Page 14 - merit 46 oct 2022
P. 14
العـدد 46 12
أكتوبر ٢٠٢2
ودعوة إلى إقامة علاقات جنسية دائمة وصحية الاعتماد على الأسانيد القانونية ل َن يفيد القضية بل
بين البشر» ،ومن الأسماء التي استدعتها المحكمة ُيع ِّقدها ،حتى إنهم ذهبوا مذهبًا آخر ،خاصة بعدما
الروائي «إ.م فورستر» صاحب «رحلة إلى الهند»،
وعن الرواية قال« :عشيق الليدي تشاترلي كعمل حدث تداخل ُمز ٍر بين الحياة الشخصية للمؤلف
أدبي تتمتع بمزايا أدبية رفيعة للغاية ،ولعلني لورانس والرواية ،كما جاء في الشهادة التي نشرتها
أضيف أنها من بين روايات لورانس قد لا تكون الروائية البريطانية «دوريس ليسنيغ» ،والتي كانت
الرواية التي أحمل لها الإعجاب أكثر من غيرها»،
وبالمثل ذكر الناقد الأكاديمي كنيث مونر في شهادته بمثابة ص َّب الزيت على النَّار ،حيث سردت الكثير
من وقائع الحياة الشخصية لورانس ومما ذكرته:
في الجلسة الرابعة (بتاريخ 31أكتوبر )1960 «أن لورانس كان متزو ًجا من سيدة ألمانية ُتدعى
أن «الرواية لا تدور حول الجنس الفاضح، فريدا ،وكانت هذه الزوجة على علاقة مع إيطالي،
ولكن حول خلاص الفرد ثم خلاص المجتمع والغريب أن لورانس كان على علم بهذه العلاقة..،
عن طريق الحنان (من المفيد الإشارة أن من بين
أسماء الرواية كان الحنان ،لكن لورانس عدل عنه) إلى آخر هذه القصة .والتي انتهت بتعدد شكوى
المتبادل بين الرجل والمرأة في علاقات جنس َّية زوجته فريدا من عجزه الجنسي الذي نت َج عن
إصابته بمرض التدرن الرئوي» .اللافت أن دوريس
سر َّية». ليسنيغ ذاتها قالت عن الرواية “لم يكتب أحد َق ُّط
كما أشار رجل الدين «دونالد تيتلر» إلى أن أفضل من لورانس عن صراع الجنس والحب».
«الرواية تتضمن جوانب تعليمية تساعد الشباب وقد استدعت المحكمة -في محاولة منها لاستقصاء
على تحقيق النضوج والإحساس بالمسؤولية في وجهات النظر المختلفة حول الرواية -العديد من
الممارسات الجنسية» ،وكان من بين الشهود آنسة الشخصيات النقدية والأدبية والدينية والقانونية
اسمها «برناردين وول» التي شدت انتباه المحكمة من ذوي الشأن والاختصاص ،وكذلك الشخصيات
عندما قالت« :إن النسخة الكاملة في الرواية تفوق العامة ( 35شخصية من عالم الفكر والأدب) :ومن
بكثير في أهميتها النسخة المهذبة الخالية من بين الشخصيات العديدة ت َّم استدعاء «جراهام
الفقرات الجنسيَّة ،لأن النسخة الكاملة توضح فيما هوف» المحاضر في الأدب الإنجليزي (مؤلف كتاب:
توضح التناقض الموجود بين امتلاء الحياة التلقائية الشمس المظلمة :دراسة عن د.ه .لورانس»،
وخواء الحياة الصناعية ،وهي إحدى النقاط الهامة فأثنى -في شهادته -على لورانس ،ووصفه بأنه
«واحد من أهم الروائيين الإنجليز المحدثين»،
في الرواية». وعن روايته -عشيق الليدي تشاترلي -قال
إنها «ليس من أحسن أعماله الروائية التسعة،
أوصياء الرب ولكنها في نفس الوقت ليست أسوأها» ،وعن
ورود بعض الألفاظ السوقية في الرواية قال إن
ومن هنا عمدت هيئة الدفاع إلى صرف انتباه لورانس« :لا يهدف إلى الفجور ،والتهتك ،ولكنها
القضاة عن الحياة الشخصية ،وبالفعل مارسوا محاولة من جانبه -قد تكون فاشلة -لتطهير هذه
حيلهم بفصل الحياة الشخصية للمؤلف عن أحداث الكلمات من إيمائاتها الدونية الفاحشة ،وهدفه من
الرواية ،فراحوا يسائلون العامة عن موقفهم من هذا أنه هو التدليل على أنه ليس في العملية الجنسية
أعشاب لندن التي تشهد المطارحات الغرامية العارية
والكاملة المكشوفة .كما َتح ُّدوهم بأن ُيح ِّددوا من ما يشين على الإطلاق».
الرواية الألفاظ العارية المكشوفة التي يزعمون وهناك الروائية ربيكا وست ،وأسقف وولوتيش،
أنها تملأ صفحات الرواية ،ثم تح ُّدوهم مرة ثانية والأخير رأى أن «لورانس في أدبه يص ِّور قداسة
بأن يجدوا الخيط الفاصل والحاسم بين ما هو العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ،وإننا نخطئ
خادش للحياء العام وما هو جريء وحقيقي .وكان
إذا ظننا أنه يص ِّور الإباحيَّة الجنسيَّة من أجل
ذاتها ،فكتابه في حقيقة الأمر هجوم على الإباحية،