Page 40 - merit 45
P. 40

‫العـدد ‪45‬‬   ‫‪38‬‬

                                                                           ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫والوقوع في دائرة الأفكار ذات الطابع التأملي‬                                             ‫والذاكر ُة التي َرب ْي ِتها على النسيان‬
‫الفلسفي‪ ،‬يقول في قصيدة سيرة ذاتية لشخ ٍص‬                                                       ‫لا تجي ُد الالتفا َت إلى الوراء‬

       ‫جدير بالكراهية‪:‬‬                                                                  ‫ستكوني َن زوج ًة صالح ًة بالتأكيد‬
       ‫« ُشرو ُده لا ُيغري بالاقترا ِب‬                                              ‫لأن ِك قادر ٌة على َك ْشط عامين من الحب‬
       ‫ُيمبَتد َوصا ُِلم ْكًح َتاف ًيماعبنذافتهسه‪،‬‬
‫كتفيه‬  ‫أينت رحأر َ ُسكه ِب َسصأا ٍمر ْنتحعوب ًئناهاعيل ٍةى‬  ‫أو‬                                                 ‫والجنس»‬
                                                            ‫لذا‬                  ‫ولأن (التعلق القلق) هو القاسم المشترك بين‬
                                                                              ‫معظم القصائد‪ ،‬تم توظيف (الآخر) كملاذ آمن‬
                   ‫يزع ُجه التفكي َر فيها»‬                                        ‫من (الوحدة النفسية) التي دل عليها عنوان‬
‫ولأن (القلق) إزاء الوجود الزماني للإنسان‬                                    ‫المختارات‪ِ :‬ذئ ٌب وحي ٌد ِف ال َخلا ِء‪ ،‬وبراعة الشاعر‬
                                                                             ‫في توظيف الارتباطات العاطفية من خلال رصده‬
‫انفعال باعث على تمزق (الذات)‪ ،‬نراه يتجه دائ ًما‬                             ‫لحال (العزلة) كظاهرة أولى لإخفاء حقيقة (التعلق‬
  ‫إلى (الخوف) من المستقبل‪ ،‬هذا إن تعاملنا مع‬                                  ‫الوجداني القلق)‪ ،‬فيقول في قصيدة على َن ْح ٍو لا‬

‫(القلق) كتوأم لا سيكولوجي للخوف‪ ،‬ليتجلى‬                                                               ‫يلي ُق بقاط ِع طري ٍق‪:‬‬
                                                                                                            ‫«(أنا وحدي)‬
‫(الخوف من الحياة) كدال على قلق التقدم إلى‬
                                                                                                    ‫صرخ ومضى غري ًبا»‬
‫الأمام‪ ،‬و(الخوف من الموت المعنوي) كدال على‬                                    ‫كأن الوعى بالتهديد بالعدم يتضمن نفي كينونة‬
                                                                           ‫الإنسان‪ ،‬التي عبر عنها الشاعر من خلال الحفزات‬
‫قلق التراجع وفقد الفردانية‪ ،‬وهو الأمر الذي‬                                     ‫الخطرة التي تخترق دفاعات (الأنا)‪ ،‬فيقول في‬

‫سنتناوله بمزيد من التفسيرات في ضوء القصائد‬                                      ‫قصيدة ثرثر ٌة عن حف ِل زفا ٍف لا تعني أحدا‬
                                                                                                                  ‫سواها‪:‬‬
       ‫من خلال المبحث الآتي‪:‬‬
                                                                                                 ‫«أن ِت الآن أجمل‪ ..‬وأجمل‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الإحساس باللامعنى‬                                              ‫فوايلارنتجظُلا ارلقعطج ٍةو ُزتميو ُجءلل ُهس»جن َب الهات ِف مكتئ ًبا‬
          ‫وآليات الدفاع‬                                                       ‫(الأنا) المصدومه في هذه القصيدة قامت بإعادة‬

    ‫إذا كان (القلق الموضوعي) خارج دائرة اهتمام‬                                  ‫الصدمة في صورة مخففة على أمل التحكم في‬
‫الشاعر؛ لأنه ببساطة ينتهي بانتهاء موقف التهديد‪،‬‬                            ‫توجيهها‪ ،‬وكأن الشاعر يقول في النهاية يمكنني أن‬
 ‫فإن احساسه باللامعنى‪ ،‬له دوره الكبير في ظهور‬                              ‫أصنع شيئًا رائ ًعا من قلقي وشقائي‪ ،‬مع ملاحظة‬
‫(القلق الوجودي) لديه‪ ،‬تجلى ذلك في قصيدة سيرة‬                               ‫أن (قلق) الشاعر هنا يمكننا النظر إلية كظاهرة‬

               ‫ذاتية لشخ ٍص جدير بالكراهية‪:‬‬                                   ‫روحية لها معايير أخرى منها‪ :‬حرية الإرادة‬
                 ‫«ويكقأنطه ُع اعللىشواشفرا َعمبور ٍتو ٍحمجاشاِن ٍّيح‪،‬ب ٍة‬      ‫و(الحتمية النفسية)‪ ،‬لذا يقول في قصيدة تنا ُم‬

                            ‫يلتقي ذات الوجوه‬                                                 ‫الأشيا ُء كما تر ْك َناها بالأَ ْم ِس‪:‬‬
                    ‫العائد ِة من معار َك خاسر ٍة‪،‬‬                                                                ‫«انظري!‬

                      ‫إنه بائ ٌس لا جدي َد لديه»‬                                                          ‫الصور ُة ناقص ٌة‬
  ‫نضيف إلى ذلك سيادة المثيرات المنفرة‪ ،‬و(صراع‬                                                                   ‫في َها رج ٌل‬
 ‫الإقدام‪ /‬الإحجام) وما يتضمنه من حالة وجدانية‬
   ‫مكدرة تتضمن مشاعر التوتر‪ ،‬والألم‪ ،‬والحزن‪،‬‬                                                       ‫ا ْب َي َّض َش ْع ُره في الظلا ِم‬
                                                                                                            ‫فتر َك السري َر‬
     ‫والوحدة‪ ،‬فيقول في قصيدة حبيبتي َت َز َّو َج ْت‬
                                         ‫أمس‪:‬‬                                                             ‫وعان َق البر َد‪»..‬‬
                                                                             ‫كأن التحرك بعي ًدا عن الإحساس المألوف بالأمن‬
                   ‫«قصائ ُد َك لن ُتو ِق َف المجاع َة‬                         ‫النفسي يؤدي إلى الانفصال والشعور بالوحدة‪،‬‬
             ‫التي تغتا ُل الفقرا َء في العشوائيات‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45