Page 238 - merit 45
P. 238

‫مخاطر الاحتباس الحراري‬                                      ‫العـدد ‪45‬‬                          ‫‪236‬‬

‫حدد سيناريو درجة التأثر بتغير‬                                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬    ‫الولايات المتحدة لاتفاقية كيوتو‬
 ‫المناخ‪ ،‬دلتا نهر النيل في الترتيب‬                                                       ‫باليابان (‪ ،)1997‬وفشل مؤتمر‬
                                      ‫السياسيين البارزين‪ ،‬من القوة‬                        ‫كوبنهاجن بالدنمارك (‪،)2009‬‬
     ‫بعد مثيلتها بكل من دولتي‬         ‫الناعمة‪ ،‬التخويف من استخدام‬
   ‫بنجلادش وفيتنام‪ .‬ولم يلتفت‬        ‫الوقود الأحفوري لفتح الأسواق‬                           ‫وحتى اتفاقية باريس بفرنسا‬
‫لاحتباس رواسب الطمي بامتداد‬                                                             ‫(‪ ،2015‬الدورة ‪ 21‬لتغير المناخ)‪،‬‬
  ‫بحيرة السد العالي ودورها في‬           ‫وزيادة الطلب على تكنولوجيا‬                       ‫والاتفاق على تدبير (‪ )100‬مليار‬
   ‫تغير العلاقة بين البحر والبر‬     ‫المحطات النووية‪ ،‬في مقابل ضعف‬
 ‫بمنطقة المصب‪ .‬ويركز مع غرق‬          ‫التمويل والاستثمارات في أبحاث‬                          ‫دولار أمريكي سنو ًّيا للبلدان‬
‫الدلتا على فشل نظام الري الحالي‬     ‫الطاقة المتجددة وتطبيقاتها الهامة‬                       ‫الأقل نم ًوا‪ ،‬ولكن جاءت نفس‬
    ‫وفرص الاستفادة منه‪ ،‬وفقد‬                                                                ‫الدول إلى مؤتمر الأطراف في‬
    ‫السكان المتضررين لمواردهم‬          ‫والمؤثرة في تخفيف أزمة تغير‬                           ‫غلاسكو بإسكتلندا (‪،2021‬‬
   ‫المعيشية‪ ،‬والنزوح الإجباري‪،‬‬          ‫المناخ العالمي وتعطيل التنمية‬
   ‫مبتعدين عن الدلتا إلى مناطق‬         ‫البشرية‪ .‬دع عنك تزايد سكان‬                             ‫الدورة ‪ )26‬غير قادرة على‬
                                         ‫العالم بصورة مخيفة‪ ،‬بواقع‬                         ‫الوفاء بسابق وعدها الكرتوني‬
     ‫تشكو من الكثافة السكانية‬       ‫يقترب من حاجز الثمانية مليارات‬                         ‫تجاه الدول المتضررة‪ .‬ونتطلع‬
     ‫المرتفعة‪ ،‬وتخلو من فرصة‬
   ‫العمل الجديدة لتفشي البطالة‬               ‫نسمة في عام (‪.)2021‬‬                                 ‫إلى قمة المناخ القادمة في‬
 ‫والخلل الهيكلي فيها‪ ،‬مما يساعد‬                                                              ‫شرم الشيخ بمصر (نوفمبر‬
                                     ‫الدلتا واختلال العلاقة‬                               ‫‪ )2022‬لعلها تحدث حلحلة في‬
                                        ‫بين البحر والبر‬                                     ‫السياسات الدولية تجاه تغير‬
                                                                                         ‫المناخ‪ ،‬واستعادة أفريقيا (القارة‬
                                                                                             ‫الخضراء) لحقوقها المناخية‪،‬‬
                                                                                          ‫وحصولها على التمويل المناسب‬
                                                                                        ‫والفعلي للمشروعات ذات العلاقة‪.‬‬
                                                                                          ‫وهناك تخوف من تأثير الحرب‬
                                                                                              ‫الأوكرانية الدائرة في شرق‬
                                                                                        ‫أوروبا‪ ،‬والتغير في اقتصاد الطاقة‬
                                                                                           ‫الدولي‪ ،‬على ترحيل زمن التزام‬
                                                                                        ‫الدول بالحياد الكربوني‪ ،‬وخاصة‬

                                                                                              ‫الصين بعودتها لاستخدام‬
                                                                                           ‫طاقة الفحم للوفاء باحتياجات‬
                                                                                          ‫العالم من الصناعات الأساسية‪.‬‬
                                                                                          ‫وأثر ذلك على برامج السياسات‬
                                                                                        ‫والخطط الدولية لمواجهة التغيرات‬

                                                                                                               ‫المناخية‪.‬‬
                                                                                            ‫ولا شك في اختلاف المصالح‬
                                                                                         ‫بين دول الشمال ودول الجنوب‪،‬‬
                                                                                             ‫واعتياد الأحزاب التي جعلت‬
                                                                                        ‫البيئة ساحتها ومنبرها السياسي‬
                                                                                           ‫على التضخم من مصلحتها في‬
                                                                                          ‫مقابل تهوين حقوق خصومهم‬
                                                                                         ‫لخدمة أغراضهم‪ .‬بل تبنى بعض‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243