Page 142 - merit 46 oct 2022
P. 142
لقد اتخذت البطلة الحزن ظًّل
ظليًل لها في ليالي هدنتها،
وفتحت نافذة ألمها على شوارع
الحياة ،لتنزلق بكينونتها
نحو النور الفسيح ،والحرية
المنشودة" ،جلس ْت تحت ستارة
المساء المرخاة بسوادها
الباهت على طول المدى ،تتأمل
أربعة أقراص ملونة جميعها
تحمل ألوان الحياة ،أرجواني،
أصفر ..برتقالي ،زهري ..قرص
واحد فقط يكفي ليمنحها
النشوة الكاملة"
الواحد .ولنا أن نفسر طبيعته وذلك بتقسيمه «إلى
نوعين داخلي وخارجي ،فالصراع الداخلي يتشعب
إلى صراع روحي ونفسي وفكري ،أما الصراع
الخارجي فهو يأخذ مناحي كثيرة ،كالصراع مع
العادات والتقاليد ،والحياة الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية والبيئية ..إلخ ،وكل ما يربطه بالمجال
الخارجي ،كالصراع مع الآخرين وأفكارهم»(.)10
تقول في الليلة الحادية والعشرون بعد الهدنة «في
العمق لم تكن هادئة على الإطلاق ،كانت تحاول
قتله داخلها ،تحاول الامتناع عن اجتراره حنينًا،
عن كتابته كليا ٍل ،عن تعاطيه كذكرى ،تحاول كبت
الغضب والشجار الذي لن يصل بها إلى شيء،
سوى كلمات حادة وقاسية سيتقيؤها في وجهها
كالحجارة»(.)11
إن الذاكرة بحر متقلب المزاج ،أبحرت فيه الساردة
مع المتلقي في سفينة واحدة باتجاه الأعماق ،وفي
هذا الصدد يرى الكاتب عبد الله السلايمة ،أن هذا
العمل يعد رواية الظلم الإنساني لبطلة تحاول
التجديف عبر سفينة الحب« ،أوجاع حياة قاسية»،
ومجهول ينتظرها لمستقبل غامض ،مقابل أوجاع
وانكسارات لقلب محب عاشق ،لعجوز خمسيني