Page 298 - merit 46 oct 2022
P. 298
التي تقع بينهم .كانت ناسلي حاولت لينا الحسن تصوير حقبة زمنية
تسمع للخادمة الهندية آسيا، من تاريخ سوريا ،ظهرت فيها محاولات
وهي تحدثها عن تعاليم دينها، لانتفاضة المرأة ضد السلطة الذكورية..
وما جاء به كتابهم المقدس .وظلت خلال الجولة التحليلية لرواية "بنت الباشا"
الحبوبة آسيا كما تناديها بنت التي عبرت فيها الروائية عن موقف المرأة
الباشا تحلم بزيارة معبد الصابئة عمو ًما من التجاوزات والممارسات القهرية
الهندي الذي يحوي كتبهم التي تفرضها الأنظمة المؤسساتية
المقدسة .غير أن المعبد كان مح َّر ًما عليها .صورت شكًل من أشكال حركة
على النساء .آسيا إحدى خادمات التحرر النسائي ،التي تقودها بعض
الداعيات للانتفاضة على كل الأطر (الدينية
الحرملك كانت تتظاهر بالصلاة والاجتماعية والسياسية) باسم الحداثة.
على الطريقة الإسلامية وكذلك
بالصوم في شهر رمضان .لكنها آخر الجوارى التي تهدى للباشا أخرى ،للتعبير عن مواقفهما،
كانت تمارس طقوسها الدينية في محمود ،من حاكم بغداد .حققت وتصوير مسيرة حياتهما.
الخفاء على طريقتها ،خو ًفا من
عقوبة الباشا .كل نساء الحرملك فرلان للباشا حلم الأبوة وهو بطلة الرواية «نسليهان» .المدعوة
ُتفرض عليهن ممارسة العبادات بعمر الستين. «ناسلي» ،وهي بنت الباشا سيد
القصر وحاكمه .البنت الوحيدة
التي جاء بها دين الحاكم، ورثت ناسلي كل ممتلكات جدتها لمحمود باشا .مثلت دور المرأة
واعتناق معتقده باعتبارهن توركان خاتون ،بما فيها «فستان
المتمردة ،التي ترفض الإذعان
محظيات الباشا. النيلوفر» الملكي ،الذي لم تحظ للسلطة الذكورية بما فيها السلطة
القهرمانة آسيا عرافة القصر، بلباسه امرأة سواها بعد الأميرة
تؤمن بقدرات السحر وتراه متعة الأبوية .يوم ميلاد نسليهان
وهبة من الطبيعة منحتها إياه توركان .تلقت ناسليهان بنت أو ناسلي ،هو يوم وفاة جدتها
ومكنتها من القدرة على اختراق الباشا تربيتها على يد ثلاث «توركان خاتون» (التي كانت
عوالمه .كما تملك براعة كبيرة في الأصل جارية روسية قبل
سيدات (آسيا ،بحري ،ناستيا) دخولها القصر)ُ .ع َّد ميلاد ناسلي
بالحسابات الفلكية ،ومعرفة كل واحدة منهن كان لها معتقدها
المستقبل .وكان محمود باشا لعنة الطبيعة على أهل القصر
يستشيرها فيما يمكن أن تقوله الذي تعتنقه .شغلتها فكرة برحيل الجدة توركان .والدتها
النجوم ليعرف ما يمكن أن يحدث الإيمان .وترى أن الأديان تتشابه
له مستقب ًل ،إذ كانت تتعامل مع «فرلان» التي اختطفت من
القوى اللامرئية من الكائنات وكلها تؤكد أن الله هو خالق مستعمرة برتغالية ،وبيعت في
الروحية ،وتعتقد أن في الشعوذة الكون ،وما دامت كذلك تستنكر سوق النخاسين بالبصرة .كانت
إنقا ًذا للكائن الأرضي ،الذي يمكن نسليهان الاختلاف الذي يحدث
أن تعترض حياته قوى فاعلة بين البشر ،وتتحسر عن الفتن
تتحكم في مصيره.
كما كانت بنت الباشا تتابع
بنهم حكايات الخادمة الزنجية
«بحري» ،التي جيء بها من
أفريقيا .بيعت في سوق الرقيق
ونقلها التجار إلى دمشق لتسلم