Page 13 - merit 46 oct 2022
P. 13
11 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
ثم ذكرهم بقضية «كلين»
التي نظر فيها القضاء منذ
زمن طويل عام ،1868
والتي كانت الأساس
الذي ُبنيت عليه القوانين
الحالية الخاصة بالأدب
المكشوف ،مطالبًا إ َّياهم
بأن يتأكدوا من وجود
هذا الجانب في رواية
لورانس أو خلوها منه،
وبعد خطاب بليغ راح
يتساءل فيه عن المسؤول
عن وضع المعايير التي
نحكم بها على الأعمال
الأدبية؟ ومن المسؤول عن
ألدوس هكسلي إدوارد فوستر حنا عبود إدخال الأفكار الفاسدة في
العقول؟ هل هم ال ُكتَّاب
الكامل .وفي حديثه عن أدب لورانس وموقفه من أم الطبيعة البشرية هي
الجنس ،بيَّن إيمانه (أي لورانس) العميق بالزواج المسؤولة عن ذلك؟ وإن كان سلَّم في ح ِّق الأديب
بأن يكتب بحرية كاملة ،وإن كان تح َّفظ بقوله« :إن
كنظام اجتماعي ،وأن هدف المؤلف من رواية
«عشيق الليدي تشاترلي» ،هو التأكيد على أن التهتك هذا الأديب عضو في المجتمع الذي يعيش فيه ،ومن
والإباحية لا يمكنهما أن يكونا بدي ًل عن الحب ث َّم فواجبه -نحو هذا المجتمع -ألا يصيبه بأي
والعلاقة الزوجية الدائمة» ،واستمر قائ ًل :إذا كان أذى من الناحية العقلية والجسدية والروحية ،فإذا
لورانس -في روايته -يهاجم التصنيع وما خلقه اصطدمت نوازع الإبداع فيه مع أخلاق المجتمع
من شرور ونتائج مدمرة ،وكذلك الإفراط في تمجيد
العقل على حساب الجسد والعاطفة ،فإنه -في الوقت ينبغي أن تكون لها الغلبة».
كما عاد وذ َّكر المحلفين بأنهم ليسوا رقباء بل
ذاته -يؤمن بأن الحب هو الرباط المقدس الذي
يربط بين جسدي الرجل والمرأة ،وأنه ليس هناك قضاة ،إلى أن يصل إلى مبتغاه -في نهاية الخطبة-
ما يدعو إلى الخجل من رغبات البدن التي يكرسها
بقوله «إنه لا يشك في عظمة د.هـ .لورانس كأديب،
نظام الزواج».
إلى أن يصل -في نهاية خطبته -إلى الحديث عن وأن روايته موضع الخلاف لا تخلو من القيمة
وظيفة الروائي المعاصر التي رأها تتج َّل في رسم
صورة صادقة للمجتمع وتبيان الشرور الاجتماعية الأدبية المحدودة ،ومن ثم فإنه يتعين على المحلفين
السائدة ،وهذا ما قد فعله المؤلف في روايته التي
-بحسب رأيه -لا تقع تحت طائلة القانون ،فهي أن يقروا عما إذا كانت هذه الرواية تتضمن فح ًشا
فض ًل عن قيمتها الأدبية والفنية ،تعود بالنفع على
يفوق ما لها من قيمة أدبية»( .رمسيس عوض:
المجتمع.
لجأ المحامون إلى حي ٍل خا َّص ٍة بعدما عرفوا أ َّن ص)67
أما الدفاع فبدأ دفاعه بالإشادة بالدور الذي لعبته
دار بنجوين للنشر منذ تأسيسها عام ،1935
بنشرها «عيون الأدب الإنجليزي والعالمي بأزهد
الأسعار بين العمال والفقراء» ،وإن كان ذكر
بنبرة تأ ٍّس أن بريطانيا هي الدولة الوحيدة في كل
العالم المتحضر التي حظرت نشر الرواية في نصها