وكذلك‬
                                                                               ‫تظهر مصر وتونس والمغرب‬
                                                                               ‫التي تجمع بينها جمي ًعا نزول‬
   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23