Page 243 - merit 45
P. 243

‫‪241‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تاريخ‬

      ‫آخر فراعين الأسرة الثالثة‬             ‫تمثال الملك سنفرو‬          ‫الهيروغليفية‪ ،‬وصنعوا أورا ًقا من‬
‫(‪ 2680 -2780‬ق‪.‬م)‪ ،‬وكان لها‬                                              ‫نبات مائي طويل ُيسمى البردي‪.‬‬
 ‫الفضل في تدعيم عرشه‪ ،‬وتثبيت‬        ‫بكل جد على تشجيع التجارة مع‬          ‫والدولة القديمة هو الاسم الذي‬
 ‫ملكه؛ ما جعله يرد إليها الصنيع‬      ‫بلدان العالم المجاورة‪ ،‬والاعتناء‬
                                     ‫بالفنون والعلوم إلى الحد الذي‬           ‫ُيطلق على العصر الذي يبدأ‬
     ‫مبال ًغا في تكريمها وإسعادها‬    ‫مكن خلفاءه من تشييد الأهرام‬        ‫بالأسرة الثالثة‪ ،‬وينتهي بسقوط‬
           ‫وإغداق الهبات عليها‪.‬‬       ‫العظيمة‪ ،‬التي تشهد على تقدم‬      ‫الأسرة السادسة‪ ،‬وتعرف بعصر‬
                                     ‫مصر في علوم الهندسة وفنون‬         ‫بناة الأهرام‪ ،‬وكانت مدينة (منف)‬
   ‫وما إن مرت بضعة أشهر على‬           ‫البناء‪ ،‬فكانت شمس حضارية‬
    ‫احتفاله بعيده الثلاثيني حتى‬                                             ‫‪-‬ميت رهينة حاليًا‪ -‬عاصمة‬
   ‫وضعت زوجته مولو ًدا جمي ًل‬          ‫أطلت من سماء مصر لترسل‬               ‫البلاد في ذلك الوقت‪ ،‬وكانت‬
     ‫أسمته «خوفو»‪ ،‬نسبة للإله‬            ‫ضياءها لكل بقاع الأرض‪.‬‬              ‫هضبة الجيزة جبَّانة الدولة‬
‫«خنوم»‪ ،‬وفرح به الملك «سنفرو»‬
    ‫فر ًحا عظي ًما‪ ،‬وتعاون الاثنان‬          ‫سنفرو‬                                              ‫القديمة‪.‬‬
    ‫على تربيته حتى أصبح رج ًل‬                                             ‫خلف الملك «زوسر» على عرش‬
 ‫كامل البناء‪ ،‬قوي البنيان‪ ،‬مفتول‬          ‫أول ملوك الأسرة الرابعة‬          ‫الفراعنة من أسرته عدة ملوك‬
                                     ‫(‪ 2560 -2680‬ق‪.‬م)‪ ،‬كان له‬            ‫حكموا البلاد ما يقرب من المائة‬
                     ‫العضلات‪.‬‬
     ‫ذات صباح سرت شائعة في‬             ‫قصر عظيم بمدينة «ميدوم»‪،‬‬              ‫عام‪ ،‬واصلوا خلالها التقدم‬
‫مصر بأن الملك «سنفرو» قد ما ‏ت‪.‬‏‬    ‫بالقرب من الفيوم الحالية‪ ،‬حيث‬              ‫والرقي إلى أن أسلم الملك‬
‫وهمس الجميع‪ ،‬وتناقلوا الخبر في‬       ‫اتخذ منها مق ًّرا لعرشه‪ ،‬وأطلق‬
  ‫قري الجنوب والدلتا‏‪ .‬حز ًنا على‬   ‫عليها «نور سنفرو»‪ ،‬وقد تزوج‬            ‫«حوني»‪ ،‬آخر فراعنة الأسرة‬
‫الفرعون الذي حكم البلاد بالعدل‪،‬‬     ‫من أميرة جميلة تنتسب إلى الملك‬      ‫الثالثة الحكم إلى الملك «سنفرو»‪،‬‬
  ‫وأخضع رؤساء القبائل‪ ،‬وشيد‬                                            ‫الذي أسس الأسرة الرابعة‪ ،‬وأعاد‬
  ‫هرمين عظيمين يضارعان هرم‬            ‫العظيم «زوسر»‪ ،‬تدعى «حتب‬         ‫ذكرى «زوسر»‪ ،‬الفرعون العظيم‪،‬‬
   ‫الملك «زوسر» المدرج بسقارة‪،‬‬      ‫حرس»‪ ،‬فهي ابنة الملك «حوني»‪،‬‬
  ‫بإشراف المهندس العبقري «نفر‬                                               ‫فملأ مصر أمنًا وثرا ًء‪ ،‬فقدم‬
‫ماعت»‪ .‬الأول في دهشور‪ ،‬والذي‬                                            ‫الحماية إلى قوافل البر‪ ،‬وأساطيل‬
  ‫يعتبر أول هرم بالشكل الهرمي‬
    ‫يصل إلينا‪ ،‬والآخر في ميدوم‬                                            ‫البحار‪ ،‬فخطى بالبلاد خطوات‬
    ‫شمال مدخل الفيوم‪ ،‬وهو ما‬                                           ‫ثابتة ومتقنة صوب حياة الرفاهية‬
   ‫يطلق علية الهرم الكاذب لعدم‬
   ‫انتظام شكله‪ ،‬كما أرسل حملة‬                                                               ‫والتحضر‪.‬‬
     ‫عظيمة إلى بلاد النوبة‪ ،‬كانت‬                                             ‫ولسنا نعلم حقيقة الأحوال‬
   ‫حديث أهل البلاد‪ ،‬حيث عادت‬                                              ‫التي جعلت الأسرة الرابعة أهم‬
 ‫منتصرة‪ ،‬ومعها مائتا ألف رأس‬                                                 ‫الأسرات الحاكمة في تاريخ‬
   ‫من الأغنام‪ ،‬وأكثر من سبعين‬                                            ‫مصر‪ ،‬فقد تكون الثروة المعدنية‬
                                                                           ‫العظيمة‪ ،‬التي اس ُتخرجت من‬
               ‫ألف من الأسرى‪.‬‬                                             ‫أرض مصر في عهد آخر ملوك‬
    ‫وبدأ الاستعداد للجنازة؛ كي‬                                          ‫الأسرة الثالثة‪ ،‬وخاصة النحاس‪،‬‬
 ‫توضع مومياء الملك داخل الهرم‬                                             ‫الذي اس ُتخرج من شبه جزيرة‬
 ‫الشمالي في سرية تامة دون علم‬                                           ‫سيناء‪ ،‬فكان سببًا في تطور آلات‬
‫أحد على أن يتم إيهام الجميع بأن‬                                         ‫المصريين وصناعتهم‪ ،‬وقد تكون‬
                                                                         ‫ما أحرزه التجار المصريون من‬
                                                                         ‫تفوق في تجارة البحر المتوسط‪،‬‬
                                                                         ‫فلم يكت ِف «سنفرو» بالاستمتاع‬
                                                                          ‫بثراء بلاده ونهضتها؛ بل عمل‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248