Page 146 - merit 46 oct 2022
P. 146

‫العـدد ‪46‬‬                          ‫‪144‬‬

                                                                                         ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬

                                                                                             ‫محمد ياسين‬

                                                   ‫نظرات في الدرس‬
                                                        ‫الأدبي للقرآن‬

‫فالقرآن ذاته تحدى العرب أن‬                                                                ‫أو مد ًحا‪“ .‬إذ إنه بقدر ما تتطور‬   ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
                                                                                            ‫معارفنا حول الطبيعة والنفس‬       ‫“الر ِت ْل َك آ َيا ُت ا ْل ِك َتا ِب ا ْلُبِي ِن*‬
‫يأتوا ولو بسورة من مثله “ َوإِن‬                                                            ‫الإنسانية‪ ،‬وكلما اكتسبنا سببًا‬    ‫إِ َّنآ َأ ْن َز ْل َنا ُه ُق ْرآ ًنا َع َر ِبيًّا لَّ َعلَّ ُك ْم‬
‫ُكن ُت ْم ِف َر ْي ٍب ِّم َّما َن َّز ْل َنا على َع ْب ِد َنا‬                                                                ‫َت ْع ِقلُو َن”‬
‫ُِّدمون ِن ِّماْثلِل َِّهلِ َإِوانْد ُُعكنواُت ْم‬  ‫َف ْأ ُتوا ِب ُسو َر ٍة‬               ‫جدي ًدا يحملنا أن نرى الأشياء من‬
                                                   ‫ُش َه َدا َء ُكم ِّمن‬                   ‫زاوية مختلفة‪ ،‬فإن ذلك يدعونا‬         ‫القرآن الكريم «النبأ‬
‫َصا ِد ِقي َن (البقرة‪َ « ،)23 :‬أ ْم‬                                                           ‫إلى أن نضع المشكلات حين‬            ‫العظيم” قاد ًرا على‬                                           ‫لا يزال‬
‫َي ُقو ُلو َن ا ْف َت َرا ُه ُق ْل َف ْأ ُتوا ِب َع ْش ِر‬                                   ‫ندرسها بما يتفق وهذا الجديد‬
‫َمُس ِنَوا ٍر ْسِّمَت ْث َلِط ِهْع ُت ُممْف َت ِّمَر َينا ٍُدتو َ ِونا ْاد ُلعَّلِواإِن‬  ‫من واقع العلم‪ ،‬والمسألة القرآنية‬            ‫شغل الناس به‬
‫ُكن ُت ْم َصا ِد ِقي َن” (هود‪َ « ،)13 :‬أ ْم‬                                                ‫لا ينبغي لها أن تخرج عن هذه‬          ‫واجتماعهم حوله أو‬
‫َي ُقو ُلو َن ا ْف َت َرا ُه ُق ْل َف ْأ ُتوا ِب ُسو َر ٍة‬                                   ‫القاعدة” (من مقدمة د‪.‬محمد‬         ‫اختلافهم عليه «الذي‬
‫َم ِن ا ْس َت َط ْع ُتم ِّمن‬                       ‫اَوال َّ ْدلِ ُعإِونا‬  ‫ِّم ْثلِ ِه‬       ‫عبد الله دراز لكتاب «الظاهرة‬     ‫هم فيه مختلفون”‪ ،‬ولا‬
 ‫ُكن ُت ْم َصا ِد ِقي َن”‬                                                 ‫ُدو ِن‬                             ‫القرآنية”)‪.‬‬       ‫تزال نصوصه قادرة على توليد‬
‫(يونس‪.)38 :‬‬                                                                                ‫وقضية «إعجاز القرآن” بمعني‬           ‫المعاني المتجددة وإحياء المعاني‬
                                                                                              ‫كونه مع ِج ًزا للبشر أن يأتوا‬
‫والإعجاز كما يعرفه مصطفي‬                                                                 ‫بمثله قضية قرآنية من الأساس‪،‬‬             ‫القديمة في الوقت نفسه‪ ،‬ولا‬
                                                                                                                              ‫يزال المؤمنون به والجاحدون له‬
                                                                                                                              ‫يدورون حوله إثبا ًتا ونفيًا‪ ،‬قد ًحا‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151