Page 45 - merit 45
P. 45
43 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
قدرية الموت) الذي يعني الفقد التام ويهدد الوجود فيها المرء ذاته أصبحت غريبة عنه أي ًضا ،وفي
الفعلي الواقعي له ،و(قلق اللامعنى) الذي يهدد الجدول الآتي نجمل آليات الدفاع النفسية التي
وجوده الروحي ،و(قلق الذنب) والإحساس بالإدانة اتبعها الشاعر للتغلب على قلقه الوجودي:
الذي يهدد وجوده الأخلاقي ،هذه الرؤية يمكننا
من خلالها تفسير إحساس (الأنا) بالعجز حيال القصيدة الآلية النفسية الدفاعية
التهديد.
ولأن (الخوف) انفعال مشتق من (القلق) كان تحويل القلق إلى خوف لوحة
اتباع الشاعر لآليات الدفاع النفسية التي تم ذكرها سأحكي ل ِك كثي ًرا الإزاحة
تفصي ًل في المبحث الثاني ،لا غرابة في ذلك فالتعامل اغتراب /دون اقتراح الكبت
مع (خبرة القلق) مهمة إبداعية في المقام الأول، بديل
فألم الخوف قلق ،والتوجس من خبرات الانفصال
قلق ،والاغتراب الذاتي ،ووقوع الشاعر في المنطقة لا مكان هنا ..هناك انكار القلق
المحايدة بين دوار الحرية حيث وعى الشاعر مملكة شوارعها دمي/ التبرير
بمفقوداته ،والفوضى الذهنية المرتبطة بثنائية
(الحقيقة /الوهم) يمكننا اعتبارها من نواتج (القلق الجائع
الوجودي) الذي وضعه وج ًها لوجه مع العدم.
خبرة الانفصال العظمى (الموت) هى الأكثر الخرائط حدها الفوضى التسامي
حضو ًرا في القصائد ،والتي أفصحت عن نفسها
في :الوعى بالعزلة وما تؤدي إليه من العودة إلى مدى لا يذهب للـ هناك الانسحاب
الخلف واجترار أحزان الماضي أو ًل ،والوعى بالموت
المعنوي وانعدام القدرة على الاختيار ،مع سيادة نفق لذاكرة جيدة التعويض
إحساس الخوف من التوقف عن الوجود (الانطفاء)
ثان ًيا؛ ولأن (القلق) شاهد على نضال (ذات) فضاء مختلف النكوص
الشاعر ضد اللامعنى ،كان هو المؤدي في النهاية إلى
احتمالات التصدع/ التكوين العكسي
تحرير عملية الخلق لديه
على نحو لا يليق بقاطع
طريق
خطيئة الإسقاط الهجومي
كف الذات حزن
جدول( )2آليات الدفاع النفسية للتغلب على القلق
الوجودي
خاتمة
الهوامش: في قصائد الشاعر :عزمي عبد الوهاب ،إذا كانت
الخبرات المثيرة للقلق ذات جوانب غامضة- ،ذلك
-1سيجموند فرويد (« ،)1983الكف والعرض
والقلق» ،ترجمة وتقديم :محمد عثمان نجاتي ،ط،3 الغموض الذي قد ينطوي على التهديدات ،-فإن
مواجهة الشاعر لها تعتمد أسا ًسا على قدرته على
دار الشروق ،ص.146 (تحمل الغموض) والعمل على توسعة حيز الوعى
-2أحمد عزت راجح (« ،)1968أصول علم بالذات وتقبلها أو ًل ،ثم قدرته على تجاوز حدود
النفس» ،ط ،3دار الكتب العربية ،القاهرة ،ص.481
الذات وصو ًل للنص كمشترك إنساني ثان ًيا.
رؤية الشاعر في القصائد جاءت داله على( :قلق