Page 44 - merit

‫العـدد ‪44‬‬ ‫‪42‬‬

‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

‫بالوجود وضاق بها‪.‬‬ ‫ِعناقنا وتلاحمنا كذبة‪ ..‬ستعود المسافات تفصل‬
‫‪ -‬معجم الموت‪« :‬الجدب»‪« ،‬القحط»‪« ،‬الرحيل»‪،‬‬ ‫بيننا وستنحرنا الأحزان الجديدة‪ ..‬المكان سجن‬
‫«المقابر»‪« ،‬النواح»‪« ،‬النحيب»‪« ،‬الصاعقة»‪ :‬حضر‬
‫ونحن سجينان في مكانين بعيدين‪ .‬الجبال‬
‫الموت في نصوص المجموعة ببعديه الواقعي‬ ‫قضبان والروابي أسوار والمدن أسلاك شائكة‬
‫والمجازي ليحمل معاني العدم والعبث حينًا‬ ‫والأنهار والمزارع الخضر أمل لقيط لهزيمة الفراق‬
‫ومعاني الاستسلام والخنوع لسلطة الواقع‬
‫الذي سيفنيك ويفنيني»‪.‬‬
‫وسطوة الموجود أحيا ًنا أخرى‪.‬‬ ‫الاستعارات‪ :‬ومنها على سبيل المثال‪:‬‬
‫كل هذه المعاجم ألقت بظلال كئيبة على مشهد هو‬ ‫‪ -‬أقصوصة (جرح في الذاكرة)‪ :‬الراوي‪« :‬اختار‬
‫التجول على ضفة النهر فقد اعتاد ارتياد هذا المكان‬
‫بالأساس قاتم‪ ،‬غارق في سواد الجهل والظلم‪.‬‬ ‫مذ عادت إليه الكآبة تجتاحه من جديد‪ .‬والمحزن‬
‫فكانت لحظات الفرح والأمل في المجموعة قليلة‬ ‫أن كآبته هذه الأيام مجدبة وقاحلة»‪.‬‬
‫وخاطفة‪ ،‬بل لا تحضر هذه اللحظات في عديد‬ ‫‪( -‬رعب التلاقي)‪ :‬البطل مخاطبًا حبيبته‪« :‬لا‬
‫الأحيان إلا لتجدد الآلام وتنكأ الجراح (رعب‬ ‫تهربي من صهيل كلماتي فخيول الشهوة تلوك‬
‫التلاقي)‪ .‬فأسهمت المعاجم بدورها في تكثيف‬ ‫الشكائم وتثير النقع وهي في الطريق إلي ِك»‪.‬‬
‫الطاقة الإيحائية في النص متوغلة في أعماق النفس‬ ‫فهذه الصور المبنية على المجاز والاستعارة تخصب‬
‫والواقع والوجود ومحيلة على ما يقع‪ ،‬في مستوى‬ ‫المعنى وتوسع الدلالة وتكثف الطاقة التخييلية‬
‫الإيحائية في النص السردي‪ ،‬فلا يحضر من‬
‫الرمز‪ ،‬خارج النص‪.‬‬ ‫صور الحياة إلا «مخيالها في القلب كحلم تطارده‬

‫‪ -2‬الأسطوري في مجموعة‬ ‫الكوابيس»(‪.)4‬‬
‫«أضاعوني»‬ ‫المعجم‪ :‬لئن تعددت المعاجم وتنوعت في مجموعة‬
‫«أضاعوني»‪ ،‬فإن الملفت هو سيطرة ثلاثة معاجم‬
‫إن الأسطورة نمط قصصي قائم بذاته يمتزج‬ ‫شكلت مصادر للتصوير والتخييل‪ ،‬هي معاجم الماء‬
‫بالخرافة أحيا ًنا‪ ،‬وبالحكاية الشعبية أحيا ًنا أخرى‬
‫والألم والموت‪:‬‬
‫حتى أضحت هذه مسميات لجن ٍس واحد‪ .‬ولئن‬ ‫‪ -‬معجم الماء‪ :‬يشكل الماء علامة لغوية مهيمنة في‬
‫كانت الأساطير تتمايز في أبطالها وفواعلها‪ ،‬فقد‬ ‫النص‪ ،‬تتعدد مسمياته ومترادفاته؛ «الماء»‪« ،‬النهر»‪،‬‬
‫تعلقت ماهيتها بموضوع واحد يتصل بالاعتقاد‬ ‫«المطر»‪« ،‬الفيض»‪« ،‬القطر»‪ :‬فتحولت دلالاته من‬
‫في بعده الفكري المطلق لا الديني الخاص‪ ،‬فتتحول‬
‫التعبير عن الحياة‪ ،‬وهو رمز من رموزها‬
‫الأسطورية ليعبر عن معاني الثورة فيعري‬

‫الواقع وشخصياته برغباتها وشهواتها‪،‬‬
‫بآلامها وآمالها‪ ،‬كما كان النهر ملا ًذا للكثير‬

‫من الشخصيات باحثة عن ذاتها ترى فيه‬
‫صورة الحاضر وتسترجع ذكرى الماضي‬
‫فيما يشبه الومضات الثاوية في رماد النص‬

‫تحفر في الذاكرة وتغوص في الجروح‬
‫الغائرة‪.‬‬

‫‪ -‬معجم الألم‪« :‬الانكسار»‪« ،‬الإحباط»‪،‬‬
‫«الوجع»‪« ،‬الحزن»‪« ،‬البكاء»‪« ،‬النواح»‪،‬‬
‫«العويل»‪« ،‬النشيج»‪ :‬استبطن مشاعر نفوس‬
‫كليمة موجوعة تقطر حز ًنا وألمًا وقد ضاقت‬