Page 75 - التنوير 6-8 2
P. 75

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬               ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

                                                                                ‫مجلــــــــــــــــة‬

‫الفصل بين تلك التيا ارت المتأسلمة المتطرفة وبين‬          ‫في المجتمعات العربية والغربية م ًعا‪ .‬وقد رصدت‬
‫المجتمعات الإسلامية؛ حيث نجد أن الدول العربية‬            ‫الد ارسة في هذا الكتاب العديد من الحركات والم اركز‬
‫ذاتها تعرضت لتلك الممارسات المتطرفة من تلك‬               ‫والأح ازب الحديثة اليمينية المتطرفة التي ظهرت‬
‫الجماعات المتأسلمة رغم أنها مجتمعات عربية‬                ‫حديثًا في المجتمعات الغربية‪ ،‬مثل‪ :‬مركز دافيد‬
‫مسلمة‪ .‬وأبرزها الحرب القائمة في سيناء والأحداث‬           ‫هورويتز للحرية “‪David Horowitz Freedom‬‬
‫الإرهابية التي شهدتها مصر بداية من اغتيال النائب‬         ‫‪ ”Center‬عام ‪1988‬م‪ ،‬وحركة أكت فور أمريكا‬
‫العام وصولاً إلى التفجي ارت الانتحارية للكنائس‬           ‫“‪ ”ACT for America‬عام ‪2007‬م‪ ،‬وحركة اربطة‬
‫والجوامع وتفجير الطائرة الروسية في مطار شرم‬              ‫الدفاع الإنجليزية ضد الهجرة عام ‪2009‬م ‪The‬‬
                                                         ‫‪ ،)English Defense League (EDL‬وحركة‬
               ‫الشيخ(المصطفى‪-‬حمزة‪2014 ،‬م)‪.‬‬               ‫أوقفوا أسلمة أمريكا عا م ‪2010‬م �‪Stop Islamiza‬‬
                                                         ‫‪ .)tion of America (SIOA‬ومن الأح ازب نجد‬
‫تناولت الد ارسة في الكتاب التطرف في ممارسات‬              ‫حزب الجبهة الوطنية بفرنسا “‪”National Rally‬‬
‫كل من التيا ارت المتطرفة في المجتمعات العربية‬            ‫الذي تأسس عام ‪1972‬م‪ ،‬وحزب الشعب الدنماركي‬
‫والغربية‪ ،‬والتي يرى البعض أن الغرب ساهم في‬               ‫منذ عام ‪1995‬م “‪،”Danish People’s Party‬‬
‫نشأة بعضها‪ ،‬واللتان تعتب ارن من وجهة نظر‬                 ‫وحزب “سيري از” “‪ ”Syriza‬اليساري المتشدد في‬
‫الد ارسة الأسباب الرئيسية و ارء نشأة وتصاعد ظاهرة‬
‫الإسلاموفوبيا‪ ،‬بل انتشار العنف والإرهاب في‬                               ‫اليونان الذي تأسس عام ‪2004‬م‪.‬‬

                  ‫المجتمعات الغربية والعربية م ًعا‪.‬‬      ‫وهذا ُيظهر أن ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات‬
                                                         ‫الغربية لا يمكن أن تعمم على الدين الإسلامي كله؛‬
‫التيا ارت المتطرفة في المجتمعات العربية التي‬             ‫لارتباطها بصورة مباشرة بالخوف مما تفعله التيا ارت‬
                     ‫تناولتها الد ارسة في الكتاب‪:‬‬        ‫المتأسلمة من عمليات إرهابية في الدول الغربية وليس‬
                                                         ‫من الدين الإسلامي نفسه‪ ،‬فماذا عما فعلته وما ازلت‬
‫الخوارج كتيار فكري تكفيري متشدد في التاريخ‬               ‫تفعله التيا ارت اليمينية المتطرفة من ممارسات عنيفة؟‬
‫الإسلامي‪ ،‬الوهابية كفكر تكفيري متشدد في التاريخ‬          ‫فالإرهاب والتطرف والعنف ليسوا حكًار على الإسلام‪،‬‬
‫الإسلامي‪ ،‬العقيدة الإسماعيلية وحركة الحشاشين‪،‬‬            ‫بل يذخر التاريخ الغربي بمجازر ومذابح حدثت تحت‬
‫الجماعة السلفية المحتسبة “جهيمان العتيبي”‬                ‫ارية الدين أي ًضا‪ ،‬منها المسيحي واليهودي وغيرهما‬
‫والهجوم على المسجد الح ارم بمكة في ‪ 20‬نوفمبر‬             ‫من الديانات المختلفة دون تصاعد لمفاهيم جديدة‬
‫‪1979‬م‪ ،‬تنظيم الإخوان‪ ،‬حركة بوكو ح ارم‪ ،‬تنظيم‬
‫داعش “الدولة المتأسلمة في الع ارق والشام” ‪2003‬م‪.‬‬                       ‫مشابهة كالمسيحوفوبيا واليهوديفوبيا‪.‬‬

‫الحركات اليمينية المتطرفة في المجتمعات الغربية‬           ‫حيث ُقتل ملايين من المدنيين العرب منذ بداية‬
                ‫التي تناولتها الد ارسة في الكتاب‪:‬‬        ‫حقبة الاستعمار الغربي حتى الآن؛ ولذلك يجب‬

‫الأصولية اليهودية كتيار متشدد‪ ،‬الأصولية المسيحية‬

                                                     ‫‪75‬‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80