Page 233 - merit 45
P. 233

‫‪231‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حوار‬

                    ‫دعوتهم ككل‪ ،‬وتذكر كيف أن نقد‬
                      ‫البخاري قبل ثورة يناير ‪2011‬‬
                      ‫كان يساوي الكفر‪ ،‬والمثقفين لا‬
                        ‫يملكون الجرأة على رد حديث‬

                    ‫واحد صحيح‪ ،‬الآن صار هذا أم ًرا‬
                     ‫طبيعيًّا معتا ًدا حتى ألفه الشيوخ‬
                     ‫ولم تعد ثائرتهم كما في الماضي‪،‬‬
                     ‫وتذكر أن الدين قبل ‪ 10‬سنوات‬
                     ‫كان كله شعائر وطقوس وأقرب‬
                   ‫الأقارب كان يحاسبك على الصلاه‬
                    ‫والصيام‪ ،‬الآن صارت للمعاملات‬
                     ‫والأخلاق دور كبير في تصنيف‬

                                            ‫الناس‪.‬‬
                    ‫تفسيري لما حدث هو أن الصدمة‬

                      ‫الدينية التي تلقاها رجال الدين‬
                       ‫من شجاعة المثقفين والناقدين‬
                    ‫لمقدساتهم دفعتهم لرسم الحدود‬
                   ‫والأولويات للشعور بالأمان‪ ،‬يعني‬
                   ‫انتقلوا من الهجوم إلى الدفاع‪ ،‬وكل‬
                    ‫ما يحدث حاليًا من قضايا ازدراء‬
                   ‫أديان وتعصب وتكفير هو رد فعل‬
                   ‫وقائي ضد الهجمة عليهم والخطر‬
                        ‫الذي يتهددهم‪ ،‬حتى أستطيع‬
                   ‫التنبؤ أنه خلال ‪ 10‬سنوات أخرى‬
                        ‫سيتقدم تيار من رجال الدين‬
                    ‫للعمل التنويري الجاد‪ ،‬ويشرعون‬

                          ‫في بدء مراجعات جوهرية‪،‬‬
                   ‫فالإنسان حين يعجز عن تدمير أو‬

                     ‫احتواء خصومه يبدأ في تقليدهم‬
                    ‫ومحاكاتهم ليقف على سر قوتهم‪،‬‬
                   ‫وهذه الفئة من رجال الدين تحاول‬

                      ‫دراسة أسرار قوة تيار التنوير‬
                        ‫حاليًا ومراقبة عناصره وفهم‬
                     ‫أهدافه العليا‪ ،‬علاوة أن البعض‬
                      ‫من رجال الدين سيدخل مجال‬
                   ‫التنوير بقصد (التربح) واستغلال‬
                      ‫الموجة المعادية للخلافة وتطبيق‬
                     ‫الشريعة التي صارت شبهة لكل‬

                                        ‫من يرفعها‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238