Page 149 - merit 45
P. 149
147 تجديد الخطاب
أدركت الأبحاث والدراسات التي أساليب المستعمر ترعرع قاتل كبولاني الشريف
أنجزتها الإدارة الاستعمارية الفرنسي في السيطرة سيدي بن مولاي الزين.
أن الزوايا والطرق الصوفية على الطرق الصوفية
تحولت من كتاتيب قرآنية إلى أما الطريقة التيجانية المنتسبة
بموريتانيا لمؤسسها الشيخ أحمد التيجاني،
مراكز حربية تحاك في أركانها
الخطط الثورية ،وترسم في ظلام يمكن القول إن الاستعمار فتنقسم إلى طريقتين ،الطريقة
أركانها مخططات الانتفاضة(،)18 الفرنسي نهج ثلاثة أساليب الحافظية نسبة إلى الشيخ محمد
أساسية تجاه الطرق الصوفية في
فقد وصف الفرنسيون أتباع موريتانيا نتناولها فيما يأتي: الحافظ بن المختار بن حبيب
الطرق الصوفية في بلاد شنقيط -1التدخل في شؤون الطرق العلوي المتوفى سنة (1247هـ/
بالمليشيات المسلحة المدافعة الصوفية: 1832م) ،والطريقة الحموية
عن العقيدة ،والمستعدة كذلك المنسوب للشيخ أحمد حماه الله
للانطلاق بمجرد أول إشارة
من قادتها الصوفيين ،فكل هذه بن الشريف أحمد التشيتي.
الأحكام وغيرها ،وإن صدرت بعد
تجربة الجزائر وتونس ،فإنه تم
التصريح بأغلبها قبيل استعمار
فرنسا لبلاد شنقيط ،مما جعل
الإدارة الاستعمارية طيلة بقية
القرن التاسع عشر وأوائل القرن
العشرين وحتى قبيل الحرب
العالمية الأولى تخشى الطرق
الصوفية التي كان الاستعمار
الفرنسي يرى فيها قوة مجاهدة
عن الإسلام تساهم في نشر
التعصب في صفوف الموالين
لها( .)19مما جعل معظم الجهات
الاستعمارية تستعجل القيام
بدراسات ميدانية دقيقة للشروع
في أقرب الآجال لكبح جماح القوى
الصوفية التي تقف وراء أي تفكير
في مناهضة المستعمر النصراني،
فهي حرب عقدية قبل أن تكون
دفا ًعا عن الأرض ،كما قال شارل
بروسلار الذي أكد أن الثورة
مستعدة للانطلاق بمجرد إشارة
من شيوخ الزوايا( )20نظ ًرا لعلو
شأنها وسمو تأثيرها في البلاد
والعباد ،فقد كانت الطرق الصوفية
من خلال مقاومتها للاستعمار