Page 239 - merit 45
P. 239

‫‪237‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫بيئة‬

 ‫تواجه الدول بالنطاقات المناخية‬        ‫الدلتا‪ ،‬مقابل استمرار ظاهرة‬          ‫على نشوب التوتر والصراع‬
      ‫الأكثر تأث ًرا بموجات البرد‬  ‫الأسر البحري لأراضيها الواطئة‪.‬‬       ‫الاجتماعي بين السكان المحليين‬
                                                                        ‫والوافدين من اللاجئين البيئيين‬
  ‫الشديدة‪ ،‬تحديات تدبير الطاقة‬       ‫ويمكن لنقل ذلك الطمي بكميات‬
    ‫الكهربائية اللازمة لاستمرار‬     ‫مناسبة قد تكفي لإعادة التوازن‬                              ‫الجدد‪.‬‬
                                                                           ‫وبالفعل تعرضت العلاقة بين‬
 ‫مظاهر الحياة اليومية والأنشطة‬          ‫البيئي بين الدلتا والبحر‪ ،‬في‬
‫الاقتصادية فيها‪ .‬وها هي فرنسا‬              ‫محاولة لإبطاء زمن تآكل‬           ‫النهر والبحر المتوسط لخلل‬
                                              ‫الشواطئ بدلتا النهر‪.‬‬          ‫بيئي من السد العالي‪ ،‬نتيجة‬
   ‫رغم حصولها على (‪ )%80‬من‬                                               ‫تراكم المخزون الميت من الطمي‬
   ‫طاقتها الكهربائية من المحطات‬    ‫الأرض المهددة بالاختفاء‬              ‫بامتداد البحيرة بين دولتي الممر‬
                                                                        ‫والمصب‪ .‬تلك العلاقة القائمة على‬
      ‫النووية‪ ،‬تضطر لاستخدام‬            ‫تواجه دول قارة آسيا المطلة‬     ‫تنظيم عمليات الإرساب باختلاف‬
      ‫محطات تعتمد على مصادر‬           ‫على المحيطين الهادي والهندي‬        ‫معدلاتها بين موسمي الفيضان‬
‫الوقود الأحفوري‪ ،‬لمواجهة فجوة‬                                             ‫والتحاريق‪ ،‬للإبقاء على توازن‬
   ‫الطاقة وكثافة الطلب الموسمي‬          ‫الأخطار المتوقعة من ارتفاع‬        ‫الدلتا‪ ،‬وتعثرها بعد بناء السد‬
 ‫على الكهرباء‪ ،‬والباقي من خارج‬          ‫منسوب المياه بسبب ارتفاع‬          ‫في المحافظة على المنسوب بينها‬
   ‫حدودها الجغرافية‪ ،‬من الربط‬          ‫درجات الحرارة‪ ،‬والكارثة أن‬      ‫وبين البحر‪ .‬وتتبنى سيناريوهات‬
   ‫الكهربائي مع محطات ضخمة‬             ‫نصف هؤلاء السكان يقطنون‬           ‫التقهقر النسبي في مناطق نفوذ‬
 ‫تتسبب في انبعاثات غازية هائلة‪.‬‬      ‫المناطق الساحلية‪ ،‬الأكثر عرضة‬
 ‫ورغم ذلك‪ ،‬يستثنى من ضريبة‬            ‫للفيضانات والأعاصير المدمرة‬
   ‫الكربون‪ ،‬التدفئة والكهرباء في‬         ‫الناجمة عن التغير المناخي‪.‬‬
   ‫السكن‪ ،‬والبضائع والركاب في‬      ‫وتحذر بعض التقارير الدولية من‬
    ‫النقل‪ ،‬والأسمدة والوقود في‬        ‫نشوء نزاعات بكثير من الدول‬
    ‫الزراعة‪ ..‬وغيرها‪ ،‬علاوة على‬         ‫المهددة بسبب تغيرات المناخ‪،‬‬
 ‫صغار ومتوسطي الحجم قيا ًسا‬          ‫وظهور أزمات بيئية واقتصادية‬
  ‫بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬         ‫وسياسية‪ ،‬نتيجة اضطرابات‬
  ‫فيها‪ .‬ويعد ذلك ترخيص معلن‬              ‫نقص الغذاء والماء الداخلية‪،‬‬
    ‫بمجانية تلويث البيئة‪ ،‬حسب‬        ‫وتزايد نسبة المهاجرين البيئيين‬
‫آليات الحد من الانبعاثات الغازية‬     ‫في الداخل والخارج‪ ،‬وخاصة في‬
                                       ‫البلدان الساحلية بدول شمال‬
        ‫بدول الاتحاد الأوروبي‪.‬‬     ‫وشرق أفريقيا وآسيا‪ .‬وذلك يؤكد‬
  ‫وستؤدي ضريبة الكربون‪ ،‬مع‬           ‫غياب العدالة البيئية‪ ،‬منذ مرحلة‬
‫قيود استخدام الوقود الأحفوري‪،‬‬        ‫الاستعمار التي كرست التفاوت‬
 ‫إلى تشجيع الطاقة النووية‪ ،‬ذات‬        ‫الحضاري‪ ،‬وعدم عودة الفائدة‬
                                   ‫إلى تنمية المستعمرات المستقلة‪ ،‬بل‬
    ‫الانبعاثات المنخفضة‪ ،‬وبذلك‬     ‫تجنيها خزانات الدول الغنية‪ ،‬التي‬
‫سيظل الفرق واض ًحا والاختلاف‬       ‫تتهرب اليوم من مسؤوليتها تجاه‬
‫قائ ًما بين الدول‪ ،‬من حيث الكمية‬     ‫الدول الفقيرة المهددة بالاختفاء‪.‬‬

    ‫الإجمالية لانبعاثات الكربون‬     ‫فجوة الطاقة وضريبة‬
‫ومتوسط نصيب الفرد منها‪ ،‬كلما‬               ‫الكربون‬

 ‫زاد الاعتماد على محطات الطاقة‬
  ‫النووية‪ .‬وعليه تزداد نسبة كل‬

    ‫من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا‬
‫وفرنسا في حصتها من الكربون‪،‬‬
   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244