Page 184 - merit 46 oct 2022
P. 184
«كنت أنتظر ذلك» .وقد قدم العـدد 46 182
الكاتب الألماني الشهير هذه
أكتوبر ٢٠٢2 البيت ،وأقبل على قراءة
الجائزة إلى شعبه بعبارة حكايات هانز كريستيان
«سأقدم هذه الجائزة العالمية في الثاني عشر
التي تحمل بالصدفة اسمي من ديسمبر أندرسون ،وأساطير
1929تلقى هوميروس .وما إن بلغ
لشعبي ولبلدي» .وكانت توماس مان الخامسة عشرة من عمره
الرواية الأولى الرائعة للكاتب حتى توفى أبوه واضطرت
خبًرا ساًّرا من أسرته إلى غلق المؤسسة
الشهير السبب المباشر في ابنته إليزابيث التجارية التي تركها ،وإلى
منحه هذا الشرف العظيم، وولده مايكل بيع المنزل بما فيه من أثاث.
فقد تم نشرها للشاب المنحدر عن طريق رسالة ونزحت الأم الأرملة بأولادها
الصغار إلى مدينة ميونخ،
من عائلة ألمانية كبيرة تلغراف تفيد بينما بقى توماس مع أخيه
والمولود في مدينة لوبيك بأن والدهما هاينريش ليستكمل دراسته
عندما كان عمره 26عا ًما. حاز على جائزة
ويعتبر الكتاب الذي يحكي نوبل للأدب. في لوبيك.
قصة عائلة بودنبروكس لكن الأديب وفي تلك الفترة بدأ توماس
Buddenbrooksلتوماس الألماني أخذ بنظم الشعر العاطفي وتقليد
مان من أشهر الكتب قراءة الأمر بهدوء تام جوته وشيلر وهاينه .وعند
ومبي ًعا ،حيث كانت هذه وأجاب بطريقة بلوغه التاسعة عشرة من
الرواية بمثابة اعتراف أدبي متكبرة" :كنت عمره ،نزح هو الآخر لميونخ،
به .ويذكر أنه تم حتى اليوم أنتظر ذلك" .وقد
بيع أكثر من أربعة ملايين قدم الكاتب حيث توجه للدراسة في
نسخة منها باللغة الألمانية الألماني الشهير الجامعة التقنية ،وحصل على
وحدها .من ناحية أخرى فإن هذه الجائزة إلى عمل بإحدى شركات التأمين،
كتب توماس مان ترجمت شعبه بعبارة
"سأقدم هذه ومارس الصحافة في مجلة
لأكثر من 40لغة. الجائزة العالمية أسبوعية كان يصدرها أخوه.
َخي َب ُة أم ٍل التي تحمل وبعد ذلك بعامين سافر مع
بالصدفة اسمي أخيه إلى إيطاليا حيث مكث
أق ُّر بأن حديث ذلك السيِّد لشعبي ولبلدي". فيها عامين ،وهناك بدأ كتابة
المجهول أربكني تمام أول رواية له بعنوان «آل
الإرباك ،وأخشى الآن أن بودنبركس».
أعجز عن صوغ ما قاله في الثاني عشر من كانون
صو ًغا يؤثر في الآخرين
الأول /ديسسمبر من
كما أثر في نفسي ذلك سنة 1929تلقى توماس
المساء ،ولع َّل تأثيره سببه ما مان خب ًرا سا ًّرا من ابنته
ابتدرني به ذلك الغريب الَّذي إليزابيث وولده مايكل عن
طريق رسالة تلغراف تفيد
لا أعرفه ق ُّط. بأن والدهما حاز على جائزة
وكان مضى على ضحى ذلك نوبل للأدب .لكن الأديب
الألماني أخذ الأمر بهدوء
النهار الخريفي الَّذي لفت تام وأجاب بطريقة متكبرة: