Page 39 - merit 45
P. 39

‫‪37‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                      ‫واسمي‪ ..‬واس َم صاحبتي‬                    ‫المبحث الأول‪:‬‬
                    ‫التي قالت منذ عامين أُح ُب َك‬     ‫أنماط التعلق ووظيفتها النفسية‬

                               ‫ثم تزوج ْت الآن‬                   ‫على افتراض أن التعلق لا يحدث فقط بسبب‬
                          ‫فربما أعادوني لأمي»‬
    ‫مع ملاحظة أن (التعلق القلق) في عدد كبير من‬        ‫سلوكيات غريزية‪ ،‬إنما يؤدي وظيفته في المحافظة‬
‫القصائد له وظيفته كإشارة إنذار بالتهديد الغريزي‬
  ‫الذي يجتاح قدرات (أنا) الشاعر الدفاعية(‪ ،)1‬فمن‬      ‫على (ذات) الشاعر‪ ،‬وحمايتها‪ ،‬فالتعلق يرتبط‬
  ‫أهم دوافع الحنين عدم قدرة الشاعر على التلاؤم‬
‫مع الواقع الحياتي‪ ،‬بالتالي يلجأ إلى مطاردة الماضي‬     ‫بالخصائص الشخصية للشاعر خاصة المزاجية‪،‬‬
     ‫واجترار الذكريات‪ ،‬ربما لذلك نجد أن (التعلق‬       ‫ففي قصيدة‪َ :‬ف َز َم ٍن آ َخر‪ ،‬تجلى معنى (التعلق)‬
  ‫القلق) يتم كنتيجة حتمية لوجود (مثير)‪ ،‬لذا نرى‬       ‫كرابطة عاطفية‪ ،‬تتضمن (الرغبة) في القرب‪ ،‬في‬
   ‫تكرار (الاستجابة) في ختام قصيدة‪ :‬الحنين يا‬
            ‫زاهية‪ ..‬الحنين حين يقول في البداية‪:‬‬                                            ‫قوله‪:‬‬
                                                      ‫أاَُِِِ«َدلََوَّعلَّنحففَََّركِذَونمَّتالٍةَُِممِنيَىيحنّْقدَمَأَِّولََُّذَترَاُعكيَْ ِلنااْدشِدِِماجلحَِركناكُيََِدراوِللكاٍُلنةُيَِّدفََلجيف»أَََّْررَجَبجتااْاانُلِجِامِأَِوسْتُننلَْ‪،‬رعُرلِتاَِبةتَبِِلك‪،‬اِقِعف ََّيهسياو ِارِلنكلَيبا ََعح ِِدةِيصق‪ِ ،‬ةوا ِلم ََعحا ََّّمط ِِةة‪،‬ال ِق َطا ِر‪،‬‬
                               ‫«كبر ُت بما يكفي‬       ‫مع المعاناة النفسية من الفشل في اشباع (الحاجة‬
                    ‫لأعر َف الحني َن‪ ..‬يا «زاهية»‬     ‫َكثي ًرا‪:‬‬  ‫ل ِك‬  ‫َسأ ْح ِكي‬
 ‫فرواسب الماضي وذكرياته قادرة على (عزل) ذات‬                                        ‫قصيدة‪:‬‬     ‫في‬  ‫الأمن)‬  ‫النفسية إلى‬
 ‫الشاعر عن الحاضر ودفعه إلى تجسيد الماضي من‬                                                                ‫« َسأح ِكي‬
‫خلال الصور‪ ،‬والأخيلة الدالة على الحنين المصاحب‬        ‫ل َوعأأ َّننعاامللدأَّث َة ْوشارلَ ِجةكااهَرلرتلبااي ِءَت لُكساب ِرُر ُتَق ِ ْتفص ِّداملقن َّصِغمنيحادرَاءا ِِاءن‪،‬لا ُّلط َّتيوح ِرر؛ي ِر؛‬
 ‫للألم‪ ،‬كأن الانشغال بالحنين تم التعبير عنه كأمر‬                                        ‫ولأ َّن َر ُج ًل َمهزو ًما‬
      ‫ميلودرامي وهمي لصرف انتباه (الذات) عن‬                            ‫أأي َخق َذ َن َيأ َّنحكالأيب َدهاَّيرَة ًباش ِفي ٌءأ ُحمادسيت ِحثيا ٌلل‪َّ،‬ثور ِة‪،‬‬
                     ‫(القلق)‪ ،‬لذا يقول في الختام‪:‬‬                      ‫رواول ِ َّحسهلفيي َن‪،‬‬  ‫الإخوا َن‬   ‫َيكر ُه‬  ‫ولماذا‬
                                                                                              ‫ا ْنطفأ ِف‬  ‫َشي ًئا‬  ‫ولأ َّن‬
                                 ‫«لأن ِك تعرفي َن‬                                  ‫لم َيعد َقاد ًرا َعلى الطيرا ِن»‬
                            ‫أ ِّني َكبر ُت بما َيكفي‬  ‫ولأن (التعلق) ارتباط انفعالي عاطفي بين (الذات)‬
                   ‫لأعر َف الحني َن‪ ..‬يا «زاهية»‪.‬‬
    ‫نرى أي ًضا (التعلق القلق) كعلاقة عاطفية تتسم‬      ‫و(الآخر)‪ ،‬فهو ‪-‬أى التعلق‪ -‬يؤدي إلى الإحساس‬
    ‫بالتبادل الانفعالي على مستوى إشباع الرغبات‪،‬‬
‫وتعد الأساس الذي ُتبنى عليه العلاقة الحميمية‪ ،‬مع‬      ‫بالسعادة والأمن النفسي عند الحضور‪ ،‬كتعلق آمن‬
 ‫استخدام آلية التكرار في قصيدة‪ :‬ثرثر ٌة عن حف ِل‬
  ‫زفا ٍف لا تعني أح ًدا سواها‪ ،‬حيث يقول الشاعر‪:‬‬       ‫يصاحبه قدرة الشاعر على التعامل مع التوترات‪،‬‬

                                       ‫«انتهينا‬       ‫والشعور بـ(الوحدة النفسية) والحزن عند غياب‬
                          ‫اذهبي الآن إلى الحفل‬
                                                      ‫(الآخر) كتعلق قلق‪ ،‬اتضح ذلك في قصيدة كتابة‪:‬‬
                             ‫بجس ٍد ُم َه ّيأ للطعن‬
                                    ‫انتهينا الآن‬                                              ‫«سأكت ُب هذا التعب‬

             ‫َتع َّثري في فستان ِك الأبيض الطويل‬
                      ‫كامرأ ٍة تدخ ُل المكا َن الغلط‬

             ‫ولا تبكي‪ ..‬كأن البكا َء علامة فرح‪..‬‬
                  ‫وإذا تذكر ِت شق ًة دخلناها م ًعا‬
                 ‫حاولي إقناعه بأنك خائفة ج ًّدا‬
                                   ‫نحن انتهينا‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44