Page 46 - merit 45
P. 46

‫العـدد ‪45‬‬                                  ‫‪44‬‬

                                                ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫إيمان سيد أحمد‬

‫صور الرجولة المهزومة‪..‬‬
‫في رواية‬
‫«خبز على طاولة الخال ميلاد»‬
‫لمحمد الن ّعاس‬

‫حاولت رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» في ظل ثقافة تعلي‬
‫من قيمة التمسك بالأدوار الاجتماعية المفروضة‪ ،‬ولا تقبل محاولات‬
‫التمرد عليها‪ ،‬مساءلة التصورات النمطية السائدة للأدوار الاجتماعية‪،‬‬
‫وموقع الرجل والمرأة منها‪ ،‬خاصة في عصرنا الحالي‪ ،‬وكشف‬
‫المحاولات العميقة لتغييرها والتمرد عليها‪ ،‬وبيان مدى استقرارها‬
‫وبعدها عن المساءلة‪ ،‬وهي محاولة يتلمس من خلالها الن َّعاس طري ًقا‬
‫في الكتابة الروائية‪ ،‬وطري ًقا في تقديم وجهة نظره للعالم فيما يتعلق‬
‫بما ترسمه المجتمعات العربية والشرقية من حدود للعلاقة بين‬
‫المرأة والرجل‪ ،‬ضمن سياقات ثقافية وسياسية واجتماعية جديدة‪،‬‬
‫تدعو إلى إعادة مراجعة كثير من القيم المجتمعية فيما يخص علاقات‬
‫القوى بين الجنسين‪ ،‬وأثرها في تشكيل العلاقة بينهما‪.‬‬

 ‫لا يغيب عن الأذهان أن هذه الأدوار الاجتماعية‬                   ‫(‪)1‬‬                         ‫لم يكن‬
 ‫المفروضة ثقافيًّا على كلا الجنسين خلفت صو ًرا‬
‫نمطية ترسخت على مدى زمني طويل‪ ،‬وترسخت‬               ‫الخروج عن نسق الأدوار الاجتماعية‬
                                                ‫المفروضة على الرجل والمرأة في المجتمعات‬
    ‫معها مجموعة من الواجبات التي ألزمت كلا‬
 ‫الطرفين بمهام وأدوار لا يصح الخروج عنها أو‬          ‫العربية سه ًل‪ ،‬إلا في نطاق مساحات‬
                                                     ‫ليست بالكبيرة تسمح بتغيير طفيف‬
                           ‫تغييرها أو تعديها‪.‬‬        ‫في موقع كل منهما من ممارسة هذه‬
  ‫وارتبطت هذه الأدوار الاجتماعية بإبراز موقع‬        ‫الأدوار الاجتماعية‪ ،‬سواء تعلقت هذه‬
                                                 ‫الأدوار بالمجال العام‪ ،‬السياسي والثقافي‬
      ‫الرجل وإقراره داخل المجال العام أكثر من‬     ‫والاقتصادي‪ ..‬أو بالمجال الخاص أو ما‬
‫المجال الخاص‪ ،‬حيث «لا يزال الرجال يسيطرون‬         ‫يمكن أن نطلق عليه حدود البيت‪ /‬الأسرة‪ ،‬ومما‬

   ‫على مواقع السلطة الحقيقية ويحتكرون معظم‬
‫المناصب الأرفع في المؤسسات‪ ،‬وفي البيت يستمر‬
   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51