Page 225 - merit 45
P. 225
223 ثقافات وفنون
حوار
والأشاعرة والحنابلة في إطلاق
آيات الحرب والقتال والموقف من
الآخر بالعموم ،لتأثير هذا الإطلاق
سلبيًّا على السياسة في زمنهم،
وفتح الباب لكل أمير وحاكم
وخليفة لتكفير معارضيه ،وإسقاط
كل آيات الشرك والكفر على كل
معارضي السلطان.
نصر حامد أبو زيد عبد الله رشدي أحمد الطيب ثار جدل واسع حول
مسألة تحفيظ القرآن
وهو أنه لو كان الإسلام بالنقل لا الجماهير لتحقيق أهدافها
العقل فعلى الرسول عليه السلام السياسية ،ومن وسائل هذا للأطفال بين مؤيد
أن يأخذ الإسلام من نب ٍي آخر، التطويع ترسيخهم لمبادئ السمع ومعارض ،المؤيدون يرون
فهل تواصل النبي مع نبي آخر والطاعة ،فالكتاتيب هنا تعمل على
ترسيخ هذه المبادئ بحيث لا تترك أنه يقوي اللغة والإيمان
مثله ليتعلم منه ثوابت وأركان مساحة تفكير في ذهن الأطفال م ًعا ،والمعارضون يقولون
الإسلام أم اعتزل في غار حراء على الشك والاعتراض ،بينما
عشرات السنين يتفكر ويتأمل يقوم الحفظ بمهمة ديناميكية في إنه يع ِّو ُد الأطفال على
ثم خرج أخي ًرا بالدين؟ هذا يعني النفس يتعلق فيها الطفل (بظاهر الحفظ لا الفهم ،وأن
أن الإسلام فكرة عقلية ونشاط النص) لا بمعناه ،ومن هنا ينشأ «الكتاتيب» بها عنف
ذهني مارسه الرسول في الغار ويعزز المذهب الظاهري الحرفي جسدي ضد الأطفال غال ًبا،
قبل أن يخرج به للعرب ،ومن تلك الذي يهتم أكثر بتطبيق ظاهر غير أن الحفظ لم يعد له
القاعدة فهم المعتزلة والفلاسفة النصوص وتقديس الحروف لزوم بعد انتشار التعليم..
وأهل الرأي دين الإسلام أنه لا والكلمات ،والابتعاد تما ًما عن إلى أي الرأيين تنحاز؟
يمكن تقديم النقل على العقل ،ولو معاني النصوص ومقاصدها،
كان ذلك صحي ًحا -أو ممكنًا- فالدين مقاصد قبل أن يكون سأتجاوز عن قصة ُعنف المعلمين
لفعله الرسول نفسه وأقر إسلامه نصو ًصا يتلوها الحافظون آناء وضرب الأطفال في الكتاتيب
من ألسنة الآخرين ،لكن القرآن
ثبت أنه لم ينزل على أحد غير الليل وأطراف النهار. وهذا ثابت بلا شك ،وقد شهدناه
الرسول ،وإن كانت به تشابهات مبدأ الحفظ قبل الفهم يساوي في طفولتنا ،حتى إن حوادث
مع كتب سابقة مقدسة فهي من مبدأ النقل لا العقل ،وسبق لي أن
باب الاتصال المشترك الذي يؤمن طرحت على أحد السلفيين إشكا ًل الاعتداء على الأطفال وصلت لحد
الاغتصاب والتحرش كما حدث
في المنصورة منذ عدة شهور،
حيث اعتدى محفظ القرآن جنسيًّا
-وقد كان شي ًخا سلفيًّا -على طفلة
صغيرة ،ولكني سوف أركز على
أمر هام لم ُيطرح من قبل في ذلك
الملف.
المذاهب المتشددة وجماعات
العنف الديني تلجأ غالبًا لتطويع
