Page 66 - التنوير 6-8 2
P. 66
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
المتأسلمون (صورة تشوه الإسلام) مجلــــــــــــــــة
“1*:”Mot’aslims
المعايير التي يقدمها لنا المجتمع الغربي أحياًنا؛ من
تصاعدت العمليات الإرهابية من خلال التنظيمات خلال حكمهم على شخص مسلم قام بسلوك عدواني
المتأسلمة “ ،”Mot’aslimsوعلى أرسها تنظيم بأنه إرهابي ،بينما إذا صدر هذا السلوك العدواني
“داعش” في الدول العربية والغربية م ًعا ،مما ساهم نفسه من شخص َيدين بديانة أخرى غير الإسلام
في تغذية الشعور بالخوف والرهبة تجاه المسلمين
عند الغرب؛ والذي وصل إلى الضرب والقتل بغرض أصبح مختلاً عقلًّيا.
الانتقام ،ويرجع ذلك لعدم الوعي بأن تلك التنظيمات
تعتمد على أفكار ومعتقدات مغلوطة حول أبسط مفهوم الإسلاموبيسيزم “:”Islamopeaceism
الحقائق والمبادئ المتعلقة بالعقيدة الإسلامية السليمة
والمعتدلة ،وأن تلك الجماعات المتأسلمة المتطرفة هو كلمة مكونة من شقين الشق الأول “الإسلام /
”Islamوهو مجموعة من الأفكار والعقائد يؤمن بها
تقدم صورة مشوهة عن الإسلام. المسلمون؛ حيث إن الإسلام آخر الرسالات السماوية
وهو ناسخ لما قبله من الديانات .كما يؤمن المسلمون
في هذا الصدد ،ساهمت التيا ارت الدينية المتطرفة بأن محمًدا رسول مرسل من عند الله ،وخاتم الأنبياء
في العالم العربي في نشر صورة خاطئة عن الإسلام، والمرسلين .ومن أسس العقيدة الإسلامية ،والإيمان
مما جعل الغرب يتدخل في شئون العالم العربي بوجود إله واحد لا شريك له هو الله ،وكذلك الإيمان
الإسلامي على جميع الأصعدة ،سواء الاجتماعية بجميع الأنبياء والرسل الذين أُرسلوا إلى البشرية قبل
منها أو الاقتصادية ،وأحياًنا العسكرية ...إلخ؛ محمد ،كالنبي إب ارهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى
لمواجهتها ،بغرض الحفاظ على الحريات وحماية بن مريم ،وغيرهم كثير ممن ُذكر في القرآن أو لم
الأقليات .وتحول العالم إلى مواجهات مستمرة ،مسلحة ُيذكر؛ وأنهم جمي ًعا مثل المسلمين اتبعوا الحنيفية ملة
وغير مسلحة ،من خلال حروب الجيل ال اربع ،والتي النبي إب ارهيم ،والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم
تندرج تحت مسمى ص ارع الحضا ارت. الله كي ينشروها للناس(الطنطاوي علي 1989م).
والشق الثاني “سلام ،”Peace /أ ْي أمان وصلح؛
وقد بات الخوف من الإسلام عند الغرب في عام فهو الهدوء والسلم والطمأنينة وعدم اللجوء إلى الحرب
2016م أخطر بكثير مما كان عليه بعد أحداث 11
سبتمبر 2001م؛ حيث لم يعد في الولايات المتحدة (المعجم الوجيز 1997م).
الأمريكية فقط ،بل امتد لدول أوروبية أخرى .وقد أما الحروف في آخر الكلمة “يزم ،”ism/فقد تم
إضافتها لإعطاء المفهوم شكل النظرية؛ حيث أتمنى
ظهر لنا ذلك واض ًحا من خلال تصريحات العمل على استخدامها كرؤية نظرية حديثة كبداية
* ترجمة الكاتبة لكلمة “متأسلم” باللغة الإنجليزية كمحاولة لانطلاق أبحاث ود ارسات مستقبلية.
لاستخدامها في الكتابات الغربية بلغاتها المختلفة كصفة لمن فالإسلاموبيسيزم “هو سلام المسلمون؛ فهم
يؤمنون بالسلام والأمان ،وتقوم ممارساتهم على
يمتلكون تفكيراً متطرفاً تحت راية الإسلام والإسلام منهم مكارم الأخلاق ،ويرفضون الحرب وجميع أشكال
براء 1 . العنف ،وينادون بالمساواة وعدم الغلو وحرية العقيدة”.
66