Page 249 - merit 45
P. 249

‫‪247‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تاريخ‬

     ‫ولا يوجد اتفاق حول تاريخ‬         ‫الدينية؛ قبل أن ُينقل جثمانه إلى‬       ‫في جر الأحجار تدريجيًّا حول‬
 ‫حكمه‪ ،‬ولكن ُيرجح أنه حكم بين‬                       ‫مدفنه في الهرم‪.‬‬          ‫البناء لرص الصف الثاني من‬
                                                                            ‫الأحجار‪ ،‬وهكذا‪ .‬وكانت قوالب‬
    ‫عامي (‪ 2532 -2558‬ق‪.‬م)‬             ‫وخصصت حفر في الأرض لكي‬              ‫الحجر ُتصف الواحد فوق الآخر‪،‬‬
      ‫وحكم مصر ستًّا وخمسين‬         ‫تضم المراكب‪ ،‬التي كانت تستخدم‬             ‫وتملأ الفراغات بينها بالملاط‬
                                                                         ‫وبشرائح الحجر لتسوية السطح‪،‬‬
    ‫سنة‪ ،‬وبنى ثاني أكبر هرم في‬         ‫في نقل الجثمان الملكي والأثاث‬          ‫وعلى قمة الهرم وضع هريم‬
 ‫الجيزة‪ ،‬بالإضافة إلى أبي الهول‪.‬‬       ‫الجنائزي؛ بعد أن تفك وترص‬           ‫منحوت من نفس الحجر‪ ،‬أو من‬
                                    ‫بداخل الحفر؛ كي يستخدمها الملك‬       ‫حجر أقوى‪ ،‬وبعد تمام بناء الهرم‬
      ‫ومعلوماتنا عن خفرع قليلة‬      ‫بالحياة الأخرى‪ ،‬ولتجواله في عالم‬
 ‫مستقاة من آثاره نفسها‪ ،‬فتمثاله‬       ‫الموتى‪ ،‬أو مصاحبًا لإله الشمس‬             ‫يتم إزالة المنحدرات حوله‪.‬‬
                                       ‫«رع»‪ .‬وكان الملك المتوفى يدفن‬      ‫وقد شيد المصري القديم الأهرام‬
     ‫المصنوع من حجر الديوريت‬        ‫بالهرم‪ ،‬أي المقبرة الملكية؛ في غرفة‬
       ‫المحفوظ بالمتحف المصري‬        ‫الدفن‪ ،‬وكان الهرم يشيد كمقبرة‬           ‫داخل مجموعة جنائزية تضم‬
                                        ‫ملكية أو كأثر‪ ،‬ولم يكن له أي‬     ‫عدة منشآت‪ ،‬وكان الجدار المحيط‬
 ‫بالقاهرة يصوره إنسا ًنا مزده ًرا‪،‬‬                                       ‫يشيد من الطوب اللبن‪ ،‬ويحتضن‬
  ‫صري ًحا‪ ،‬جريئًا‪ ،‬ثاقب النظرات‪،‬‬                      ‫استخدام آخر‪.‬‬
‫أشم الأنف‪ ،‬قوي البنية‪ ،‬في تحفظ‬                                               ‫المجموعة بكاملها‪ ،‬و ُيعد معبد‬
   ‫وهدوء‪ ،‬ويتضح من تمثاله أن‬                  ‫خفرع‬                       ‫الوادي المدخل الرئيس للمجموعة‪،‬‬
‫الطبيعة قد عرفت منذ زمن طويل‬                                              ‫وساحة استقبال للملك الحي عند‬
‫كيف تصوغ الرجال‪ ،‬وأن الفن قد‬         ‫رابع فراعنة الأسرة الرابعة «خع‬
                                         ‫إف رع»‪ ،‬ابن الملك «خوفو»‪،‬‬          ‫حضوره لتفقد الأعمال‪ ،‬وكانت‬
           ‫عرف كيف يصورهم‪.‬‬                                               ‫تؤدى به الطقوس الجنائزية للملك‬
                                        ‫اسمه يعني «التجلي مثل رع»‪.‬‬
      ‫الهرم الأوسط‬                   ‫تزوج من الأميرة «مراس عنخ»‪،‬‬             ‫المتوفى؛ وربما التحنيط أي ًضا‪،‬‬
                                                                          ‫ويصل الطريق الصاعد بين معبد‬
      ‫تؤكد الشواهد التاريخية أن‬                                          ‫الوادي والمعبد الجنائزي‪ ،‬وسقف‬
   ‫المصري القديم قد بنى الأهرام‬                                          ‫هذا الطريق ُيغطى بسقف به فتحة‬
‫لأجل البقاء والخلود‪ ،‬فقد وضعت‬                                            ‫مستطيلة في وسطه تسمح بدخول‬
   ‫الحجارة في صبر وجلد‪ ،‬كأنما‬
 ‫هي قد علت من تلقاء نفسها على‬                                                ‫القليل من الضوء حتى يتمكن‬
‫جانب الطريق‪ ،‬ولم تقطع وتنقل‬                                                  ‫الكهنة من السير بين المعبدين‬
 ‫من محاجر تبعد عن مكانها‬                                                    ‫بعي ًدا عن أنظار الناس‪ ،‬وتؤدى‬

       ‫إلى مئات الأميال‪.‬‬                                                         ‫الشعائر الدينية الختامية‬
                                                                                    ‫للملك المتوفى في المعبد‬
                                                                                     ‫الجنائزي والمقاصير‬

                                    ‫هرم خفرع‬
   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254