Page 42 - merit 45
P. 42

‫العـدد ‪45‬‬                    ‫‪40‬‬

                                                           ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

                                                           ‫إحلال (الخوف) محل (القلق) هنا لايعني فقط‬

                                                           ‫سبق (القلق) زمنيًّا‪ ،‬إنما يعني وصول الشاعر‬
                                                           ‫إلى درجة من الوعى تمكنه من استبداله واتباع‬

                                                           ‫آلية (الإزاحة) من خلال إفساح المجال للوعي‬

                                                           ‫الإنساني‬     ‫على الشعور‬       ‫بقضايا أكبر اعتما ًدا‬
                                                             ‫َكثي ًرا‪،‬‬  ‫َسأ ْح ِكي ل ِك‬  ‫المشترك في قصيدة‪:‬‬

                                                                                               ‫عندما يقول‪:‬‬
                                                                                              ‫« َسأ ْح ِكي ل ِك‬
                                                                                            ‫َع ْن رج ٍل َغب ٍّي‪،‬‬
                                                                                 ‫َدائ ًما َما ُيص ِّدق الأ َكاذي َب‪،‬‬

                                                                                                      ‫َفق ْط‬
                                                                        ‫ِلوالج ِّنَّردساأ َِّنء‪،‬ه َيث ُق ِف ال ِّشع ِر والأ ْصدقا ِء‬

                                                                               ‫والمُد ِن المُغلَق ِة َعلى أ ْسرا ِرها»‬
                                                           ‫(الكبت) أي ًضا من أهم الحيل الدفاعية التي‬
                                                           ‫لجأ إليها الشاعر لا شعور ًّيا‪ ،‬فالألم النفسي‬
                                                                        ‫الباعث للقلق دال على مكبوتاته‪ ،‬لذا نراه‬

                                                           ‫أحيا ًنا معلنًا عن عجزه وقلة حيلته واستسلامه‬
                                                                        ‫في قصيدة‪ :‬اغترا ٌب‪ ،‬حين يقول‪:‬‬
                                                                                         ‫«في الأسبو ِع القاد ِم‬
                                          ‫عزمي عبد الوهاب‬                            ‫أذه ُب للمتج ِر‬
                                                           ‫وأس ُّب رجا َل الأم ِن على البا ِب (لا لشي ٍء)‬
                                                                                         ‫ماذا سيحد ُث؟‬
                                                                         ‫يلصقو َن ب َّي تهم َة الجنو ِن‬
                                   ‫من‬                                   ‫أو يخرجونني من جحيمهم‬
                          ‫خلال التعبير‬
                ‫بصيغة النحن رغبة منه‬                                     ‫لذا لن أبر َح جدرا َن البي ِت‬
         ‫في (إنكار) القلق الذي ألم به في‬                                                 ‫في الأسبو ِع القادم»‬
‫قصيدة‪ :‬لا مكان هنا ··هناك‪ ،‬حين يقول‪:‬‬
   ‫«أين نذهب والبوارج تكره الفقراء؟‬                        ‫وأحيا ًنا أخرى نجده مداف ًعا عن ذاته في قصيدة‪:‬‬
               ‫إذ يتناسلون ويزدهون‬                                      ‫دون اقتراح بديل حين يقول‪:‬‬
                ‫بكسرة الخب ِز المتاحة‪،‬‬                                                   ‫«الوسائ ُد الخشن ُة‬
          ‫آخر المدن استحمت بالخرا ِب‬                                    ‫لا تناس ُب الشم َس التي أصطادها‬
        ‫ولم نر قم ًرا وشم ًسا في سجود‬                                             ‫بأصابعي‬
         ‫باب على بحر تواربه الرمال‪،‬‬                                     ‫َسأقلِّب الأيا َم بملعق ٍة‬
               ‫وظام ٌئ يحصى الجراح‬                                      ‫تلي ُق ببرد هذه الليلة من «ديسمبر»‬
          ‫يكفن الشهداء في َعلم النجوم‬                                               ‫طع ُم القهو ِة ما زال م ًّرا‬
                                                                                          ‫أقلّ ُب‪ ..‬م ًّرا‪ ..‬أقلّ ُب‬

                                                                             ‫لقميصك الأبيض جلا ُل الموتى‬
                                                                                       ‫في مواجه ِة الأحياء»‬

                                                           ‫قام الشاعر أي ًضا بالتوحد بجماعته السيكولوجية‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47