Page 294 - merit 46 oct 2022
P. 294

‫العـدد ‪46‬‬               ‫‪292‬‬

    ‫أ‪ -‬الوحدة العضوية‪ ،‬فقصيدة‬                                       ‫أكتوبر ‪٢٠٢2‬‬
 ‫النثر بنا ٌء يصدر عن إرادة واعية‪،‬‬
‫وليس مجرد مادة متراكمة تراك ًما‬      ‫لمى الحسنية‬
 ‫ُغف ًل‪ ،‬إنها كل غير قابل للتجزيء‬
  ‫أو الحذف أو التقديم أو التأخير‬

                   ‫بين مكوناته‪.‬‬
  ‫ب‪ -‬المجانية‪ :‬فهذا الشكل‪ ،‬شكل‬

     ‫جديد لا علاقة له بكل أشكال‬
  ‫الكتابة المعروفة من نثر وشعر‪،‬‬

     ‫ورواية ومسرحية‪ ،‬حتى ولو‬
  ‫وظف تقنيات هذه الأشكال‪ ،‬فهو‬
‫شكل جديد لا غاية له خارج عالمه‬
‫المغلق‪ ،‬أي‪ ،‬أنه مجاني ولا زماني‪.‬‬

    ‫ج‪ -‬الكثافة‪ :‬يبتعد هذا الشكل‬
‫الجديد عن كل خصائص النثر من‬
‫استطراد وإيضاح وشرح وإطناب‪،‬‬

     ‫وتكمن خاصيته الشعرية في‬
‫كثافته وإشراقه‪ ،‬وبعبارة أدونيس‬

  ‫أنه «كتلة مشعة مثقلة بلا نهاية‬
  ‫من الإيحاءات قادرة على أن تهز‬

    ‫كياننا في أعماقه‪ ،‬إنها عالم من‬
                      ‫العلائق»‪.‬‬

     ‫وإذا أسقطنا كل ما سبق على‬
‫نتاج لمى ال َح َسنية؛ نرى أن الشعر‬

    ‫لديها وليد أحداث الحياة‪ ،‬كما‬
 ‫تقول نازك الملائكة التي تستشهد‬
 ‫بعبار ٍة لبرناردشو (اللاقاعدة هي‬
  ‫القاعدة الذهبية في الشعر)‪ .‬فمنذ‬

  ‫اللحظة الأولى؛ تخطفك الشاعرة‬
 ‫إلى عوالمها المجنونة‪ ،‬في دعوة غير‬

   ‫مباشرة إلى التفكير والتدبر في‬
    ‫معانيها غير الاعتيادية الباطنة‬
‫المختبئة بين ثنايا كلمات اعتيادية‪:‬‬
     ‫إلى علامة الترقيم المائلة (‪،)/‬‬
   ‫التي تفصلنا عن أقراننا الذكور‬
    ‫وتخبرنا منذ لحظاتنا الميمونة‬
  ‫الأولى على هذا الكوكب؛ رغم كل‬
‫دعوات المهنِّئين بـ(الرفاه والبنين)‬
   ‫التي حاولت تجليس ذلك الخط‬
   289   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299