Page 293 - merit 46 oct 2022
P. 293

‫‪291‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

     ‫«حواءات التفاح»‪..‬‬

     ‫أنموذج التوهج‬                                                       ‫د‪.‬أسامة الحمود‬

‫والإيجاز واللغة العالية‬                                                  ‫(سوريا)‬

   ‫على الألفاظ وتتابعها‪ ،‬والصور‬            ‫النثر بقولها‪ :‬هي «قطعة نثر‬     ‫اعتبار أننا أمام مجموعة‬           ‫على‬
‫وتكاملها‪ ،‬والحالة العامة للقصيدة‪.‬‬      ‫موجزة بما فيه الكفاية‪ ،‬مو َّحدة‪،‬‬      ‫شعرية نثرية عنوانها‬

     ‫يقول أنسي الحاج ‪-‬أحد أهم‬             ‫مضغوطة‪ ،‬كقطعة من ب ُّلور‪..‬‬     ‫(حواءات التفاح) للشاعرة‬
‫شعراء قصيدة النثر العربية‪ -‬عن‬            ‫خلق ح ٌّر‪ ،‬ليس له من ضرورة‬          ‫لمى الحسنية‪ ،‬صدرت‬
                                      ‫غير رغبة المؤلف في البناء خار ًجا‬     ‫ضمن سلسلة «الإبداع‬
    ‫شروط قصيدة النثر‪« :‬لتكون‬          ‫عن ك ِّل تحديد‪ ،‬وشيء مضطرب‪،‬‬              ‫العربي» عن الهيئة المصرية‬
‫قصيدة النثر قصيدة ح ًقا لا قطعة‬                                             ‫العامة للكتاب‪ -‬العدد ‪ 53‬يناير‬
                                                   ‫إيحاءاته لا نهائية»‪.‬‬     ‫‪2021‬؛ فهذا مدعاة لاستحضار‬
     ‫نثر فنية‪ ،‬أو محملة بالشعر‪،‬‬          ‫إن الذين أجادوا في إنتاج هكذا‬         ‫تعريف سوزان برنار‪ ،‬وهي‬
   ‫شروط ثلاثة‪ :‬الايجاز والتوهج‬          ‫قصيدة هم قلائل‪ ،‬لأنها تتطلب‬
                                                                          ‫روائية فرنسية تعد رائدة صياغة‬
                     ‫والمجانية»‪.‬‬           ‫تقنية وأسلو ًبا ولغة مختلفة‪،‬‬    ‫مصطلح قصيدة النثر‪ ،‬وصاحبة‬
      ‫وإذا كان الحاج قد ا َّتكأ على‬      ‫فلقصيدة النثر إيقاعها الخاص‬        ‫كتاب (قصيدة النثر من بودلير‬
    ‫سوزان بيرنار في تحديد هذه‬         ‫وموسيقاها الداخلية‪ ،‬والتي تعتمد‬       ‫إلى يومنا هذا) ‪( ،1958‬بودلير‪:‬‬
   ‫العناصر‪ ،‬فهو يط ِّور من رؤيته‬
   ‫بشأنها‪ ،‬حيث يرى أن «عناصر‬                                                 ‫شاعر وناقد فرنسي بدأ كتابة‬
 ‫الإيجاز والتوهج والمجانيَّة ليست‬                                            ‫قصيدة النثر عام ‪ 1857‬عقب‬
 ‫قوانين سلبيَّة‪ ،‬بمعنى أنها ليست‬                                             ‫نشر ديوانه أزهار الشر‪ ،‬وهو‬
 ‫للإعجاز ولا قوالب جاهزة تفرغ‬                                             ‫من رموز الحداثة في العالم وكان‬
    ‫فيها أ ُّي تفاهة فتعطي قصيدة‬                                         ‫شعره متقد ًما عن شعر زمنه‪ ،‬فلم‬
   ‫النثر‪ .‬لا‪ ،‬إ َّنها الإطار والخطوط‬                                        ‫ُيفهم جي ًدا إلا بعد وفاته)‪ ،‬وهو‬
  ‫العامة للأعمق والأساس‪ :‬موهبة‬                                           ‫ذاته العنوان الذي حملته أطروحة‬
‫الشاعر‪ ،‬تجربته الداخلية‪ ،‬وموقفه‬
                                                                                ‫الدكتوراه خاصتها‪ ،‬والذي‬
           ‫من العالم والأنسان»‪.‬‬                                              ‫يعد أي ًضا مرج ًعا أساسيًّا لكل‬
 ‫وكانت سوزان برنارد قد حددت‬                                                ‫الدراسات الغربية والعربية التي‬

       ‫لهذا الشكل الشعري ثلاثة‬                                                      ‫أُع َّدت في هذا المضمار‪.‬‬
    ‫خصائص تبناها كل الباحثين‬                                                ‫تع ِّرف «سوزان برنار» قصيدة‬

                   ‫العرب وهي‪:‬‬
   288   289   290   291   292   293   294   295   296   297   298