Page 250 - merit 45
P. 250
أبو الهول
الإغريقي
العـدد 45 248
سبتمبر ٢٠٢2
على شكل كبش ،وهو تابع للإله حقولهم ،ولهذا كان واجبًا عليهم والهرم الأوسط بناه الملك
“آمون” ،وهو تمثال غامض قيل أن يعملوا في هذه الأشهر في بناء “خفرع” ،وسماه باسم “أور”،
إن الغرض منه حماية قبور الملوك الهرم ،ثم في أكتوبر عندما يحين أي العظيم ،وبناه على جزء مرتفع
“خوفو” و”خفرع” و”منكاورع” من الهضبة ،لذلك يظن كل من
وقت زراعة المحاصيل ،يعود
من الأعداء واللصوص. المزارعون إلى منازلهم ،وفي يونيو يشاهده من بعيد أنه أعلى من
و ُنحت أبو الهول من الصخر الهرم الأكبر ،بالرغم من أنه أقل
عندما يأتي الفيضان يعودون
الصلد البازلتي ،وقد أزيلت للعمل في الهرم مرة أخرى. من حيث الضخامة والارتفاع،
الرمال عن جسد أبي الهول في إذ يبلغ ارتفاعه الحالي 136
عام 1905ليكشف عن جمال وبعض العمال الذين قاموا ببناء
هذا التمثال ،ولقد تأذى وجه أبي الأهرامات لم يكونوا مزارعين؛ مت ًرا ،وكان عند بنائه 143مت ًرا.
الهول كثي ًرا من عوامل التعرية، بل كانوا مهرة مميزين ،فكانوا ويقع مدخله في الجهة الشمالية،
يقيمون ويعملون في الهرم طوال ومنه يبدأ دهليز هابط يبلغ 32
ومن العوامل البشرية إلا أن مت ًرا يسير بعدها في خط أفقي،
هنالك بع ًضا من بقايا الطلاء العام. ينتهي بغرفة ارتفاعها 7م تقريبًا،
الأصلي يمكن مشاهدتها جوار وطولها 14مت ًرا ،وعرضها حوالي
إحدى الأذنين وقد كان أبو الهول أبو الهول 4أمتار ،كان بها تابوت من حجر
الجرانيتُ ،دفن فيه الملك ،وعلى
جميل الألوان. يعني أبو الهول باللغة العربية هذا فإن داخله بسيط إذا ما قورن
الشيء العظيم أو الكبير المهول، بالهرم الأكبر .ولقد افتتح العالم
وهو مخلوق خرافي لكائن نصفه الإيطالي جوفاني بلزوني (-1778
)1823هذا الهرم في شهر مارس
العلوي لأنثى ،والباقي جسد
الأسد ،وأجنحة طائر قيل إنه ،1818ووجده ممتلئًا بالأتربة
«الجريفن» ،وكان هذا الكائن والردم .وكان لهذا الهرم فيما
يخنق ضحاياه ،ومن هنا جاءت مضى مدخل آخر أسفل واجهته
التسمية .ومعظم العالم الغربي البحرية ،يؤدى إلى غرفة نحتت في
يرمز لأبي الهول المصري «Great الصخر ُقصد بها أن تكون غرفة
،”Sphinxلأنه الأقدم والأكبر الدفن في الأصل ،ولكنهم عندما
والأكثر شهرة من أبي الهول ع َّدلوا في رسم هذا الهرم الأصلي
الإغريقي ،ولقد أعيد اكتشاف أبي وو َّسعوه وكبَّروه ،أعرضوا عن
الهول عند مرور نابليون بمصر استعمال هذا المدخل ،وبنوا الغرفة
عام ،1798ويوجد الكثير من الأخرى .أما كسوة هذا الهرم فلا
تماثيل أبي الهول حول العالم، تزال باقية في الجزء الأعلى منه
قرب القمة ،وكانت من الحجر
وغالبيتها في مصر. الجيري من أعلى ،ومن الجرانيت
وأبو الهول يمثل رأس ملك
مبتسم يرتدي غطاءه المزين في الأسفل.
للرأس ،ويعتبره البعض ابن وكان المزارعون في مصر القديمة
إله الشمس “رع” ،وبذلك يمثل يعيشون ويزرعون على طول نهر
القوة والحكمة ،وكان رم ًزا
لوجود مصر القوي لقرون النيل ،الذي يفيض كل عام من
مضت ،إلا أن هناك نو ًعا آخر يونيو حتى سبتمبر ،وأثناء أشهر
من أبي الهول المصري ،ويكون
الطوفان الأربعة لا يعملون في