Page 38 - merit 45
P. 38
العـدد 45 36
سبتمبر ٢٠٢2
د.رشا الفوال
الوعى بيقينية
الموت والقلق الوجودي
في قصائد عزمي عبد الوهاب
(قراءة أدبية من منظور نفسي)
خبرة الانفصال العظمى (الموت) هى الأكثر حضو ًرا في القصائد ،والتي
أفصحت عن نفسها في :الوعى بالعزلة وما تؤدي إليه من العودة إلى
الخلف واجترار أحزان الماضي أو ًل ،والوعى بالموت المعنوي وانعدام
القدرة على الاختيار ،مع سيادة إحساس الخوف من التوقف عن الوجود
(الانطفاء) ثان ًيا؛ ولأن (القلق) شاهد على نضال (ذات) الشاعر ضد
اللامعنى ،كان هو المؤدي في النهاية إلى تحرير عملية الخلق لديه.
الوهاب ،وكشف آليات كتابته للشعر ،وأسلوبيته مدرسة التحليل النفسي تخلع نو ًعا من إذا كانت
النفسية في بناء القصائد ،وهى أي ًضا مغامرة القداسة على المبدعين خاصة الشعراء،
على اعتبار ال ِشعر لغة الحدس والإلهام،
محفوفة بخطر التعميم ،لكن على أية حال علينا البدء
في قراءة القصائد نفسيًّا ،كتجارب إدراكية يمكنها فـ(القلق) كوجه من أوجه الوجود
ان تتيح لنا وصو ًل معرفيًّا. الإنساني للشاعر ،لا يمكننا تجاهله،
ولأن (القلق) في القصائد ميزة إنسانية لدى الشاعر؛ ونحاول في القراءة الحالية من
ولأننا في هذه القراءة من أنصار الاتجاه الإنساني، خلال التوجه الإنساني في الدراسة
سنعتمد على (التحليل الفينومينولوجي) أي ًضا النفسية للأدب ،أن نفهم القصائد في
للقصائد كظواهر إنسانية معاشة ،ووصف الخبرة ضوء وظيفتها ،وهى استعادة توازن (الذات)
النفسية كما هى معطاه من خلال المبحثين الآتيين: والخلاص من (الألم النفسي) و(الاغتراب).
المبحث الأول :أنماط التعلق ووظيفتها النفسية ربما كانت المختارات المتاحة الصادرة عام 2019م،
المبحث الثاني :الإحساس باللامعنى وآليات عن الهيئة المصرية العامة للكتاب هى الأنسب من
الدفاع أجل الدخول إلى عالم الشاعر الكبير :عزمي عبد