Page 237 - merit 45
P. 237

‫‪235‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫بيئة‬

     ‫موقع الأرض وكوكب الزهرة من الشمس‬                                          ‫الإيكولوجي والبيئي‪ ،‬نتيجة‬
                                                                                 ‫ضعف الخطوط الدفاعية‬
‫طغيان الحضور البشري‬                    ‫والصقيع وأنواء الثلج‪ .‬وترجح‬
                                       ‫هيئة الأرصاد الجوية المصرية‬         ‫للمنظومة المشتركة والقدرة على‬
   ‫من مراجعات مائة عام مضت‪،‬‬            ‫انخفاض درجة حرارة الأرض‬            ‫مجابهة طغيان الحضور البشرى‬
       ‫بمنظور الاستغلال الجائر‬          ‫خلال القرن الحالي‪ ،‬وأن وراء‬       ‫والأحمال الغازية الهائلة‪ .‬وتكرار‬
       ‫للموارد الطبيعية‪ ،‬وتعظيم‬        ‫ظاهرة الاحترار التلوث الجوي‬       ‫الكوارث الطبيعية بمناطق شاسعة‬
                                      ‫من الأنشطة البشرية ولا علاقة‬
‫مكاسب الدول الصناعية الكبرى‪،‬‬        ‫لها بالتغيرات المناخية‪ .‬وهناك من‬          ‫من العالم‪ ،‬مما يهيئ الأرض‬
       ‫ومباركة السياسة الدولية‬      ‫يؤكد بأن ارتفاع درجة الحرارة لا‬          ‫لأزمة مناخية واسعة‪ ،‬تتدخل‬
      ‫التدخل العسكري للسيطرة‬         ‫يعود إلى تزايد الغازات الحرارية‪،‬‬    ‫بالتغيير في المناطق الحساسة بيئيًّا‬
                                        ‫بل للإشعاع الشمسي المتزايد‬       ‫على المستوى المحلي‪ ،‬ومنها تعرض‬
     ‫والتحكم في مكامن الخامات‬           ‫طوال القرن الماضي‪ ،‬وعلاقته‬          ‫أجزاء كبيرة من دلتا نهر النيل‬
    ‫الأولية الاستراتيجية‪ ،‬وكذلك‬                                           ‫للغمر بمياه البحر‪ .‬وتشتد الأزمة‬
                                                  ‫بالتغيرات القادمة‪.‬‬      ‫مع عدم استمرار قدرة البيئة على‬
      ‫مناقشات ونتائج المؤتمرات‬       ‫ومن سيناريوهات الهيئة الدولية‬       ‫التنقية الذاتية للملوثات الحرارية‪،‬‬
    ‫الدولية وتوابعها بشأن تغير‬                                              ‫الناتجة من النمو غير المسبوق‬
     ‫المناخ‪ ،‬تجد أن التخويف من‬             ‫المعنية بتغير المناخ‪ ،‬ارتفاع‬      ‫بالدول الصناعية الكبرى‪ ،‬ولا‬
   ‫التغيرات البيئية يكرس هيمنة‬         ‫منسوب البحار والمحيطات إلى‬          ‫سيما الصين والولايات المتحدة‪.‬‬
 ‫الدول الغنية على مغانمها بالدول‬        ‫حوالي (‪ )45‬سم بحلول سنة‬             ‫وبذلك يقع المجتمع الدولي بين‬
    ‫الفقيرة‪ ،‬بإلزامها الحفاظ على‬       ‫(‪ ،)2100‬نتيجة ذوبان الجليد‪،‬‬
     ‫البيئة وصون الطبيعة‪ ،‬بينما‬         ‫مما يغير من منسوب اليابسة‬                   ‫جبهتين متعارضتين‪:‬‬
 ‫تهجر الدول الصناعية صناعاتها‬                                                 ‫‪ -‬الأولى تدعم التخويف من‬
   ‫(القذرة) الملوثة للبيئة إلى هذه‬        ‫الموجب إلى السالب بالنسبة‬        ‫الآثار المدمرة لظاهرة الاحتباس‬
                                       ‫لمستوى سطح البحر‪ ،‬في علاقة‬         ‫الحراري نتيجة طغيان الحضور‬
                 ‫الدول الفقيرة!‬      ‫غير مؤكدة بالنسبة لطغيان الماء‪.‬‬        ‫البشرى واستهلاكاته الضخمة‬
   ‫ويخالف الموقف الدولي خوف‬
‫العلماء على البيئة‪ ،‬ومنها معارضة‬                                                   ‫من الوقود الأحفوري‪.‬‬
                                                                         ‫‪ -‬الثانية تسير باتجاه أن الظاهرة‬

                                                                           ‫طبيعية وليست من صنع البشر‬
                                                                         ‫وأنها تمثل بداية عصر جليدي لم‬

                                                                                       ‫تتضح معالمه بعد‪.‬‬
                                                                             ‫وهناك خلاف كبير بين تأثير‬
                                                                             ‫مستويات الاحتباس الحراري‬
                                                                              ‫المحدود داخل غلاف معيشة‬
                                                                              ‫الإنسان‪ ،‬بين قشرة الأرض‬
                                                                              ‫وغلافها الجوي‪ ،‬وذلك الأثر‬
                                                                           ‫الواسع للتغير المناخي بمفهومه‬
                                                                             ‫الشامل وذبذباته الكونية بين‬
                                                                          ‫الأرض والشمس‪ ،‬حيث ستشهد‬
                                                                             ‫العقود القليلة القادمة موجات‬

                                                                                 ‫من الجفاف والفيضانات‬
                                                                            ‫الكاسحة والعواصف الشديدة‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242