Page 295 - merit 46 oct 2022
P. 295

‫‪293‬‬          ‫ثقافات وفنون‬

             ‫كتب‬

‫سوزان برنار‬  ‫أنسي الحاج‬                                         ‫أدونيس‬                               ‫(‪ )-‬يبقى مائ ًل‪.‬‬
                                                                                     ‫وتستطرد الشاعرة بذات الدهشة‪،‬‬
     ‫حياة‪ .‬وهذا ما يمكن اعتباره‬            ‫للوصول إلى عملية الربط والتأويل‬
  ‫إشكاليًّا لصالح النص أو ضده‪،‬‬               ‫النهائي المرتبط بفلسفة الشاعرة‬                       ‫ولا نزال في الإهداء‪:‬‬
‫فيما يمكن أن يكون مجا ًل للحوار‪.‬‬                      ‫في كلية هذه المجموعة‪.‬‬                ‫إلى ُكتَّاب الحواشي السفلية‬
‫وبالعودة إلى المشهدية التي تذهب‬                ‫تقول لمى في نص (هديتي لك‪،‬‬              ‫والهوامش التي تفيض بالوجدان‬
   ‫بالقارئ إلى حيث تريد الكاتبة‪،‬‬                                ‫صفحة ‪:)9‬‬                 ‫على عرض الصفحات البيضاء‬
  ‫يطالعنا استهلال قصيدة (الحب‬                                 ‫‪ -1‬هديتي ل َك‬              ‫إلى الغياب الحاضر بجبروت‪..‬‬
                                                             ‫جهنَّ ُم صغيرة‬
      ‫كائن برمائي‪ ،‬صفحة ‪:)15‬‬                     ‫تتَّ ِسع فقط لقل َب ْينا المشتعلين‬               ‫إلى روحي النزيحة‪.‬‬
       ‫كان لي بيت أُخبِّئه في قلب‬                           ‫أنا بفتيل الح ِّب‪،‬‬        ‫إن بنية الكتابة في هذه المجموعة‪،‬‬
                                                         ‫وأن َت بالنظر إليه‪..‬‬          ‫لها العديد من من العوامل المهمة‬
                      ‫الصحراء‬                        ‫‪ -2‬وقبل الذهاب للنَّوم‬            ‫التي تستند إلى خاصية مختارة‬
        ‫وأدفن مفتاحه في ال َّسماء‬                         ‫أناولك عو َد ثقابي‬          ‫من خواص تدوين الشعر‪ ،‬إذ تبدأ‬
                                                             ‫الوحيد المتب ِّقي‬
                  ‫وأعود وحيد ًة‬                        ‫ل ُتش ِع َل به فتيل قلبي‬          ‫لمى الحسنية من أبواب المدينة‬
     ‫أدخل الباب الكبير الم َزخ َرف‬          ‫‪ -3‬لكنَّ َك أكث ُر ِحر ًصا على الفتيل‬      ‫الأخرى‪ ،‬وهي العناوين الفرعية‪،‬‬
                                             ‫المش َت ِعل منه على قلبي المحترق‪..‬‬       ‫التي لا نجدها عناوين مهيمنة أو‬
                      ‫بالأضواء‬               ‫ويمكن الحديث هنا في موضوعة‬              ‫أنها ترسم الحدود العليا للنص‪ ،‬أو‬
             ‫وقد أعمتني الأفكار‬                     ‫الوحدة العضوية للنص‪،‬‬              ‫أنها تأويل أول لما يأتي به النص‪،‬‬
  ‫وفي نص (بين جبلين متقابلين‪،‬‬                                                          ‫بل هي نص شعري آخر مرافق‬
    ‫صفحة ‪ ،)28‬تقول الحسنية‪:‬‬                ‫والتكثيف‪ ،‬بحيث يمكن فهم رسالة‬
        ‫‪ -‬يتعاظم َر َجفان الأرض‬            ‫النص من مقتطفات ثلاثة منه‪ ،‬وما‬                ‫للنص الشعري في متنه‪ ،‬وهي‬
          ‫تحت وقع دبيب ال َبنان‬                                                          ‫بهذا تختط لنفسها أنها تمتلك‬
  ‫يهت ُّز ال َجبلان في محا َو َل ٍة بائسة‬     ‫بينهما تفاصيل جميلة وطقوس‬                ‫عناوين غير منفصلة عن النص‪،‬‬
       ‫لإغلاق الغابة تحت ال ُّركام‬                                                      ‫وهي تعطي العنوان إمكانية أن‬
       ‫‪ -2‬يتصاعد َتوا ُتر ال َّزحف‬                                                    ‫ينزل قلي ًل من منطقته العليا التي‬
                                                                                         ‫تتوسط النص بخط عريض في‬
                                                                                      ‫الشكل التدويني للإخراج‪ ،‬ليكون‬
                                                                                          ‫مع النص‪ ،‬فلا تشعر كقارئ‬
                                                                                         ‫بالفرق إلا من خلال أهمية أن‬
                                                                                       ‫يكون عنوا ًنا‪ ،‬ومن هذه العناوين‬
                                                                                     ‫نقرأ (الحب كائن برمائي‪ ،‬لا شيء‬
                                                                                          ‫يجمعنا‪ ،‬ضجيج السكو‪ ،‬قبلة‬
                                                                                      ‫السماء‪ ،‬سراديب القلب‪ ،‬أنا امرأة‬
                                                                                       ‫السراب‪ ،‬رقصة الإلهام‪ ،‬مخاض‬

                                                                                              ‫حب‪ ،‬نارنجة فضائلك‪)..‬‬
                                                                                            ‫إن البنية الكتابية تعتمد في‬
                                                                                      ‫قيافتها على حركتين مهمتين بعد‬
                                                                                          ‫العنوان‪ ،‬أولهما إعطاء الفكرة‬
                                                                                       ‫مفعولها في الاستهلال وتوضيح‬
                                                                                        ‫معالم الطريق‪ ،‬والحركة الثانية‬
                                                                                      ‫هي الاستمرار في هذا الاستهلال‬
   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299   300