Page 41 - merit 45
P. 41

‫‪39‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

‫(يقينية الموت) في القصائد محل القراءة هى التي‬                                                    ‫ألا تفه ُم‪ ..‬حبيبتي تز َّوج ْت أمس‬
  ‫أدت بالشاعر إلى (القلق الوجودي) القائم على‬                                                              ‫وأن َت مشغو ٌل بالثور ِة‬
                                                                                                 ‫التي ستشع ُل ميدا َن التحري ِر؟!»‬
    ‫تساؤل أساسي‪ :‬هل الحياة ذات معنى أم لا؟‬
‫فإن لم تك كذلك فأه ًل بالوحدة النفسية‪ ،‬والعزلة‪،‬‬
                                                                                      ‫نلاحظ أي ًضا من خلال القصائد أن (القلق‬
  ‫والاغتراب‪ ،‬اتضح ذلك من خلال الحديث بضمير‬
‫الغائب في قصيدة على َن ْح ٍو لا يلي ُق بقاط ِع طري ٍق‪:‬‬     ‫الوجودي) لدى الشاعر مرتبط بوجود ثلاث‬
                                                        ‫اتجاهات في الكتابة منها‪ :‬القلق المتعلق بالماضي‪،‬‬
                           ‫«(لا شيء في الأف ِق)‬
                                           ‫قا َل‬           ‫والقلق المتعلق بالمستقبل‪ ،‬ومفهوم الشاعر عن‬
                                                        ‫الموت نفسه‪ ،‬يمكننا إيضاح ذلك من خلال أمثلة‬
                                       ‫ثم مشى‬
 ‫في اتجاه خرابه الروحي»‬                                                                ‫الجدول التالي‪:‬‬

‫فعند اكتشاف الشاعر أنه‬               ‫مفهوم‬                                                 ‫القلق‬                                                ‫القلق‬
                                ‫الشاعر عن الموت‬                                       ‫المتعلق بالمستقبل‬                                    ‫المتعلق بالماضي‬
‫لم يعد ما كان عليه يصبح‬
‫قل ًقا‪ ،‬وفي قلقه هذا اعتراف‬

  ‫بهشاشة ذاته‪ ،‬واستشعار‬         ‫ال«لاأموويلتفئ ِّرىَكقاووالللنأ بصحييوان ِء ُ”صجث ِث‬  ‫«وعلهىحذيابَأنيتفِتهاضسلتُلي ٌقمصُظنمأحنتير ٌسفط َو‬  ‫ُد“ه َومواَأننأنح ْدني َأ َأث ْرت َذغ َّكَبُر ِِكفالذآل َ َنك”‬
 ‫قلة الحيلة (العجز)‪ ،‬فيقول‬                                                                    ‫ُي ْز ِه ُق رو َح َها”‬
‫في قصيدة ِف َمنز ٍل َصغي ٍر‪:‬‬

   ‫«من أين جاءت ك ُّل هذه‬
                   ‫الجثث‬

    ‫لتحت َّل الغر َف المكتظ َة‬

                 ‫بالحياة‬        ‫“لقميص َك الأبيض جلا ُل‬                               ‫الله‬  ‫كأن‬  ‫مستقي ًما‬   ‫“كن ُت‬                                 ‫“ع َنساأل ْنِّح َِكساي ِء‬
       ‫وتتركنا في الخلاء‬                      ‫الموتى‬                                                         ‫يراني‬                          ‫وكي َف َضلل ُت ال َمساف َة‬
                                ‫في مواجه ِة الأحياء”‬                                    ‫وكأنه سيسامحني‬
            ‫لا بي َت لنا؟!»‬                                                           ‫على خطاياي الصغير ِة‬                                        ‫َبيني و َبينه َن‬
‫ولأن (خبرة القلق) من أكثر‬                                                             ‫لأنني انتظرته عشري َن‬                                ‫َفاكت َشف ُت َخرابا و ُج َثثا‬
                                                                                                              ‫عا ًما‬
    ‫الخبرات قسوة‪ ،‬فعندما‬                                                              ‫بملائك ٍة‬  ‫سيأتي‬  ‫أنه‬  ‫معتق ًدا‬                        ‫لم َتج ْد ُغرا ًبا ُيواري‬
    ‫يدرك الشاعر استحالة‬                                                               ‫تبطحرقنُد ٍةموانحددمةي” البلهارسيا‬                             ‫َسوأتها”‬
    ‫تجنبها يكتفي بمحاولة‬
 ‫استبدالها‪ ،‬وإحلال خبرات‬
  ‫أخرى مكانها مثال لذلك‪:‬‬
‫تحويل (القلق) إلى (خوف)‬
    ‫محدد المصدر واختراع‬

‫أسبابه الخاصة في قصيدة‬
               ‫لوح ٌة‪:‬‬
  ‫«رسم ُت امرأ ًة عاري ًة‬           ‫لم أعد قاد ًرا وحدي‬                                ‫“كيف تصي ُر جمي ًل‬                                  ‫“الذي ش َّدك من قفاك‬
                                     ‫على خدش صمتها‬                                    ‫ويدا َك مقيدتان بسق ِف‬                               ‫وعلَّم َك‪ :‬كيف تمشي‪..‬‬
       ‫(تشبه زجاج َة‬            ‫فكل ما معي عصا ضرير‬
‫«الكوكاكولا» الفارغة)‬                ‫والموت الذي فجأة‬                                            ‫الأغني ِة‬                                          ‫لم ُيعلِّم َك‪:‬‬
‫والعال ُم تحت القدمي ِن‬                                                                        ‫المحزونة”‬                                      ‫كيف تتقي الموت‬
‫فطائ ُر ساخن ٌة من دمى‬                    ‫سيتخطفني‬
 ‫لكني أخشى امرأ ًة قد‬                 ‫من ناصية حارة‬                                                                                             ‫بطلقة غادرة”‬

    ‫تأتي!»‬                                              ‫جدول(‪ )1‬قلق الشاعر الوجودي‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46