Page 141 - merit 46 oct 2022
P. 141

‫نون النسوة ‪1 3 9‬‬

     ‫التي لا تمنحني مجا ًل للتفكير بأي شيء آخر‬
 ‫سواها فتشعرني لحظة بالنشوة‪ ،‬وبعدها بلحظتين‬

                     ‫تضعني فوق جمر الندم»(‪.)7‬‬
    ‫فقد أخطأ من قال‪( :‬يمكن للعصا والحجارة أن‬
   ‫تكسر العظام‪ ،‬في حين الكلمات لا تؤذي)‪ ،‬وخير‬
   ‫دليل على عدم صدق هذه المقولة‪ ،‬ما توصل إليه‬
     ‫«باحثون في التحليل النفسي‪ ،‬إلى أن الذكريات‬
  ‫المؤلمة المرتبطة بالتجارب العاطفية‪ ،‬أكثر إيلا ًما من‬

                       ‫تلك المتعلقة بالألم البدني‪..‬‬
    ‫ويرى الباحث سينسينغ زين من جامعة بورك‬

         ‫في ولاية إنديان الأمريكية‪ ،‬أنه من الصعب‬
    ‫إحياء ذكرى الألم البدني مقارنة بالألم العاطفي‬
    ‫والاجتماعي‪ ،‬وأضاف قائ ًل‪ :‬إن هناك جانبًا من‬
  ‫المخ قد يكون مسؤو ًل عن ذلك‪ ،‬هو القشرة المخية‬
 ‫التي تقوم بعمليات معقدة تشمل التفكير والإدراك‬
  ‫واللغة‪ ،‬وتابع قائ ًل‪ :‬إن هذا الجزء من المخ يحسن‬
‫قدرة الإنسان على التكيف مع الجماعات والثقافات‬
 ‫كما أنه مسؤول عن رد الفعل على الألم الذي له‬

                        ‫علاقة بالجماعة»(‪.)8‬‬
      ‫لقد اتخذت البطلة الحزن ظ ًّل ظلي ًل لها‬
     ‫في ليالي هدنتها‪ ،‬وفتحت نافذة ألمها على‬
‫شوارع الحياة‪ ،‬لتنزلق بكينونتها نحو النور‬
 ‫الفسيح‪ ،‬والحرية المنشودة‪« ،‬جلس ْت تحت‬
‫ستارة المساء المرخاة بسوادها الباهت على‬
   ‫طول المدى‪ ،‬تتأمل أربعة أقراص ملونة‬
    ‫جميعها تحمل ألوان الحياة‪ ،‬أرجواني‪،‬‬
    ‫أصفر‪ ..‬برتقالي‪ ،‬زهري‪ ..‬قرص واحد‬
    ‫فقط يكفي ليمنحها النشوة الكاملة»(‪،)9‬‬
 ‫حيث صار وجعها عبارة عن تأمل وتذكر‪،‬‬
   ‫وتجد نفسها فارة إلى مجهول ضبابي‬
   ‫ورمادي‪ .‬فالصراع الثنائي الذي‬
  ‫برز في بوح الساردة‪ ،‬يتولد‬
‫عن الألم وجل الأحاسيس‬
  ‫الأخرى‪ ،‬فسيرة ألمها‬
 ‫وحنينها واشتياقها‬
 ‫للخمسيني‪ ،‬راجع‬
      ‫إلى اشتداد‬
   ‫حدة الصراع‬
   ‫داخل الجسد‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146