Page 247 - merit 45
P. 247

‫تولى الحكم بعد وفاة والده سنفرو‪،‬‬                                                          ‫جوفاني بلزوني‬
  ‫تحت اسم خنوم خو إف واي‪ ،‬أي‬
                                                                               ‫سيستعملها في حياته الأخرى‪،‬‬
 ‫المعبود خنوم الذي يحميني‪ .‬وهو‬                                                   ‫ورغم سد الممرات بعد دفنه؛‬
 ‫من قرية منعت خوفو‪ ،‬أي مرضعة‬                                                      ‫إلا أن لصوص المقابر نهبوا‬
                                                                                     ‫محتويات المقبرة القيمة‪.‬‬
   ‫خوفو‪ ،‬واستهل حكمه باللقاء‬
‫بالمهندس حم أيونو‪ ،‬رئيس أعمال‬                                                ‫وكانت مدة العمل في الهرم الأكبر‬
                                                                             ‫ثلاثة أشهر في السنة‪ ،‬يتم تناوب‬
  ‫الملك؛ ليبني له قصًرا في الجيزة‪،‬‬                                            ‫العمل فيها‪ ،‬حيث كان البناء يتم‬
  ‫وهو المكان الذي اختاره ليكون‬
‫مقًرا لمقبرته‪ .‬وقد تقابل المهندس‬                                               ‫في أوقات الفيضان حينما تغمر‬
‫مع الملك ووضع أمامه كل الخرائط‬                                                 ‫المياه جميع الأراضي الزراعية‪،‬‬

      ‫المصورة على ورق البردي‪.‬‬                                                     ‫ولا يكون هناك عمل زراعي‬
                                                                              ‫لدى الفلاحين‪ .‬فكان المهندسون‬
      ‫خط الاستواء‪ .‬ومدخله مثل‬            ‫مكانها في منطقة البناء‪ .‬وكان‬        ‫والمشرفون يجمعونهم ويعطونهم‬
 ‫مدخل جميع الأهرام من الناحية‬           ‫العمال ُي َق َّسمون إلى ِف َرق‪ ،‬وكل‬     ‫أجورهم‪ ،‬التي كانت في الغالب‬
 ‫الشمالية على ارتفاع ‪ 15‬مت ًرا من‬       ‫فرقة تحمل اس ًما‪ ،‬والكاتب هو‬
                                     ‫من يعين الأسماء ويحصر عملها‪،‬‬               ‫حبو ًبا أو حيوانات‪ ،‬ويوفرون‬
    ‫مستوى سطح الأرض‪ ،‬وكان‬              ‫ويكتب التاريخ على الكومة التي‬              ‫لهم المسكن والمأكل‪ .‬وكانوا‬
  ‫وقت بنائه ‪ 17‬مت ًرا‪ ،‬وتتصل به‬      ‫أتمت العمل فيها‪ ،‬ويق ِّدر أجورها‪،‬‬
‫زلاقة تنحدر تدريجيًّا حتى يتصل‬       ‫ولا زالت أسماء بعض هذه الفرق‬             ‫يقطعون أحجار البناء من منطقة‬
  ‫بغرفة تسمى غرفة الملكة‪ ،‬وتقع‬          ‫مسجلة على أحجار متفرقة من‬            ‫الهرم نفسها‪ .‬أما أحجار الكسوة‬
  ‫تقريبًا على محور البناء‪ ،‬ويفتح‬
 ‫على الجهة الشمالية ناحية النجم‬                        ‫جوانب الهرم‪.‬‬             ‫الجيرية التي ُغطى بها الهرم؛‬
 ‫القطبي حيث تقطن روح الملك في‬        ‫ويبلغ الحجم الكلي للهرم نحو ‪89‬‬          ‫فكانت ُتجلب من الناحية الشرقية‬
   ‫العالم الآخر‪ .‬ويفضي منه ممر‬
‫يؤدي لحجرة الدفن على عمق ‪18‬‬            ‫مليون قدم مكعب‪ ،‬ووزنه الكلي‬                 ‫من النيل عند مدينة «طره»‬
   ‫مت ًرا‪ ،‬وهذا الممر الهابط يتقاطع‬  ‫حوالي ‪ 6‬ملايين و‪ 840‬ألف طن‪،‬‬              ‫الحالية‪ ،‬ثم ينقلونها بالمراكب إلى‬
 ‫مع ممر صاعد يؤدي إلى حجرة‬            ‫وتكفي أحجاره لبناء سور عظيم‬             ‫الناحية الغربية‪ ،‬ويحملونها على‬
                                                                             ‫زحافات بعد أن ُيمهدوا لها طري ًقا‬
     ‫كان ُيعتقد أنها للملكة‪ ،‬ولكن‬       ‫حول فرنسا بارتفاع يزيد على‬             ‫مرتف ًعا من الرمال يوصلهم إلى‬
‫ُيقال إنها تضم تمثا ًل للملك يمثل‬    ‫ثلاثة أمتار وعرض ‪ 30‬سم‪ ،‬ولو‬
                                     ‫قطعت أحجاره إلى مكعبات بطول‬
   ‫روحه (كا)‪ ،‬وهذا الممر العلوي‬
 ‫يمر من خلال رواق ضخم طوله‬             ‫وعرض ‪30‬سم‪ ،‬وتم رصها في‬
  ‫‪ 47‬مت ًرا‪ ،‬وارتفاعه ثمانية أمتار‬      ‫شكل صف واحد فسوف يمتد‬

   ‫ونصف‪ ،‬ويوجد به حجر كبير‬                ‫طول هذا الصف إلى مساحة‬
  ‫لسد الممرات بعد دفن الملك‪ ،‬وفي‬       ‫تبلغ ثلثي محيط الكرة الأرضية‬

                                         ‫في أعرض مكان فيها‪ ،‬أي عند‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252