Page 289 - merit 46 oct 2022
P. 289

‫‪287‬‬              ‫ثقافات وفنون‬

                 ‫مسرح‬

‫انجيلكا هورفيتس‬  ‫أوجست بوال‬                       ‫أحمد سخسوخ‬             ‫ارتباط المسرح بالمعابد؛ التي‬
                                                                      ‫كانت تقام الاحتفالات بجوارها‪،‬‬
 ‫البيان الشيوعي‪ ،‬وسينما شابلن‪،‬‬   ‫للسقوط في خطأ فيتحدى مصيره‬          ‫فكان يوجد فى وسط الأوركسترا‬
‫وعلم الاجتماع بتأثير من صديقه‬    ‫لنشاهده ونتطهر(‪ .)8‬ف ُيحدث نو ًعا‬
                                  ‫من أنواع التنفيس الانفعالي لدي‬        ‫مذب ًحا لتقديم الأضاحى للإله‬
    ‫فرانز سترينبرج‪ .‬وكعادة أي‬                                         ‫ديونيسيوس‪ ،‬وكان يشرف على‬
‫شيء يولد على يد عظيم ينتظر من‬         ‫المتفرج بنسبة كبيرة والممثل‬     ‫هذا الاحتفال الإله ديونيسيوس‬
                                                     ‫بنسبة أقل‪.‬‬      ‫بنفسه ‪-‬طبقا للمعتقد الإغريقي‪-‬‬
 ‫هو أعظم ليبلوره ويعيد صياغته‬                                       ‫حيث كان يقوم الكاهن بنقل تمثال‬
 ‫ويقدمه لنا في شكل أفضل‪ ،‬وهذا‬    ‫المسرح الملحمي والجذور‬             ‫الإله إلى المسرح فى بداية الاحتفال‪،‬‬
                                         ‫النفسية‬
     ‫ما حدث مع المخرج والكاتب‬                                            ‫ثم يضعه بعد ذلك على مقعد‬
 ‫الألماني برتولد بريشت «بريخت»‬        ‫ثاني نظرية مهمة وملهمة في‬          ‫في الصف الأول؛ حيث مقاعد‬
                                      ‫تاريخ المسرح يمكنا التعرف‬
       ‫الذي يقول‪ :‬يجب ان ُتفهم‬     ‫عليها بشكل موجز من خلال ما‬                              ‫الشرف‪.‬‬
    ‫الشخصية الإنسانية بوصفها‬      ‫قالته «انجيلكا هورفيتس» إحدى‬        ‫وبالتالي فان نشأة المأساة ولدت‬
                                  ‫تلميذات بريخت في حوارها التي‬
      ‫المجموع الكلي لكل الظروف‬        ‫أجرته مع د‪.‬أحمد سخسوخ‬              ‫من رحم التراتيل والرقصات‬
‫الاجتماعية‪ .‬تخبرنا ترجمة عيسى‬        ‫في كتابه (اتجاهات في المسرح‬            ‫والأغانى الديثرامبية(‪ )7‬في‬
                                   ‫الأوروبي المعاصر) حيث قالت‪:‬‬               ‫الاحتفالات الدينية للإله‬
    ‫بشارة ومراجعة عمر القطان‬           ‫إن وصول بريخت للمسرح‬
 ‫لمقال (كتابة الحقيقة‪ :‬الصعوبات‬     ‫الملحمي لم يأ ِت من فراغ‪ ،‬فهو‬       ‫ديونسيوس‪ ،‬ثم أخذت تتطور‬
 ‫الخمس للكاتب الألماني لبريخت)‬   ‫حدث من إعادة صياغة ولم شتات‬              ‫بالتدريج؛ حتى صارت فيما‬
  ‫أنه على أي شخص يريد التغلب‬      ‫بسكاتور‪ ،‬كارل فالنتين‪ ،‬بوشنر‪،‬‬
  ‫على الأكاذيب ويسعى إلى كتابة‬                                        ‫بعد فنًّا قائ ًما بذاته‪ .‬ولكن ما هو‬
 ‫حقيقية؛ أن يتغلب على صعوبات‬                                            ‫تعريف المأساة أو التراجيديا؟‬

   ‫خمس؛ فأو ًل يتحلى بالشجاعة‬                                       ‫يخبرنا «أرسطو» في كتاب الأشهر‬
    ‫ليكتب الحقيقة‪ ،‬ثم يكون لديه‬                                           ‫(فن الشعر) أن التراجيديا‪:‬‬

                                                                       ‫محاكاة لفعل تام نبيل لها طول‬
                                                                        ‫معلوم بلغة مزودة بألوان من‬
                                                                        ‫التزيين تختلف وف ًقا لاختلاف‬
                                                                       ‫الأجزاء‪ ،‬وهذه المحاكاة تتم على‬

                                                                          ‫يد أشخاص يفعلون‪ ،‬لا عن‬
                                                                      ‫طريق الحكاية والقصص‪ ،‬وتثير‬
                                                                     ‫عاطفتي الشفقة والخوف فتؤدي‬
                                                                      ‫إلى التطهير من هذه الانفعالات‪.‬‬
                                                                    ‫وبما أن الشعر الهوميري جوهره‬

                                                                          ‫دراما‪ ،‬والدراما تعني فع ًل‪،‬‬
                                                                      ‫والتراجيديا محاكاة لأفعال‪ ،‬إذن‬
                                                                     ‫التراجيديا جوهرها دراما‪ ،‬ولذلك‬

                                                                        ‫فإنها تستعرض أحداث مليئة‬
                                                                      ‫بالحزن تؤدى إلى نتيجة مفجعة‬

                                                                         ‫للبطل التراجيدي النبيل الذي‬
                                                                         ‫يتسم بالنبل‪ ،‬والعند في نفس‬
                                                                         ‫الوقت؛ هذا العند الذي يدفعه‬
   284   285   286   287   288   289   290   291   292   293   294