Page 248 - merit 45
P. 248
العـدد 45 246
سبتمبر ٢٠٢2
الخنادق تسوى بعد تبخر الماء أو للتهوية ،وربما لسبب عقائدي، الجدار الغربي حيت يتلاقى البهو
صرفها .ولا يزال يوجد جزء باق وهو إيجاد طريق للروح. الكبير بالممر العلوي فتحة نفق
من نظام الخنادق المستخدم في وملحقات الهرم الأكبر اندثرت، يؤدي لأسفل؛ ليصل تحت قاعدة
تسوية الأرض بالقرب من الهرم ولم يبق من بناء المعبد الجنائزي الهرم الصخرية ،حيث حجرة دفن
سوى تلك الأرضية المقطوعة من الملك ،وكذلك للتهوية للعمال الذين
الثاني ،الذي بناه الملك «خفرع» حجر البازلت .وهى من الناحية
شمال الجيزة. كانوا ينحتون في الحجرة الملكية.
الشرقية من الهرم .أما الأهرام وفي النهاية العلوية للرواق الكبير
ولاختيار مكان بناء الهرم على الثلاثة الصغيرة المجاورة فتخص
الضفة الغربية للنيل مغزاه، يوجد ممر يتجه للجنوب داخل
حيث تغرب الشمس ،وحيث زوجات الملك «خوفو». غرفة الملك ،حيث حجرة مربعة
يمكن لروح الملك أن تصاحب وقبل بناء الهرم ،كان يت ُّم أو ًل، بسيطة مبطنة بالجرانيت الأحمر،
اختيار الموقع المناسب ،على حافة وبه مخلفات عبارة عن تابوت
إله الشمس «رع» في رحلته في هضبة الصحراء ،والتي كانت الملك «خوفو» الجرانيتي ،الذي
العالم الآخر ،ولم يكن مكان الهرم ترتفع فوق مستوى الفيضان كان ُيدفن به قرب الجدار الغربي
السنوي .وكان السطح الصخري للهرم ،وقرب وسط الجدارين
بعي ًدا عن المقر الملكي؛ فيسهل المختار لبناء الهرم ُيفحص جي ًدا الجنوبي والشمالي توجد فتحات
الوصول إليه عن طريق مركب في للتأكد أنه يخلو من أية شقوق بارتفاع متر واحد؛ لتمر لأعلى
خطيرة يمكن أن تشكل أسا ًسا داخل الهرم ،وتفتح على خارجه،
النيل ،وبذلك كان يتسنى للملك ولا يعرف الغرض منها ،ومثل
وحاشيته زيارة الموقع ،كما كان غير مستقر أسفل ثقل البناء
الموقع المتميز يسمح بتسهيل نقل الهائل. هذه الفتحات موجودة بغرفة
الملكة ،وتصل ممراتها بطول 65
أحجار البناء والمواد الأخرى، وكان الأساس الصخري يسوى
ونقل الأثاث الجنائزي الملكي. جي ًدا باستخدام طرق مأخوذة مت ًرا لكنها مسدودة.
وتتخذ قاعدة الهرم الشكل المربع من خبرة المصريين في تسوية وعلى أحجار الغرفة الأخيرة ُوجد
بقدر الإمكان؛ فيواجه كل جانب الأرض الزراعية قبل الري .فقد
أحد الجهات الأصلية الأربعة اسم الملك «خوفو»
مباشرة ،ويتم تحديد الشرق كان ُيبنى حول المساحة المختارة مكتو ًبا بالمداد،
بواسطة الملاحظة الفلكية لمكان لبناء الهرم حافة قصيرة من كما يوجد
شروق وغروب الشمس في يومي منفذان للهواء
الاعتدالين من كل عام ،فكان الطمي ،ثم تغمر المساحة بالماء، يخرجان من
المحور الشرقي الغربي يرسم أو ًل وتق َّسم إلى شبكة من القنوات باطن الهرم
ثم الشمالي الجنوبي؛ باستخدام الصغيرة يكون فيها قمة كل إلى سطحه
مثلث ،وبملاحظة نجم قطبي. الخارجي،
وبني الهرم باستخدام قطع من خندق على نفس الارتفاع ربما
الحجر مجلوبة من الجانب الغربي فوق سطح الماء .وكانت
بالقرب من الهضبة ،وكانت أحد تماثيل أبي
الأحجار تجر على منحدرات الهول المصري
من قطع الحجر والطمي ،وذلك
على زحافات بمساعدة الثيران، على طريق
وكان البناء عادة ما يبدأ بمد الكباش
أول مدماك من الأحجار أفقيًّا،
والتأكد من أنه متساوي ،ثم
يعلو الطريق المنحدر المستخدم