Page 8 - merit 46 oct 2022
P. 8
العـدد 46 6
أكتوبر ٢٠٢2
أسموها «الصحوة الإسلامية» ،وا ُّتخذت تدابير الدولية ،وهي ترتكز على تفسير الآية ( )52من
حماية لسلمان رشدي في بريطانيا ،حيث تم اُيِملسْحنَّوشِكْيَرقُمَْبةطلِاااَُلكلنَّ ُلحِِمآفَجينا،أُ ِتَّْرمِهنِح ُيَّيَسوتِاوِهثلٍَّل َُليف َيقَوَنعَولَِليلس ٌَنمُختبِعاٍَّايحللَِّكإُِلىيَّلٌمَم“إِا”ََو،ذاُيَمْلاوَتِقفَأَميْينَّر ا َتىلسف ْلَأ ََّْلنشاسَْيقي َطىراهُنا ُث َّم
يقول الطبري“ :إن السبب الذي من أجله أنزلت
إخفاؤه بشكل كلي حتى عام ،2002قبل أن يخرج
للعلن ويتنقل هنا وهناك ويلقي المحاضرات، هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أن
وبالطبع راجت كتبه بشكل كبير في كل لغات
الشيطان كان ألقي على لسانه في بعض ما يتلوه
العالم .لكن يمكن القول إنه كما اتخذ الخوميني
آيات شيطانية سلا ًحا لتثبيت حكمه ،فقد اتخذ مما أنزل الله عليه من القرآن ما لم ينزله الله عليه،
الغرب فتواه وسيلة لتقويض حكمه ،لهذا كتبت
تقريري وقتها تحت عنوان «زوبعة إيرانية غربية فاشت َّد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
واغت َّم به ،فسلاه الله مما به من ذلك بهذه الآيات».
في فنجان آيات شيطانية». وأكمل الطبري“ :جلس رسول الله صلى الله
الأخبار ليست جيدة عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله،
الآن بعد ( )33عا ًما يتم تنفيذ فتوى الخوميني، فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا
فقد تفاجأ العالم بمسلم أمريكي من أصول لبنانية، عنه ,فأنزل الله عليهَ “ :والنَّ ْج ِم إِ َذا َه َوى َما َض َّل
َصا ِح ُب ُك ْم َو َما َغ َوى” فقرأها رسول الله صلى الله
هادي مطر البالغ من العمر 24عا ًما ،من فيرفيو َوعلَمي َنها َةوالسثَّاللِمَثَ ،ة احلتُأ ْىخ َإرذاى”بلأغل:قى“ َأ َفع َلر َأي ْيه ُتاُمل الشلياط َاتن َواكْلل ُعم َّزتيىن:
بولاية نيوجيرسي ،يطعن الكاتب الأشهر -أثناء “تلك الغرانقة العلى ،وإن شفاعته ّن لترجى” ،فتكلم
إلقائه محاضرة في مؤسسة ،Chautauqua بها .ثم مضى فقرأ السورة كلها .فسجد في آخر
نيويورك ،على بعد حوالي 55مي ًل جنوب بوفالو؛
السورة ،وسجد القوم جميعا معه ،ورفع الوليد بن
حيث طعنه بسكين عدة طعنات طالت الكبد،
وقطعت بعض الأعصاب ،حسب وصف الدكتور المغيرة ترا ًبا إلى جبهته فسجد عليه ،وكان شي ًخا
كبي ًرا لا يقدر على السجود .فرضوا بما تكلم به
مارتن هاسكل ،وهو طبيب كان من بين أولئك وقالوا :قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ،وهو الذي
الذين هرعوا للمساعدة وقت وقوع الحادث ،وقد
ذكر وكيله أندرو ويلي لصحيفة نيويورك تايمز يخلق ويرزق ،ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده،
أن «الأخبار ليست جيدة» .وأضاف« :سلمان من
المحتمل أن يفقد إحدى عينيه ؛ قطعت الأعصاب إذ جعلت لها نصيبًا ،فنحن معك ،قالا فلما أمسى
في ذراعه .وقال ويلي« :لقد تعرض كبده للطعن أتاه جبرائيل عليه السلام ،فعرض عليه السورة؛
والتلف». فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال:
كلام كثير يمكن أن يقال ها هنا عن حرية الاعتقاد،
ما جئتك بهاتين ،فقال رسول الله صلى الله عليه
وعن أن الفكر لا ُيواجه إلا بالفكر ،لكن ما أتابعه ما َ ْل َي ُق ْل، فوأوسلحم:ىااْفل َتل َهر ْيإلُتيهَ:عل“ى َواإِللْنهَ ،ك َاو ُدُق ْلوا ُت َل َيَعْفلتِىُن اولَنل َهك
على مواقع التواصل الاجتماعي من مناقشات ،أن َع ِن الَّ ِذي
الأغلبية من مواطني دولنا العربية الإسلامية تدين َأ ْو َح ْي َنا إِ َل ْي َك لِ َت ْف َت ِر َي َع َل ْي َنا َغ ْي َر ُه” ..إلى قولهُ “ :ث َّم لا
الضحية لأنه «أهان الذات الإلهية» حسبما قرؤوا َت ِج ُد َل َك َع َل ْي َنا َن ِصي ًرا» ..إلخ.
هنا وهناك ،دون أن ي َّطلعوا على الرواية موضوع
الحادثة ،وأغلب الظن أن المعتدي نفسه لم يقرأها، زوبعة غربية
بالضبط كما لم يقرأ قاتل فرج فودة حر ًفا له ،وكما
لم يقرأ الذي طعن نجيب محفوظ حر ًفا من روايته قوبلت فتوى الخوميني بقتل رشدي وقتها
الإشكالية «أولاد حارتنا» التي قتله بسببها ،فهو لا باستنكار دولي كبير ،غربي خاصة ،فقد كانت
منطقتنا على أبواب موجة عالية من موجات ما
يعرف القراءة والكتابة أص ًل!