Page 65 - التنوير 6-8 2
P. 65
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
2015م بماري لوبان “ ،”Marine Le Panزعيمة مجلــــــــــــــــة
حزب الجبهة الوطنية بفرنسا ،أن السبب الرئيسي في
الإرهاب الذي يعاني منه العالم الآن يتحمل الغرب موجودة ومتشعبة في العديد من الدول العربية ،ويجب
جزًءا كبيًار منه؛ لأنه احتضن كثيًار من الإرهابيين. العمل على إصلاح ما تخربه .والتساؤل الكبير هنا
وطالب شيخ الأزهر الشريف بضرورة العمل على هو أن هذا الموقف ال ارفض للتطرف الديني جاء من
مكافحة ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في البلاد الغربية؛ مصريين وعرب مسلمين ،فما بال من ينتمون لثقافات
قائلاً“ :إنه لا يوجد إسلام سياسي وإسلام متطرف، أخرى ومجتمعات غربية وديانات مختلفة لا تعلم عن
ولك ّن هناك مسلمين معتدلين يفهمون صحيح الدين الإسلام شيًئا عندما يقرؤون أو يواجهون مثل هذه
-وهم الغالبية -وآخرون متطرفون -وهم أقلية -
أساؤوا فهم الدين” .وأكد شيخ الأزهر الشريف على الأفكار ويشاهدون تلك الممارسات المتشددة؟!
سماحة الدين الإسلامي ،وأن هناك فرًقا بين الإسلام
بهذه الصورة وبين الإسلام السياسي المتطرف الذي لقد عايش جيلي ومر بتطو ارت وأحداث مهمة
ُيلقي بظلاله على كثير من مناطق العالم؛ حيث من على جميع الأصعدة التكنولوجية والسياسية وغيرها،
المهم تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ،عن فقد عايش وشاهد جيل الثمانينات م ارحل تطور وسائل
طريق الأزهر وفكره المعتدل الذي يحترم كافة الأديان الاتصالات والكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي،
والحضا ارت وحقوق الم أرة؛ وأن من حق المسلمين كما عايش أحداث 11سبتمبر الإرهابية بالولايات
الفرنسيين أن ُيعّبروا عن إسلامهم ،وأن يعيشوه بحرية المتحدة الأمريكية ،وشهد فترة حكم الرئيس مبارك
مطلقة في فرنسا كما أشار “أشرف عبد الحميد” في وأحداث ثورة 25يناير 2011م ،وما واجهناه من
مقاله الغرب سبب الإرهاب الذي يعاني منه العالم. صدام أفكار ثقافي وديني بين أغلب الشعب المصري
المعتدل المتدين بطبعه باختلاف دينه مسلم أو
فبالرغم من وجود بعض الكتابات والخطابات مسيحي وبين أفكار مستحدثة على ثقافة المصريين
الغربية التي تتناول الإسلام بصورة معتدلة ،هناك التي تبنتها “جماعة الإخوان” ،ومن تدخلات غير
كتابات وخطابات غربية موازية لها تشجع على مبررة من دول أجنبية في شؤوننا العربية بصورة
انتشار ظاهرة “الإسلاموفوبيا” والهجوم على الدين عامة ،ومصر بصورة خاصة ،لدعم تلك التيا ارت
الإسلامي؛ لارتباطها بمجموعة من المعتقدات والحركات التي لا تمثل أغلبية المصريين ،وهو ما
المغلوطة والخاطئة عن الدين الإسلامي والمسلمين، جاءت نتيجته ثورة 30يونيو 2013م؛ حيث تم
وعدم ارتباطها بوعي سليم بطبيعة الثقافة الإسلامية حظر جماعة الإخوان في مصر؛ ولكن سرعان ما
احتدمت الأحداث وتصاعدت العمليات الإرهابية من
السليمة. خلال التنظيمات المتطرفة الأخرى وعلى أرسها تنظيم
ومن هذا المنطلق ،أصبحت الإسلاموفوبيا في داعش.
العالم الغربي أمًار قد يجده البعض مقبولاً ،ورد فعل
65مناسًبا وطبيعًّيا .ويظهر ذلك واض ًحا من ازدواجية فالخوف من الإسلام والعدائية ضد المسلمين
في العالم الغربي أصبح ظاهرة لا يمكن إغفالها؛
حيث أكد الإمام الأكبر الدكتور “أحمد الطيب” ،شيخ
الأزهر الشريف ،خلال لقائه يوم الخميس 28مايو