Page 34 - merit 45
P. 34

‫العـدد ‪45‬‬   ‫‪32‬‬

                                                          ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬

    ‫ويظهره‪ ،‬وهو البذرة والنواة التي تفجرت منها‬                    ‫‪ -1‬إ َّن العتبا ِت النّ ِّصيَّة وإيحاءاتها الإشارية‬
        ‫ينابيع السرد‪ ،‬وقد نمت وترعرعت الفروع‬              ‫والعلاماتية أص ٌل مؤط ٌر لل ّسرد الروائي‪ ،‬وهي أص ٌل‬
               ‫والأغصان والدلالات على أرضيته‪.‬‬              ‫محور ٌّي يتناس ُل منه النسي ُج السرد ُّي وتتوال ُد منه‬

    ‫‪ -6‬جاءت اللوحة الفنية القابعة في خلفية لوحة‬             ‫التشكيلا ُت الفني ُة الروائية‪ ،‬ويبقى السرد الروائي‬
 ‫الغلاف الأمامية للرواية محرضة وملغزة ومكملة‬                  ‫مفتق ًرا إلى التبصر بالأسرار السيمائية للعتبات‬
                                                             ‫النصية؛ لكي يتمكن من التغلغل في أعماق النص‬
       ‫للعنوان النصي الذي اختارته المبدعة أميمة‬                            ‫واكتشاف أسراره وفك شفراته‪.‬‬
   ‫الخميس‪ ،‬واللوحة الفنية تمثل العنوان الأيقوني‬
   ‫البصري؛ فالعنوان اللغوي والأيقوني متكاملان‬                ‫‪ -2‬يعد العنوان بوصلة سيميائية تهدي الدارس‬
 ‫في أداء رسالة أميمة الخميس الفنية التي تنشداها‬           ‫إلى الوجهة الصحيحة وهو يبحر بسفينته في بحور‬
‫وتسعى إلى تحقيقها‪ ،‬وتبقى هذه اللوحة قادرة على‬             ‫السرد‪ ،‬وللعتبات النصية حضور جدلي؛ لأنها تتخذ‬
 ‫الدعاية الإعلامية والإشهار للرواية بما تحمله من‬           ‫مجموعة من العلاقات المتشابكة الطردية والعكسية‬
 ‫العلامات والإشارات والدلالات التي تحقق الإثارة‬
                                                              ‫على حد سواء‪ ،‬وهو ما يعني أنها تظهر بمظاهر‬
                        ‫والتشويق ولفت الانتباه‪.‬‬            ‫متضادة حسب معطيات السرد؛ فهي تقيم علاقات‬
  ‫‪ -7‬كانت أميمة على وعي بأهمية العتبات النصية‬             ‫من التكامل والتناغم وتعضيد العنوان أحيا ًنا‪ ،‬وتقيم‬

      ‫الممهدة للسرد؛ ولذا أولتها عنايتها وجهدها‪،‬‬             ‫علاقات من التعارض والتباين ومجافاة العنوان‬
   ‫وحرصت على تجويد هذه العتبات وتزيينها بكل‬                                                  ‫أحيا ًنا أخرى‪.‬‬

                                         ‫سبيل‪.‬‬              ‫‪ -3‬جاء ال ُع ْن َوا ُن ُم َحر ًضا و ُم ْل ِغ ًزا و ُمثِ ْي ًرا للا ْنتِ َباه‪،‬‬
                                                           ‫فض ًل عن كونه عنوان مفارق وموجز‪ ،‬ويشير إلى‬
             ‫التوصيات‬                                     ‫دلالات مفارقة‪ ،‬ويحمل إشارات وعلامات سيميائية‬
                                                             ‫دالة على السرد‪ ،‬ومحرضة على اكتشاف أسراره‬
   ‫الاتكاء على الدرس السيميائي التطبيقي بوصفه‬
    ‫ميدا ًنا تطبيقيًّا بك ًرا قاد ًرا على اكتشاف الأسرار‬                                     ‫وفك شفراته‪.‬‬
   ‫السردية والرموز والإشارات التي تنطوي عليها‬                  ‫‪ -4‬جاء عنوا ُن «الوارفة» متناق ًضا مع المصير‬
     ‫الأعمال الروائية‪ ،‬وبخاصة العناوين والفواتح‬            ‫الحقيقي لد‪.‬الجوهرة‪ ،‬مع أنه العنوان الذي َي َت َض َّم ُن‬
                                                               ‫دلال ًة إيجابي ًة‪ ،‬وكان من المفترض أن ُي ِح ْي َل إلى‬
                                      ‫السردية‪.‬‬            ‫ِن َها َيا ٍت سعيد ٍة تنتظ ُر هذ ِه الشخصي َة المُ َت َف ِّر َد َة‪ ،‬ومع‬
 ‫دراسة اللغة وطبيعتها في الأعمال الروائية‪ ،‬وبيان‬            ‫ذلك لا يتنا َغ ُم ال َبتَّ َة َم َع َما َت َع َّر َض ْت َل ُه ِم ْن َت ْح ِط ْي ٍم‬
   ‫علاقتها التكاملية مع التقنيات الفنية الأخرى من‬              ‫ل ُأنو َثتِ َها و َق ْه ٍر لموا ِهب َها‪ ،‬وهو ما يعكس ال َف ْج َو َة‬
                                                            ‫الصا ِر َخ َة ب ْي َن ال ُع ْن َوا ِن ال َعا ِم والتَّ َفا ِصي ِل ال ُج ْز ِئيَّ ِة‪.‬‬
                             ‫الوجهة السيميائية‪.‬‬               ‫‪ -5‬مثَّ َل العنوان منطل ًقا لتوالد المعمار السردي‪،‬‬
        ‫العمل على مناوشة السرد وف ًقا للمنطلقات‬              ‫وكان بحق مظلة للسرد‪ ،‬ومر ًسى للسرد يؤطره‬
‫السيميائية بوصفها مح ًّكا صال ًحا لاستنطاق السرد‬
          ‫وتحرضيه على البوح بأسراره وشفراته‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39