Page 244 - merit 45
P. 244

‫العـدد ‪45‬‬                            ‫‪242‬‬

                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

    ‫إن الأحجار الموجودة في هذه‬    ‫يتعجب‪ :‬كيف أن المهندس المسئول‬             ‫الملك سوف يدفن داخل الهرم‬
‫الهضبة سوف تبني هر ًما ضخ ًما‬         ‫عن بناء هرم أبيه قد أخطأ في‬        ‫المنحني‏‪ .‬وبعد أن ذرفت الدموع‪،‬‬

   ‫لن تشهد «كمت»‪ ،‬أي مصر‪ ،‬له‬      ‫الزاوية وهو يبني الهر ‏م‪ ،‬وانحني‬            ‫وانتهي الحزن‪ ،‬بدأت البلاد‬
   ‫مثي ًل‪ ،‬لأن أحجار الجيزة جزء‬    ‫الهرم‪ ،‬وأصبح يحمل اسم الهرم‬              ‫تستعد لاستقبال الملك الجديد‬
‫من أحجار هضبة ضخمة ‏(هضبة‬                                                ‫ابن «سنفرو‏»‪ .‬وبدأ الملك الصغير‬
                                        ‫المنحني بدهشور‪ .‬لكنه تابع‬         ‫يستعد لتولي مقاليد الحكم‪ ،‬وقد‬
       ‫المقطم‏)‪ ،‬والمستوى العلوي‬  ‫الخطوات التي قام بها المهندسون‪،‬‬        ‫استقر في القصر الملكي بدهشور‬
   ‫للهضبة يوجد به حجر جيري‬         ‫وهم يبنون الهرم الشمالي‪ ،‬أعظم‬          ‫مع والدته «حتب حرس»‪ ،‬حتى‬
   ‫صلد قوي سوف يجعل الهرم‬                                                   ‫يمكن الانتهاء من تحنيط جثة‬
                                   ‫المباني المصرية المعمارية في ذلك‬      ‫الملك الراحل‏‪ .‬وتم التحنيط داخل‬
                ‫أعجوبة الزمان‏‪.‬‬        ‫الوقت‪ .‬وقد اهتم الأمير بأن‬           ‫المكان المجاور للهرم المعروف‬
       ‫واستطرد قائ ًل‪ :‬إن أهم ما‬      ‫يذهب يوميًّا من القصر مشيًا‬       ‫باسم «وعبت»‪ ،‬أي المكان الطاهر‪،‬‬
    ‫يشغلني في الأشهر المقبلة هو‬                                          ‫واستغرق التحنيط‏أربعين‏ يو ًما‪،‬‬
‫كيفية بناء حجرة دفني داخل هذا‬      ‫على الأقدام وبجواه صديقه «حم‬           ‫ثم بدأت عملية التجهيز الأخيرة‬
 ‫الهرم‪ ،‬وأي ًضا الموعد الذي سوف‬    ‫أيونو»‪ ،‬ابن عمه والمهتم بالعمارة‬        ‫للدفن‪ ،‬والتي استغرقت ثلاثين‬
  ‫ننتقل فيه كي نعيش في قصري‬                                                ‫يو ًما‏‪.‬‏ ثم نقل جثمانه على أنغام‬
 ‫الجديد‪ ،‬ومع زوجتي «مريت إيت‬                   ‫والبناء منذ الصغر‏‪.‬‬      ‫الأبواق‪ ،‬وترانيم الكهنة إلى مثواه‬
 ‫إس»‪ ،‬وأمي الملكة «حتب حرس»‪.‬‬      ‫ذات يوم قال الملك خوفو لصديقه‬
‫وقد قررت أمي أن تدفن بجواري‏‪.‬‬                                                                   ‫الأخير‪.‬‬
    ‫وانتهي بناء قصر الملك أسفل‬        ‫إنني أتمني أن تكون ساعدي‬
 ‫الهضبة‪ ،‬وانتقل الملك مع زوجته‬    ‫الأيمن ورئي ًسا لكل الأعمال الملكية‬            ‫خوفو‬

        ‫وأمه؛ كي يعيشوا بقصر‬          ‫عندما أقوم ببناء هرمي‏‏‪ .‬فأنا‬        ‫هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة‪،‬‬
                        ‫الجيز‏ة‪.‬‬    ‫أفكر من الآن في أمرين غاية في‬             ‫تولى الحكم بعد وفاة والده‬
                                   ‫الأهمية‪ :‬الأول المكان الذي سوف‬
               ‫وفي إحدى الليالي‬   ‫أبني عليه هرمي‏‪ ،‬لأنني أبحث عن‬         ‫«سنفرو»‪ ،‬تحت اسم «خنوم خو‬
               ‫المقمرة‪ ،‬و»خوفو»‬   ‫نوع جيد من الحجر يجعل هرمي‬            ‫إف واي»‪ ،‬أي «المعبود خنوم الذي‬
                                    ‫أعظم وأكبر الأهرامات المصرية‪،‬‬
                      ‫جالس في‬       ‫وأهم من هرم والدي «سنفرو»‪،‬‬            ‫يحميني»‪ .‬وهو من قرية «منعت‬
                         ‫القصر‬     ‫ملك مصر العليا والسفل‏ي‪ ،‬والأمر‬          ‫خوفو»‪ ،‬أي «مرضعة خوفو»‪،‬‬

                 ‫هرم خوفو الأكبر‬       ‫الثاني يا صديقي أن نشاهد‬           ‫وهي بلدة «بني حسن» الحالية‪،‬‬
                                  ‫طريقة بناء الأجزاء الداخلية للهرم‬       ‫واستهل حكمه باللقاء بالمهندس‬
                                                                          ‫«حم أيونو»‪ ،‬رئيس أعمال الملك؛‬
                                    ‫الشمالي؛ كي نستطيع أن نخرج‬            ‫ليبني له قص ًرا في الجيزة‪ ،‬وهو‬
                                           ‫من هذه التجربة بفائدة‪.‬‬          ‫المكان الذي اختاره ليكون مق ًرا‬
                                                                           ‫لمقبرته‪ .‬وقد تقابل المهندس مع‬
                                         ‫وبدأ يشرح سبب اختياره‬            ‫الملك ووضع أمامه كل الخرائط‬
                                            ‫لهضبة الجيزة؛ لتكون‬
                                                ‫مق ًّرا لهرمه‪ ،‬قائ ًل‪:‬‬        ‫المصورة على ورق البردي‪.‬‬
                                                                             ‫عاش الأمير «خوفو» طفولته‬
                                                                         ‫بجوار أبيه الملك «سنفرو»‪ ،‬وأمه‬
                                                                        ‫الملكة «حتب حرس»‪ ،‬داخل القصر‬
                                                                          ‫الملكي بدهشور‪ ،‬وكان «خوفو»‬
   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249